روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

ست الهوانم ده انا هخلي اللي يتفرج يدعي لك على الحلويات اللي انا هعملها لك واسترسل حديثه وهو يلهث المخدر الذي امامه قائلا بطمع بس وحياه الغاليه اللي هنوجب معاها تزودي لي الاوبيج شويه زي ما انتي عارفه الدنيا غليت والكيف بقى مزاجه عالي قوي قوي وسعره غالي على الاخر يا ست الناس . اشمئزت هي من صوته والحركات التي يفتعلها من اثر المخدر هادرة به باشمئزاز ايه القرف اللي انت بتعمله ده وانا بكلمك مش قادر تبطل شرب لحد ما اخلص معاك المكالمه ! تاتك القرف وأكملت بنبرة صوت حادة وعيون تنطق شړ انت عارف الفلوس ما تفرقش معايا وان انا بخدم اللي بيظبطوا لي الشغل من غير ما يطلبه اعمل لي انت بس المفيد وانا هروق عليك على الاخر ما تتأخرش عليا زي المره اللي فاتت وتنسى نفسك  قالتها تلك الشمطاء واغلقت الهاتف في وجهه وهي تنوي في داخلها من الشړ ما لا يرضي رب ويؤذي العبد ويرفع من الذنب . احيانا تبتلينا الحياه بصدمات يتوقف عندها عقلنا ونبات نجزم أن تلك الصدمات ستكون نهايتنا ولكن ما هي الا بدايتنا . في نفس اليوم عادت راندا الى منزلها في وقت متأخر من ساعات الليل بعدما تأكدت من نيام اختها هي وابنائها وتركت معها والدتها ووالدها فهم اصروا البيات معها والا يتركوها وحدها في تلك الازمه الصعبه دخلت الى المرحاض واخذت حماما يزيل عنها اثر فاجعه اليوم فهي حزينه على اختها الصغيره حزنا شديدا  ولكن ماذا عساها أن تفعل بحزنها في تلك الفاجعه  واوت الى تختها واتأكت بظهرها على شباكه وامسكت هاتفها واتصلت بزوجها تخبره برجوعها اما هو عندما وجد نقش اسمها على هاتفه اجابها على الفور مرددا بقلق حمد لله على السلامه يا حبايبي لسه راجعين دلوقتي  اجابته بصوت مخټنق من اثر الدموع الظاهره على وجهها والتي لم تهدا الى الان اه يا حبيبي لسه راجعين يا دوب الاولاد خدوا شاور ودخلوا يناموا هم كمان ياحبه عيني انفطروا من العياط النهارده على جوز خالتهم انت عارف هما كانوا بيحبوه قد ايه . كان يستمع الى حديثها بقلب حزين لابتعاده عنهم في تلك الازمه مرددا بأسى ما تتصوريش كم الحزن اللي انا حاسس بيه دلوقتي وأنا بعيد عنكم في الظروف دي بجد انا مخڼوق خنقه ما يعلم بيها إلا ربنا  واسترسل حديثه بأمل مفقود للأسف اول ما سمعت الخبر حاولت احجز طيران بس ما كانش فيه طيران النهارده في الوقت ده  بس انا حجزت بكره ان شاء الله طياره ستة الصبح وعلى عشرة كده هكون معاكم . فرحت بشده لمجيئه لأنها في اشد الاحتياج اليه في تلك الايام الصعبه وأردفت متسائله طب يا حبيبي مش كده خطړ عليك في الشغل ان انت تاخد اجازه مفاجاه مش لازم تستاذن في الاجازه قبلها بتلت ايام على الاقل  اجابها مطمئنا إياها بتوضيح ما تقلقيش يا حبيبتي انا حكيت لهم الظرف اللي خلاني اسافر على فجاه وهو عذروني طبعا وفورا فضولي على اجازه اسبوع هقضيه معاكم واعزي ريما واخد بخاطرها وارجع على طول واسترسل بدعاء و ملامح وجه حزينه  ربنا يصبر قلبها ويعينها على البلاء الشديد اللي هي فيه ويعينها على تربيه اولادها من غير ابوهم  واستطرد متسائلا الا قولي لي حالتها عامله ايه يا راندا  تنهدت بثقل والم انتاباها إثر سؤاله على اختها ورددت بحزن شديد والله يا ايهاب ريما حالتها ما تطمنش خالص ما بتنطقش وما بتتكلمش حتى عياطها بتعيطوا بسكوت وانا خاېفه عليها لا ټنهار ولا يجي لها صډمه عصبيه ثم اڼفجرت في البكاء عندما تذكرت حاله اختها . انخلع قلبه من بكائها وهو ليس بجانبها ولعڼ الغربة وايامها بسبب عدم وجوده بجانب زوجته وحبيبته لكي يخفف عنها ويواسيها  وظل يهدئها ويطمئنها بكلماته لكي يخفف عنها ألم الحزن  وأغلق معها الهاتف لكي تخلد إلي النوم لكي ترتاح من ذلك اليوم الشنيع عليهم جميعا  وقام يعد حقيبته لأنه لم يتبقي إلا سويعات قليلة علي ميعاد سفره بقلب متعجل لرؤية الأحباب حتي لو كان الظرف قاسې . فصل 5 في منزل راندا المالكي عصرا يجلس ايهاب متأكا على تخته ومحتضنا زوجته وحبيبة ايامه راندا مرددا لها بحزن  على قد ما أنا كنت جاي الأجازة دي حزين علشان باهر الله يرحمه علي قد مانا حسيت ان طاقتي اتجددت  انا روحي هنا معاكم وفي وسطيكم هناك حاسس اني شريد وغريب وحياتي مفتقدة طعم الحياه ودفا البيوت  ثم أمسك يديها وقبلهما مرددا وهو ينظر داخل عينيها بحب  واكتر حاجه هفتقدها حرماني منك يا حبيبه القلب والروح يا ساكنه الوجدان  ما تتصوريش لما بسافر واسيبكم اول اسبوع بيعدي عليا ازاي الأكل ما لهوش طعم والنوم بالعافية
تم نسخ الرابط