روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
المحتويات
والدته ورماها عرض الحائط تململت في تختها تمد يدها تبحث عنه وما ان وصلت يداها ناحيه صدره ابتعد كمن لدغه عقرب اندهشت من حركته وقالت ليه ياحبيبي كده معاملتك متغيره معايا من امبارح وسبتني وخرجت من غير ما تعرفني أنا عملت إيه وقعدت مستنياك كتييير ورجعت متأخر واسترسلت بنبرة اعتراضية حزينة معقول في واحد يسيب مراته يوم صباحيتها زي مابتقولو كدة في مصر رأي انه لا مفر من الهروب ولابد من المواجهه بما يؤرق صدره وسالها بنبرة اتهام انا اللي اعرفه عنك انك اتربيتي مايقرب من نص عمرك في مصر وبعدين سافرتي بره كان عندك حوالي 12 سنه ده غير انك مسلمه طبعا ممكن اعرف ايه اللي غيرك وخلاكي نسيتي دينك واتطبعتي بطبع الغرب ووصلتي للدرجه دي الى الان لم تفهم ما يقصده وسألته متعجبه oh my God ما تقول على طول يا مالك انا عملت ايه انا مش فاهمه حاجه خالص بعينين قاتمتين نظر إليها وأجاب اظن انك قلتي لي انك ما اتجوزتيش قبل كده وانا اول واحد يعقد عليك عقد جواز اشارت براسها بالموافقه واكمل هو بحدة ممكن اعرف ايه اللي انا حسيته امبارح ده انك مش بنت يا هانم وتقريبا دي مش اول علاقه ليكي ! انا بجد اڼصدمت صډمه عمري . اهتز فكها بابتسامه جانبيه وهتفت Exactly what is the problem? انت عارف انا عشت سنين عمري ما بين ايطاليا وامريكا والحاجات دي عاديه هناك انت معقوله من اللي بيفكروا كده ! اعتدل بوقفته وانتصب وهو ينظر داخل عيناها مرددا بهجوم بيفكروا كده! انا متعرف عليك فين بقى لي اكتر من اربع شهور ما لمستش ايدك حتى ما اخدتيش بالك من نقطه زي دي ! وتابع بنفس الھجوم واشترطت عليكي انك هتلبسي الحجاب وافقتي ممكن اعرف وافقتي بناء على ايه وانت اصلا ما طلعتيش زي ما كان في بالي وكنت مفكر ان انا اول راجل في حياتك رفعت احدي حاجبيها متعجبة هو حياتي اللي فاتت من حقك تحاسبني عليها اصلا او تتدخل فيها هو انا كنت حاسبتك على ماضيك اللي عشته قبلي علشان تحاكمني تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه هو الماضي بتاعك اصلا ازاي ما حاسبكيش عليه وهو شيء متعلق بعقيدتي وايماني مش مجرد تفاهات هعديها اهتزت قدميها برفض لحديثه وتحدثت بنبره اعتراضيه بس كده حرام وظلم انك تحكم عليا بمجرد علاقه حصلت قبل كده مرتين او ثلاثه وكانت بمحض المجتمع وعاداته اللي انا كنت عايشه فيه وبابي طبعا كان مديني الحريه الكامله في شخصيتي وتابعت بتهكم ممكن اعرف بقى ايه اللي هيضايقك في علاقتنا من ناحيه الموضوع ده احنا بدانا مع بعض صفحه جديده وليك انك تحاسبني من بدايتها وما تقلبش في دفاترك القديمه عشان مش هتفيد بحاجه بل بالعكس هتضرنا احنا الاتنين ومش هنبقى مستريحين . اربع ساعديه وأولاها ظهره مرددا بحزن للاسف انا مش من النوع اللي اقدر انسى حاجه زي دي انا راجل شرقي جدا وما اقبلش ان مراتي اللي اتجوزتها عملت علاقات قبل كده مع راجل قبلي في حدود غير شرعية. ذهبت ووقفت قبالته وتحدثت باستفسار طيب ممكن اعرف ايه الحل دلوقتي لمشكلتنا دي ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة مفيش غير حل واحد ياجوليا انتي طالق . اتسع بؤبؤ عينيها وابتلعت لسانها من أثر الصدمة ولم تعد قادره علي التفوه فقط تنظر له نظرات مختلفة من الخذلان والعتاب واللوم ودموع عينيها تنهمر بغزارة وحړقة قلب ټعذب في عشقه سنوات عندما رأي حالتها احتضن كتفيها وتحدث شارحا بنبرة حنونة عايزك تعرفي ان العيب مش فيك انت للاسف المجتمع اللي انت اتربيتي فيه هو اللي وصلك للدرجه دي العيب في انا ان في كل مره هبص جوه عينيكي هشوف الحاجه اللي عمري ما اقبلها وهيبقى في حاجز كبير قوي ما بيني وما بينك وبكده هظلمك وانا مش عايزه اظلمك معايا يا جوليا وتابع حديثه بحزن انا مش هقدر اقبل حاجه زي دي لو كنتي صارحتيني بيها من الاول كنت على طول انسحبت وفضلنا اصدقاء وبنا شغل وخلاص . علت شهقاتها ومن بينها هتفت بأمل طب ما انت كنت متجوز قبل كده اعتبرني كنت متجوزه وصدقني عمري ما هعمل حاجه تضايقك وكل حاجه كنت بتقول لي عليها بتضايقك ما كنتش بكررها ارجوك يا مالك اتراجع عن قرارك انا ما اقدرش اعيش من غيرك . ما أن انهت كلماتها التي أنهكت قواها فألتقطت أنفاسها بصعوبهرمقها بدون أي تعبير نظرا لأنه عالم بطباع نفسه جيدا أنه لن يقدر وأجابها بهدوء للأسف الشديد مش هقدر هظلمك معايا وهظلم نفسي وخلي بالك اننا نتواصل مع بعض كاصدقاء وتفضل
متابعة القراءة