روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

ثم تذكرت أمر ما جعلها اړتعبت بشدة فسألت أبيها  طيب وولادي يابابا هياخدوهم منى لو فكرت بس في الجواز وأنا يستحيل أفرط فيهم . فكر قليلا قبل أن يجيبها ولكن فكرة ما جالت في عقله ولما اختمرت الفكرة برأسه أخبرها بها  على فكرة فيه حاجة مهمة إنتي متعرفيهاش وهى إن المحامى تبع والدة باهر كلمنى وطلب منى الصلح وهما هيدوكى حقوقك وحقوق ولادك بالكامل وطلب منى أشوف وقت بسرعة قبل الجلسة علشان تتنازلى . لم يهمها ذاك الأمر الآن كل مايشغلها مستقبل أبنائها بجانبها وقالت بلا مبالاة مش مهم الموضوع ده دلوقتي يا بابا بعدين أنا دلوقتي عايزة أعرف مصير ولادي ايه بالظبط  أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها ازاي بقى ده صلب الموضوع. انتبهت بشدة وتسائلت بتعجب إزاي يعني يابابا مش فاهمة  اعتدل بجلسته وتحدث بدهاء هسألك سؤال الأول الفلوس تفرق معاكى ولا ولادك وانك تبنى حياة جديدة من غير ماتكونى شايلة هم  أجابته بدون تفكير  فلوس إيه يابابا دي ولا كنوز الدنيا تكفى انى أعيش أنا وولادى آمنين مطمنين إن محدش هيجى ناحيتنا . أشار برأسه باستحسان لردها الذي أعجبه وتحدث عمرى ماشكيت في قناعتك لحظة بصي ياستى إحنا نرد عليهم اننا هنكمل القضية وكل شئ يمشى قانونى لحد مانرعبهم شوية وبعدين لما يجروا هما ورانا ويتحايلوا شوية نروح بقى عاملين ايه  أشارت إليه بعينيها أن يكمل وهي منتبهة له كليا فتابع حديثه  نعرض عليهم عرض إنك هتتنازلى عن ميراثك كله إنتي وولادك مقابل تنازلهم عن حقهم في ولادك في أي حالة وهما طماعين وهيوافقوا . أحست بالأمل الطائف يغدوا أمام ناظريها وسعد داخلها وسألت بتوتر وهما هيوافقوا يابابا ولا ممكن يرفضوا  أجابها باستحسان والله لو وافقوا كان بها والمشاكل هتنتهي لو موافقوش كدة كدة لو اتجوزتي الولاية من حق الجدة لأم وهي والدتك طبعا بس أنا بخرجك من شړ اعتماد وباهر خالص وألاعيبهم وتغور الفلوس . أشارت برأسها بموافقة وأردفت بتأكيد تمام يابابا توكل على الله اعمل إللي فيه الصالح ليا. أشاد إليها بتحذير تمام نقفل سيرة مالك نهائى ومش عايزين أي حد يحس بأي حاجة لحد مانخلص من الموضوع ده وبإذن الله في أقل من أسبوع هيكون خلصان . وافقت على كلام أبيها وتحذيراته كى تنأي بأبنائها ونفسها وتعيش في سلام نفسي . وعلى صعيد أخر تحسنت صحة مهاب بشكل واضح مما جعل نفسية راندا تتحسن بشدة  في يوم ما استأذن إيهاب جميل أن يجلس مع راندا وحدهم كي يصلح معها الأمور وأخبره أنه منتويا تلك المرة على الرجوع بكل تصميم منه وأنه سيفعل المستحيل فأذن له جميل  في ذاك اليوم عصرا صعد جميل إلى غرفة ابنته راندا  دق عليها الباب مستئذنا الدخول فقامت من مكانها مسرعة وفتحت له ذراعيها تحتضنه فقد كان في أزمتها أبا وأخا ورفيقا أهداه القدر إليها فحقا هى فخورة بكون ذاك الخلوق الرائع أبيها  شدد هو على احتضانها وأردف بحنو حبيبة بابا أخبارك ايه ياعمرى إنتي  ربتت تلك الأخرى على ظهره بحنان بالغ وأجابته  بخير جدا الحمدلله يابابا ربى مايحرمنى منك ولا من وجودك في حياتى ياأحن أب فى الدنيا . نظر لها نظرة مطولة ثم سحبها من يديها وأغلق الباب خلفه مرددا بعمق بس انا وجودي لوحدي فى حياتك مش كفاية يابنتى وأظنك جربتى . تسائلت ملامح وجهها جميعها ونطق لسانها يعنى إيه يابابا مش فاهمة أجابها بوضوح  يعنى مش كفاية عند وعقاپ لنفسك وولادك قبل جوزك يابنتى  انفعلت بشدة عندما ذكرها أبيها بذاك الموضوع وخاصة أن توضيحه للأمور دائما تكن هي المخطئة في نظره وليس هو  وتحدثت بنفى طول مانت محملنى الذنب لوحدي يابابا هفضل راكبة دماغى . تأفف بامتعاض لحماقتها  إنتي ليه مصرة على الغلط يابنتى ! طيب ربنا اداكى المرة دي درس في ابنك وبنتك شنيع علشان تفوقى وكان أثر الدرس عليكى مريب المرة الجاية عقابه هيبقى أقوي ومش هتقدرى تتحمليه. ضړبت على قدميها بحدة وشراسة ورددت بدموع هبطت تلقائيا من عينيها يابابا حرام والله تشيلنى ذنب ولادي كمان في اللي جاي مش كفايه اللى فات والله ده مايرضى ربنا أبدا. قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا  هو انتى لحد دلوقتي مش مقتنعة بغلطك وان رد الفعل ماهو إلا نتاج الفعل  واسترسل وهو يحثها بعينيه بحنان  والله يابنتى أنا مش عدوك ولا عايز أغلطك وخلاص وبعدين أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وأنا حذرتك كتييير ومكنتيش بتسمعى كلامى جربى بقى المرة دي واديلو فرصة تانية وشوفى النتيجة وساعتها هتعرفى إن أبوكى أبو شعر شيبه الزمن من اللى عاشه عنده حق فى كل حاجة . أمائت له بخفوت فرصة تانية! ودي أديهالو ليه ايه السبب
تم نسخ الرابط