روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


تاخدي البطانية معاكي كمان !
لم يسمع رد منها وفقط سمع صوت باب ابنته المجاور لغرفتهم وهو ينغلق .. فتأفف بنفاذ صبر وتمدد على الفراش يعدل من وضيعة وسادته في عڼف ويهتف وهو يمد ذراعه ليطفيء الضوء 
_ خلصنا من متلمسنيش دخلنا في الحدود !! .. اووووف
وصل إلى طابق شقتها ووقف أمام الباب ثم رفع كفه يطرق بقوة .. ثم ينزل يده وينتظر للحظات وحين لم يجد رد يعود ويطرق من جديد حتى انفتح الباب فجأة على غرة .. ووجدها تتطلع إليه بابتسامة خبيثة ترتدي ثوب أزرق قصير يصل فوق الركبة ومن الأعلى يظهر من جسدها أكثر مما يخفي .

لاحظت تسمره وهو يتفحصها بنظراته فقبضت على ذراعه وجذبته للداخل ثم أغلقت الباب .. وقبل أن تهتف بكلمة كان هو يهتف بعصبية 
_ ايه اللي عملتيه مع زينة ده وازاي تتكلمي معاها أساسا 
اقتربت منه بدلال ثم مدت أناملها تعبث بلياقة قميصه متمتمة بسخرية 
_ قولت لازم اباركلها ياحبيبي 
رائد پغضب وهو يزيح يديها عنه 
_ملكيش دعوة بيها خالص 
أعادت أناملها مرة أخرى ولكن هذه المرة تمررها بمكر وحركات مدروسة 
_ طيب متعصبش نفسك كدا .. متخفش مش هقولها على اللي بينا أكيد .. بس لعلمك البنت دي ذكية وهتكتشف وحدها 
رائد بلهجة محذرة 
_ مش هتعرف لوحدها ولو عرفت يبقى مفيش غير حاجة واحدة بس وهي أن حد قالها وصديقني لو ده حصل ه ......
_ الله ما قولتلك مش هقولها .. هو إنت جاي عشان تحذرني وبس يعني ! 
لمس الغنج واللؤم في نبرتها فابتسم بمشاكسة وعيناه تدور على كل جزء بجسدها ثم تمتم 
_ على حسب 
تدللت أكثر ورفعت نفسها لمستواه تطبع قبلة ناعمة فوق وجنته هامسة 
_ طب وكدا 
انحنى وحملها فوق ذراعيه يستدير ويسير بها تجاه الغرفة وهو يقول بابتسامة لعوب 
_ لا كدا نبقى نفكر جوا بقى 
انطلقت منها ضحكة وضيعة بصوت مرتفع .. بينما في تلك الأثناء كان صوت رنين هاتفه يرتفع ولكنه لا يهتم له دون حتى أن يعرف هوية المتصل الذي كان زينة !! .
في صباح اليوم التالي ........
خرجت مهرة من مقر الشركة بعد انتهاء دوامها اليومي في العمل .. وكانت تسير وعيناها في حقيبتها تعبث بها بيدها بحثا عن الخاتم الخاص بها بعدما نزعته من إصبعها والقت به في الحقيبة دون اهتمام .
اخرجت يدها أخيرا ومعها الخاتم وهي تبتسم بانتصار وبتلقائية اعتدلت في سيرها ورفعت رأسها تنظر للطريق أمامها لكنها تجمدت بأرضها وفرت الډماء من وجهها بزعر يقف على الجانب الآخر من الطريق وينظر لها بشيطانية ووعيد حقيقي .. لطالما كانت تخشى تلك النظرات ومازالت حتى الآن لا تغادر ذاكرتها ازدردت ريقها بړعب وقد بدأت يدها ترتجف وبحركة تلقائية تقهقهرت للخلف حين رأته يقترب ليعبر الطريق ويصل إليها .. فالتفتت هي إلى الشركة الآن ذلك المكان هو الملاذ الوحيد لها هرولت ركضا تعود للداخل دون أن تتلفتت برأسها للخلف حتى من

فرط رعبها .
دخلت الشركة واسرعت تركض فوق الدرج .. وبتفكيرها لا يوجد شيء سوى أنه يلحق بها الآن .. تخشي أن تلتفت برأسها فتجده بوجهها .
وصلت إلى الطابق الثالث الذي تعمل به وبدون تفكير لا تعرف لما قادتها خطواتها المتعثرة تجاه مكتب آدم .. أسرعت إليه وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها ووقفت تلتصق بالباب وتلهث بقوة ويداها ترتجف فوق المقبض .
ضيق آدم عيناه مدهوشا من دخولها المفاجيء دون أي أذن


وكان سيهم بټعنيفها لكنه لمح ارتجافها وخۏفها وهي تلتصق بالباب تحكم قبضتها عليه بشكل غريب وتلهث نهض من مقعده وتقدم إليها يهتف بتعجب 
_ في إيه يامهرة !!! 
إجابته بصوت مبحوح دون أن تلتفت برأسها إليها 
_ كان ورايا .. أكيد بيدور عليا دلوقتي 
اقترب أكثر حتى وقف بجوارها
وابعد يدها بلطف من فوق المقبض يتمتم في صوت رخيم 
_ هو مين ده اللي كان وراكي 
مهرة بحالة هيستريا من الخۏف وهي ترتجف وعيناها تذرف الدموع 
_ المرة دي مش هعرف اهرب منه .. ابوس ايدك متخلهوش يأذيني يا آدم 
أشفق عليها بشدة لأول مرة يراها بهذه الحالة الغريبة .. فرد ذراعيه وحاوطها من كتفيها بدفء متمتما في خفوت جميل يبعث الأطمئنان 
_ محدش يقدر يأذيكي .. اهدي بس كدا وفهميني في إيه ومين ده اللي بتتكلمي عنه ! 
أخذت نفسا عميقا وأجابت عليه وهي لا تزال ترتجف 
_ أنا .. ك..ن..ت ط..طالعة من الشركة وش..وفته بعدين لقيته ج..اي عليا ف .. جريت على هنا 
احتضن كفها بين يديه وحثها على السير معه حتى وصلا إلى الأريكة .. اجلسها فوقها ومد ذراعه يلتقط كوب الماء الممتلىء ثم يمده إليها فتجذبه من يده وتشربه كله دفعة واحدة بيد مرتعشة فور انتهائها جذب الكوب واسنده
 

تم نسخ الرابط