روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
المحتويات
ما تخسريهمش ابدا انا مش هعيش لك العمر كله اشيل معاكي واشيل عنك ومالك بالذات متمشيش معاه في طريق العند هو عمره في يوم من الأيام ماهيخلق معاكي مشكلة هو السبب فيها. لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة يعني إنتي ياماما هتيجي في صفي يعني مالازم تقفي صف حبيب القلب والروح مالك باشا دايما انا الغلطانه في نظرك ودايما أنا بجيب المشاكل متشكرة جدا ياأمي. اتسعت عيناها بذهول ورفعت احدي حاجبيها متعجبة وتحدثت باندهاش كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده يا هيام انا عمري ما فرقت بينك وبين اخواتك ولا عمري جيت في صف الغلطان حتى لو كان مين طول عمري واقفه بينكم الند بالند لأي واحد بيغلط وانتي دايما اللي بتبدأي مع اخواتك وخاصة مالك وانا الظاهر اني دلعتك كتير علشان خاطر انتي البنت الوحيدة ومن واجبي عليكي اني دايما انبهك وأوجهك عن الغلط أول بأول علشان انا مش هعيش لك العمر كله يا هيام . رفعت حاجبيها وتحدثت باستنكار طالما إنتي شايفه كده يا ماما لو تحبي إني ما اجيش هنا تاني علشان ما اعملكيش مشاكل مع اولادك الاتنين علشان كل اما اجي تقعدي تديني في نصايح وحوارات وكأني انا أمنا الشريرة . تنهدت عبير بثقل وألم نفسي انتابها جراء كلمات ابنتها وتحدثت بإبانة يا بنتي انتم كلكم عندي واحد وعمري ما افرق في المحبه ما بين ولد ولا بنت وإنتي بالذات عارفه غلاوتك عندي قد ايه انا كل اللي انا اقصده انك تقفي في وسط اخواتك مش عليهم وحتى لو واحد فيهم غلط تلتمسي له العذر علشان كده بتكلم معاكي وبوضح لك وإنتي ام وعندك اولاد وعارفه الكلام ده كويس جدا علشان ما تفرقيش بين اولادك في يوم من الأيام في المعاملة وتخسري واحد فيهم لازم توزني الأمور في كل حياتك علشان تطلعي كسبانه . وظلت والدتها تلقي عليها نصائح الام وهيام لا تلقي لها بال كعادتها فهي فارغه جدا من داخلها ولا تهتم الا بالذي تأتي لأجله وهو مصلحتها التي تفضلها عن اي شيء ثم قامت مستأذنة من والدتها وهي تنتوي المغادرة لكي تأتي بأولادها من النادي وبعد ان خرجت امسكت هاتفها وهاتفت نهال وانتظرت الرد الى ان اتاها فتحدثت اليها قائله ايوه يا نهال أخر حاجه هساعدك فيها النوبادي لأن مش مستعدة اخسر مالك ابدا واسترسلت حديثها قائله لها بابانة شوفي يا ستي مالك عنده ميعاد في الباخرة بتاعته النهارده معاه عملاء بعد تلت ساعات من دلوقتي شوفي بقى تعملي اي حاجه على انها صدفه تاخدي مثلا اتنين من صاحباتك انتي طبعا بتروحي تسهري هناك كتير ودي عادتك او اعملي اي حجه بعيدا عن انه يشك فيا عشان المرة دي هيقاطعني خالص وده اللي انا مش مستعد له نهائي . ابتسمت الأخرى ببلهاء وطارت من السعادة وقفزت من مكانها وانتقت من الثياب اجملها وهاتفت صديقتها قائلة لها بأمر بقول لك ايه يا لبنى تعالي لي دلوقتي حالا والبسي لبس خروج علشان انا عازماكي على العشا بره عايزه اروح اليخت اللي بوديكي فيه على طول واشم شوية هوا عشان مخڼوقة . وكالعادة استجابت لها صديقتها وبعد مده ذهبا الاثنتين الى اليخت قبل وصول مالك لكي لا يشك في امرهما فهو راها قبل مره في اليخت هي وصديقتها وصل مالك بشياكته المعتادة لمقابلة العملاء المتفق معهم على الموعد وجلسوا في مكانهم المعروف لدي مالك في اليخت وظلوا يتحدثون في أمور العمل حتى انتهت المقابلة وأوصلهم مالك فظنت نهال انه لن يعود وحزنت لأنه لم يراها ولكن قفز قلبها من الفرحة عندما عاد مرة اخرى فنظرت الى صديقتها قائلة شوفي بقى يا لبنى مالك هنا وانا عايزاه ياخد باله مني علشان عايزه اقعد معاه شويه فانا هقوم دلوقتي وهكسر كعب الجزمة اللي انا لابساها فطبعا لما ينكسر هعمل نفسي اني هظبط مكياجي فهقع طبعا فانتي هتصوتي بصوت عالي علشان تلفتي انتباه كل اللي حوالينا وهو طبعا من ضمن الموجودين وسيبيني انا بقى اللي هكمل بس بعدها تستأذني وتقولي لي هروح اشتري لك شوز وجايه واقعدي لك كده قد ساعة تمام وما تقلقيش ليك هديه عندي على الفرهدة دي . وما ان عاد مالك الى مكانه واستقر حتى سمع صړاخ حوله فذهب سريعا ليرى ما حدث واذا به ينصدم عندما وجدها نهال وصديقتها فقال في نفسه بحسرة يادي اليوم اللي زي وشك يا نهال مش عارف ايه الحظ ده اخرج في اليوم اللي إنتي تيجي فيه هنا وما ان رأى رجلا يمد يده اليها لكي يرفعها من مكانها لأنها تتالم من اثر الارتطام بالأرض حتى مد يده سريعا إليها فهي مهما كان طليقته وبينهما عشرة سنين ومالك لا ينسى العشره
متابعة القراءة