روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
المحتويات
علي طلبه وغادرت منزلهم واستلمت شقتها ذو الإيجار البسيط في منطقة شعبية هادئة قد وفرتها لها شريفة مديرة الدار وساعدتها في ذلك وشكرتها مريم بامتنان ومنذ خروجها ورحيم يشعر بالاختناق الشديد والاكتئاب الذي بدا علي معالمه بغزارة شديدة لاحظها كل من جميل وفريدة وبدأت تشعر بالذنب إلا أنها تقنع حالها بأنها فتره ستمضي وسيتعود علي بعادها كما تعود علي حضورها ولكن هل سيكن اعتقادها صحيحا وأن مايشعر به رحيم هو تعود فلنري مالذي تخبأه له الأيام من ندبات تؤثر علي روحه انقضت الليالي العجاف بالنسبة لريم والآن تجلس في حديقة منزل أبيها فلقد مر ستة أشهر كاملة علي المحاكمة كانت بيدها مذكرات كانت تدون فيها كل مايجول بخاطرها منذ ۏفاة عزيزها فكتبت بقلب ينفطر حزنا الآن مر علي وفاتك عاما كاملا ذقت فيهم من المرار ألوان لقد كنت لي حبيبا عزيزا قرير العين وتركتني وحدي أعاني مر الفراق وأنا أجلد ذاتي في يومي كله حتي في غفوتي أراك ڠضبان مني أشعر بأني في ساحة معركة الفراق بالاختناق أقاتل في ساحة المعركة وحدي أنا الجيش لنفسي وأنا السيف ذاته أذاني أقرب الناس إليك وكانوا يوما من الأيام الأقرباء إلي أيضا وتعلمت منهم درسا لن أنساه طيلة حياتي وهو لا تأخذ جرعة كبيرة من الثقة إترك مكانا للخيبة ومكانا لإستيعابها أيضا كن معتدلا كانت منغمسة في تدوينها فسمعت صوت أبيها الحنون الذي يقف بجانبها دائما يردد بحنو الجميل اللي قاعد لوحده وشكله قلقان ومخليني مش مرتاح عشان خاطره بيعمل ايه أنهي كلماته وهو يمسح على راسها بحنان ثم جلس بجانبها تنهدت بثقل والم نفسي واجابته مش مرتاحه يا بابا وحاسه اني مش قادره اتخطى مۏته هو انا هفضل كده كتير وضع كف يداه علي كف يدها الموضوعه فوق فخذها ثم ربت عليها بحنو وأردف قائلا طول ما إنتي حابسه نفسك بين حيطان البيت وسط دوامه الفكر إللي مبنتهيش هتفضلي كده على طول ده إنتي حتي الموبايل مبتفتحيهوش . نظرت اليه بعينين حائرتين فأكمل هو بارشاد اخرجي يا بنتي واشتغلي واشغلي وقتك بحاجه مفيده إنتي محتاجه لكده مش عشان خاطر الفلوس ولا عشان خاطر الاحتياج للماده ذات نفسها انما إنتي عندك موهبة جميلة وقدرتي تصنعي لنفسك كيان في مكان بسمع عنه انه ممتاز جدا وله اسم . انتفضت كمان لدغها عقرب من حديث والدها وهتفت برفض قاطع لا يا بابا انا عمري ما هرجع اشتغل في التصميم تاني ده كان السبب اني خلاني خسړت جوزي ابو ولادي ودمرني ودمر حياتي كلها . اعترض على كلامها بشدة وهدر بها ده كلام تقوليه ! هتعملي زي الجاهلين كون انكم كنتم بتتناقشوا في حاجه هو رافضها وإنتي كنت عايزاها وكون ان هو ماټ ده قدره والاتنين ما لهمش علاقه ببعض نهائي وسواء كنتوا اټخانقتوا او ما اتخانقتوش كان برده عمره هينتهي في اللحظه دي يا بنتي . حركت راسها بنفي ودموعها تنهمر بغزاره من عينيها واردفت من بين شهقاتها بنفي انا عارفه كلام حضرتك يا بابا وفاهماه كويس جدا لكن المره دي كان بيبص لي باستغراب وما كانش مصدق ان انا أعارضه ولما خيرني ما بين الشغل واني افضل معاه خذلته ما استحملش الخذلان مني ونفسيته اتأثرت وماټ . ضړب والدها كفا بكف وهو يردد باندهاش لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم يا بنتي الأعمار بيد الله وكل واحد من قبل ما يتولد بيبقى عمره على الدنيا مكتوب ايا كانت المۏتة تعددت الأسباب والمۏت واحد ثم اخذها بين ه يهددها بحنان وتابع فوقي لنفسك وفوقي لولادك هما محتاجينك مش هيبقى غياب ابوهم وضياعك في دوامه الحزن وكده انت يعتبر من القانطين من رحمه الله واذا كنتي إنتي مصرة تشيلي نفسك الذنب استغفريه واذكريه الذكر بيطمن القلوب وتصدقي واعملي كل اللي في وسعك وفي كل مره هتعملي كده صدقيني هتلاقي نفسك بتخرجي من الدوامه دي واحده واحده وهتبقي بني ادمه طبيعيه جدا وهتحتسبي عند الله من الصابرين . احست بطيف من الأمل يلوح على صدرها وكأن كلامي والدها نزل بردا وسلاما على قلبها وسألته بتيهة كي تطمئن يعني انت شايف يا بابا ان فعلا ارجع اشتغل واصمم واحقق حلمي اللي عشت عمري كله اتمناه واحلم بيه وابقى كده ما زعلتش مني باهر في تربته . ابتسم لها ثم أجابها بتاكيد يا بنتي جوزك بقى بين ايادي الله هو ارحم بيه من عباده وما تزعليش مني الدنيا منفاته وما بتقفش على حد لازم تتعودي تقوي حالك بحالك علشان وقت الجد ما توقعيش من طولك ويكون اللي بيسندوكي كلهم وكنتي معتمده عليهم مبقوش موجودين واسترسل وهو يشير بيده إلي ملابسها باعتراض وبعدين انا عايزك بقى تقلعي الاسود
متابعة القراءة