روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

كليه التجارة ظهرا تجلس مريم وهي تقلب في هاتفها بشرود فهي قلما تشحن باقة هاتفها عندما يتوفر معها مبلغ  فتحت اشعار طلبات الصداقة وجدت رحيم باعثا لها طلبا دق قلبها بوتيرة سريعه وبأيد مرتعشه قبلت الطلب  ثم حدثت متسائلة نفسها بتيهة  يا ترى هو بيبعت لكل الطالبات طلب صداقه ولا ليا انا بس عشان عملت له اعجاب على منشور  طيب اروح له يساعدني يعمل لي اللي انا عايزاه ولا لا  وبعد مدة في الأخذ والرد مع نفسها قررت ان تذهب الى مكتبه وتطلب منه ما تريد فسألت الأمن عن مكتبه وادلو لها مكانه وذهبت اليه على الفور ودقت على بابه باحترام وانتظرت الرد الى ان اذن لها بالدخول فدخلت والقت السلام بهدوء فرد عليها رحيم قائلا بوجه بشوش عندما رآها فهي كانت تحتل عقله وتفكيره منذ قليل  يا هلا وغلا فيكي نورتي مكتبنا المتواضع آنسة مريم . نظرت اليه بابتسامه هادئه وتحدثت بنبره صوت خاڤتة  اهلا وسهلا بحضرتك يا دكتور ممكن اتكلم مع حضرتك شويه لو وقتك يسمح  اغلق المذكرة التي كانت امامه واجابها بملامح مبتسمه قائلا  سبق وانا اللي عرضت عليكي انك لو احتاجتي اي حاجه تيجي لي مكتبي وانا مش هتأخر عنك اتفضلي يا ستي اؤمريني وانا عليا التنفيذ . لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذالك الحنون الذي وصل لأعماقها وتوغل في روحها مرددة بلجلجة احب اشكر حضرتك جدا على عطفك معايا يا دكتور ولأنك فاتح مكتبك لأي طالب محتاج مساعده  واسترسلت حديثها بتوتر وهي تفرك يداها  انا كنت عايزه اقدم على طلب اني اسكن في المدينه الجامعيه بس هم هنا ليهم شروط علشان القبول  ما اعتقدش ان ظروفي تسمح بشروطهم لأن مسكنى قريب من الجامعة فكنت عايزه حضرتك تتوسط لي عندهم اني اجي هنا المدينه الجامعيه لاني في مشكله كبيره مش هيحلها غير اني ابقى في المدينة الجامعية . ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي ملامح وجهه وانتي ليه عايزه تقعدي في المدينه الجامعية يا انسه مريم وانتي زي ما بتقولي ان مسكنك قريب هنا من الجامعه  ممكن توضحي لي اكتر وما تقلقيش اي حاجه هتقوليها هتبقى بيني وبينك ما حدش هيعرف عنها حاجه بس عشان اقدر اقف جنبك واعمل لك اللي انتي عايزاه . أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم  مش عارفه اقول لحضرتك ايه يا دكتور بس انا اللي انا شايلاه واللي على قلبي وعلى كتافي تقيل جدا هم جبال  مش عايزة ازعج حضرتك بمشاكلي وهمي علشان خاطر اللي انا فيه ما لهوش حل . ضيق عيناه ووجه لها سؤال باستفسار  طيب ممكن تعتبريني صديقك مش دكتورك في الجامعة وتحكي لي او اعتبريني زي اخوكي الكبير اللي لو حاجه مضايقاكي هتروحي تشتكي له . ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة قبل أن تدلى عليه أيا من مشاكلها ولكن مابيدها شئ فتحدثت بإيضاح  انا للأسف ما ليش اخوات ولا اب ولا ام ولا عيلة انا يتيمة ووحيدة وعايشة في الملجأ . اڼصدم هو مما سمعه منها ونظر لها بتمعن منتظرا تكمله حديثها  اما هي اكملت حديثها بۏجع تنشق له القلوب  عيلتي كلها ماټت وانا طفلة صغيرة فالجيران اضطروا يودوني للملجأ لان ساعتها ما كانش عندهم مقدرة يتحملوا مسؤولية طفلة فاجتمعوا على انهم يودوني الملجأ  كان تقريبا ساعتها عندي سبع سنين تعبت نفسيا من وانا طفلة صغيرة لكن استسلمت للأمر الواقع  واسترسلت حديثها والدموع تملأ مقلتيها  لكن الظاهر الدنيا ما كفهاش اللي انا فيه لا وكمان زودت عليا هم فوق همومي  واحده كانت معانا في الملجأ ولما اتخرجت وخلصت تعليمها شافت طريقها وفي لمح البصر اغتنت وبقت عربية وفيلا وحاجة كده زي بتوع الأفلام  وكانت كل شويه تجي لنا زيارات في الملجأ وتجيب هدايا كتير معاها واتصاحبت على البنات كلهم وأخدت أرقامهم  وانا من ضمن البنات اللي كانت واخده رقمها  ففي يوم كنت قاعدة وبعتت لي رسالة على الواتس فيها لينك اني لو شاركته وبعته لكذا حد هكسب رحلة حج او عمره الموضوع عجبني جدا وقلت يمكن الحظ يلعب معايا وينصفني النوبادي واروح اعمل عمره او حج  وفتحت اللينك لقيته فاضي ما استغربتش قلت عادي يمكن هي غلطت فيه  وعدت الأيام والشهور وفي الأخر لقيتها جايه لي بتوريني فيديوهات ليا وأنا في أوضاع خاصة اڼصدمت ازاي قدرت تجمع الفيديوهات دي كلها وفي اماكن مختلفه وبالصدفه سمعت فيديو على التليفون ما نفتحش لينكات خالص لأنها بتهكر التليفونات واكتشفت هي عرفت تاخد الفيديوهات دي ازاي ودلوقتي بتهددني بيهم اني لو ما اشتغلتش معاها هترفع الفيديو للدار وهما اول ما يشوفوا الفيديو هيحرموني من التعليم واحتمال كبير يودوني الإحداثيه  ثم انفطرت
تم نسخ الرابط