روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


.. لكن الأخرى لا تسمع لأحد ومصرة على الذهاب لرؤية عدنان ولا تتفوه سوى بشيء واحد أنا هروح اشوف ابني مش هقعد هنا وهو قاعد في المستشفى .
توقفت ميرفت وهتفت برجاء ولطف 
_ يا أسمهان .. هتروحي تعملي إيه بس هو لسا في العناية ومفاقش وممنوع حد يدخله وآدم موجود هناك أول ما يفوق أكيد هيتصل بينا ويقولنا 

أسمهان بعصبية وإصرار 
_ أنا قولت هروح يعني هروح ياميرفت 
تنهدت ميرفت بعدم حيلة وتبادلت النظرات مع زينة التي رفعت كتفيها الأخرى مغلوبة على أمرها وقالت 
_ خلاص ياماما سبيها على راحتها هي هترتاح اكتر لما تروح وتفضل جمبه هناك 
ارتفع صوت رنين ميرفت فأمسكت به ونظرت لاسم المتصل وردت فورا بتلهف 
_ آدم طمنا يابني مفيش أخبار 
ظهر التلهف المماثل والقلق على وجه كل من زينة وأسمهان بينما آدم فتنهد بأسى وقال نافيا بنبرة صوت مختلفة من فرط الحزن والإرهاق 
_ لا لسا مفاقش ياخالتو .. بس الحمدلله حالته احسن شوية من امبارح انا اتصلت عشان اسألك عن ماما عاملة إيه 
ابتعدت قليلا عن أسمهان وردت عليه بخفوت وصوت منخفض 
_ رافضة تاكل أي حاجة ودموعها موقفتش من ساعة ما رجعت بليل من المستشفى ودلوقتي بتلبس ومصممة إنها هتروح المستشفى
_ طيب ادهاني ياخالتو هكلمها أنا
عادت ميرفت مرة أخرى إلى أسمهان ومدت الهاتف لها تهتف 
_ خدي كلمي آدم يا أسمهان عايز يكلمك
صاحت أسمهان بصوتها المرتفع وانفعال بعدما فهمت سبب رغبته في الحديث معه 
_مش هتكلم أنا قولت كلمتي وخلاص
ضمت يدها مرة أخرى ورفعت الهاتف


إلى أذنها تجيب على آدم بيأس 
_ سمعتها طبعا 
آدم متنهدا بتعب 
_ طيب خلاص ياخالتو خليها تاجي بس تاكل الأول متطلعش من البيت من غير فطار وخلي بالك عليها معلش
_ حاضر ياحبيب خالتك متقلقش .. وخلي بالك إنت كمان من نفسك 
رد عليها بالموافقة في نبرة لينة ثم انهى الاتصال وتحرك باتجاه غرفة أخيه ووقف أمام الزجاج يتابعه هكذا ملازما إياه منذ مساء الأمس دون أن تحيد نظراته عنه ! .
في مساء ذلك اليوم ......
منذ الصباح ولا توجد أي أخبار سارة .. قلبها يتآكل خوفا وحزنا وكل ساعة والأخرى تجري اتصال بآدم تسأله عن إذا حدثت أي تطورات بحالته الصحية فيجيب عليها بالنفي .. تجاهد بصعوبة في تمالك
دموعها التي تحارب من أجل الأنهمار وصغيرتها لا تكف عن السؤال متي سيعود أبي .. هيا نذهب إليه إذا وبكل سؤال لها تجيب هي عليها بحجة مختلفة وثبات مصطنع حتى لا ټنهار أمام طفلتها .. وكانت تود أن تهتف وتخبرها من بين بكائها قلبي يؤلمني على أبيك مثلك تماما ياصغيرتي ولأول مرة أشعر باشتياقي له ! .
تجلس على مقعدها الخشبي أمام النافذة .. ترفع ساقيها إلى صدرها وتلف ذراعيها حول ساقيها محتضنة نفسها كطفلة صغيرة تائهة .. وعيناها تحدق في الفراغ بشرود متذكرة إحدى لحظاتهم اللطيفة معا في الماضي ...
منكبة على البكاء بحرارة وهي بين ذراعيه ټدفن وجهها بين ثنايا صدره الدافيء وتبكي كالأطفال تماما بينما هو فيلف ذراعه حولها ويملس على أعلى ذراعها بلطف ورقة كي يساعد في تهدئتها لكنها تزداد في البكاء أكثر مما جعله يهتف بحيرة 
_ كفاية ياجلنار خلاص .. ليه العياط ده كله ! 
أجابت عليه من بين بكائها بصوت متقطع 
_ أنا خاېفة أوي على دادا انتصار 
عدنان متنهدا بنفاذ صبر وهو مستمر بحركة يده التلقائية على ذراعها ويزيد من ضمھ لها 
_ احنا مش كنا عندها دلوقتي ولسا جايين وكانت كويسة الحمدلله .. خلاص بقى ارحمي نفسك وارحميني 
توقفت عن البكاء ورفعت رأسها قليلا عن صدره وهي لا تزال بين ذراعيه وطالعته بوجه ممتليء بالدموع ونظرات بريئة .. احس لوهلة أن ينظر لطفلته الصغيرة التي لم تتعدى السنة ونصف فابتسم بتلقائية قبل حتى أن يسمع جملتها الألطف من نظراتها 
_ بكرا الصبح هروح اطمن عليها تاني 
رد عليها بخفوت هاديء وابتسامة دافئة 
_ روحي هو أنا قولتلك لا !
اخفضت نظرها وعادت ټدفن وجهها مجددا بين ثنايا صدره واستمرت في البكاء من جديد فوجدته يهتف بنفاذ صبر حقيقي هذا المرة وبخنق 
_ اوووووف وبعدين ياجلنار !
هتفت بصوت تمكن من استيعاب كلماتها من خلاله بصعوبة بسبب بكائها الحار 
_ إنت لما بتحضني أنا بعيط اكتر
فاقت من ذكرياتها ووجهها كله كان ممتليء بالدموع .. تبكي الآن ليس لمرض الخالة بل من أجله هو الجميع حولها سواه .. لا تعرف إلى متى سيظل نائما في ذلك الفراش البائس ألا يكفي هذا القدر ليعلم مقدار محبته في قلوبهم ألا يكفيه دموع الخۏف والړعب التي تسيل من عيونهم كالډماء .. لا يحق له أن يؤلم قلبها في الخير والشړ ! .. يكفيه اللآم التي الحقها بها .. ستثأر
 

تم نسخ الرابط