روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


منه عندما يستيقظ لأنهم لم يتفقا على فراق قد يكون ابدي ! .
استقام آدم من مقعده بتلهف فور رؤيته للطبيب وهو يخرج من غرفة أخيه .. اسرع إليه شبه راكضا وسأل بقلق 
_ وضعه إيه دلوقتي يادكتور ! 
علت ابتسامة مشرقة فوق ثغر الطبيب أعادت الأمل والروح لوجه آدم العابس منذ يوما كاملا .. وتابع الطبيب وهو يعطي البشرى المنتظرة بود وسعادة 

_ الحمدلله فتح عينه وتجاوز الخطړ على حياته 
تهللت أسارير آدم والبسمة ملأت وجهه كله وكأنه ثقلا ازاحه عن صدره بتلك البشرى المنتظرة .. لمعت عيناه بسعادة غامرة وډفن وجهه بين ثنايا كفيه متمتما براحة مرددا 
_ الحمدلله .. ألف حمد وشكر ليك يارب 
رفع وجهه وهتف يسأل الطبيب 
_ طيب كدا هيخرج من العناية ولا لسا 
_ لا للأسف لازم يفضل تحت الملاحظة تحسبا لأي تطورات ممكن تحدث .. بس هو حتى الآن حالته مستقرة ومفيش خطړ الحمدلله 
اماء آدم برأسه في تفهم وعاد يطرح سؤاله الثاني بترقب 
_ طيب اقدر ادخل اشوفه 
هز الطبيب رأسة بالموافقة وتمتم ببعض للأسف 
_ تمام بس اتنين بس اللي هيدخلوا ليه و كل واحد ثلاث دقائق بحد أقصى وبدون كلام كتير عشان متحصلش مضاعفات ويتعب 
_ تمام يادكتور شكرا 
_ على إيه .. وحمدلله على سلامته مرة تاني 
_ الله يسلمك
ابتعد آدم بعد رحيل الطبيب وأجرى اتصال بأول شخص كان في آخر قائمة الاتصالات ووضع الهاتف على أذنه يستمع الرنين بانتظار رده .
التقطت جلنار هاتفها ونظرت لاسم المتصل فقفزت جالسة بفزع وأجابت هاتفة بتلهف وهي تجفف دموعها التي مازالت فوق وجنتيها 
_ أيوة يا آدم 
لاحظ بحة صوتها وهي تجيب عليه فابتسم بإشفاق وهتف في فرحة 
_ عدنان فاق ياجلنار وحالته كويسة الحمدلله 
خرجت منها تنهيدة كان


بمثابة عودة الروح لقلبها المنفطر وظهرت على شفتيها الشاحبتين ابتسامة شكر وعادت الدموع تتجمع في عيناها مرة أخرى من السعادة

ثم ردت على آدم بصوت مبحوح 
_ الحمدلله .. طيب اقدر ادخل اشوفه لو جيت يا آدم
ابتسم الآخر واردف بوداعة 
_ انا متصل بيكي عشان كدا أساسا .. الدكتور قال اتنين بس اللي يدخلوا تعالي عشان تدخلي تشوفيه وكمان ماما هتصل بيها وهتيجي عشان تدخل وتشوفه 
اتسعت ابتسامتها أكثر ثم سرعان ما قالت بريبة
_ وإنت مش هتدخل تشوفه ! 
_ ياستي تعالي انتي بس وملكيش دعوة بيا 
هبت من مقعدها واقفة وقالت بحماس وفرحة 
_ طيب طيب انا هلبس وآجي دلوقتي فورا 
.........
_ الفصل السابع عشر _
ارتدت الملابس الطبية الخاصة بالزيارة .. ووقفت أمام باب غرفته للحظة تسحب أنفاسها لصدرها في راحة ثم تخرجها زفيرا متمهلا وعلى ثغرها ابتسامة سعادة وشوق .
فتحت الباب ببطء شديد حتى لا تسبب إزعاج ودخلت ثم اغلقته خلفها ببطء أشد من السابق استدارت بجسدها له ورأته نائم في الفراش والأجهزة الطبية حول الفراش من الجهتين وبيده إبرة متصلة بانبوبة صغيرة تصل إلى زجاجة المحلول المعلقة بجانب فراشه .. تلألأت الدموع في عيناها في لحظة لكنها شدت على محابسهم بسرعة واقتربت بخطواتها الهادئة منه وقفت بجانب فراشه بالضبط واستغرقت لحظات قصيرة وهي تمعن النظر في وجهه الشاحب فلم تتمكن من حجز دموعها أكثر فانهمرت على وجنتيها بغزارة .. مدت يدها الناعمة وامسكت بيده الكبيرة احتضنت كفه بقوة تستشعر لمسة يده التي ترغب بالشعور بها لأول مرة .. وعيناها لا تتوقف عن زرف الدموع .
توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها حين شعرت به يضغط بوهن على كفها الممسك بيده وباللحظة التالية يفتح عيناه ببطء في تعب وتخرج همسة خاڤتة منه 
_ جلنار 
تهللت اساريرها وعلت الابتسامة الواسعة شفتيها فور سماعها لصوته ورؤية عيناه طالعته بنظرة دافئة دون أن تجيب فمال هو برأسه بعض الشيء وتطلع لوجهها وعيناها الغارقة بالدموع فلاحت شبح ابتسامته الواهنة على شفتيه وهمس بصوت بالكاد يسمع وهو يزيد من ضغط يده على كفها 
_ متعيطيش أنا كويس 
ردت عليه أخيرا بصوت ناعم كلمسة يدها تماما بعينان معاتبة ودامعة 
_ كنت عايز تفارقني واحنا متفقناش على فراق زي كدا 
ازدادت ابتسامته اتساعا وحرك إبهامه بضعف على كفه الصغير يملس عليه متمتما بصوت بدأ يظهر عليه التعب الحقيقي 
_ مټخافيش .. طول ما فيا النفس .. يبقى .. مفيش فراق 
وضعت كفها الآخر فوق يده وملست على ظهره بلطف متمتمة باهتمام وقلق 
_ طيب متتكلمش كتير عشان متتعبش .. وشد حيلك أنت بس وقوم بالسلامة يلا عشان هنا واحشتها اوي وكل دقيقة بتسألني عليك وعايزة تشوفك 
خرجت همسة خاڤتة بابتسامة جانبية بها بعض اللؤم 
_ هنا بس ! 
ابتسمت وهي تشيح بوجهها الجانب الآخر في عدم حيلة منه ثم قالت بوداعة 
_ أنا هطلع عشان مينفعش أفضل وقت طويل .. وإنت
 

تم نسخ الرابط