روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


الإنجليزية 
_ حاتم .. لقد بحثت عنك بكل مكان ماذا تفعل هنا ! 
رفع نظره لها وابتسم ببلاهة ثم أمسك بالكأس مرة أخرى ورفعه أمامها يريها ما الذي يفعله وهم بأن يقربه من فمه لكنها انتشلته من يده بحدة وقالت 
_ يكفي .. يبدو إنك شربت كثيرا هيا سأصطحبك للمنزل 
أجابها بصوت ثملا بعدم اكتراث وهو برفض النهوض 

_ سأبقى لبعض الوقت .. اذهب إنت
اخرجت من حقيبتها نقودا ودفعتهم لصاحب الحانة ثم أمسكت بذراع حاتم تساعده على النهوض وهي تهتف پغضب 
_ هيا سنذهب لن
اتركك أكثر من ذلك .. ستؤذي نفسك 
نهض من على المقعد وسط جذبها له وبمجرد وقوفه اختل توازنه وكان على وشك السقوط لولا أنها لحقته وحاوطت خصره بذراعها فرفع هو ذراعه بتلقائية يضعه على كتفه ليستند عليها وسارا معا للخارج .
همهم في نبرة مهمومة 
_ ذهبت وتركتني ! 
لم تجيب عليه فقط ظلت تحاول مساعدته على السير حتى لا يسقط وتتجه به نحو سيارتها حتى اصبحا على بضع خطوات صغيرة منها فسمعته يهتف للمرة الثانية بعدم وعي وهو يبتسم بابتسامة لعوب 
_ إنت جميلة جدا اليوم ما رأيك في أن نقضى بعض الوقت اللطيف معا ! 
رفعت رأسها لها وحدقته بدهشة ثم قالت بابتسامة جانبية في حدة متحدثة بلغتها الأم اللبنانية 
_ ما راح حاسبك هلأ مشان شكلك مو بوعيك أبدا بالصبح بس تفيق بيكون النا كلام تاني 
قهقه بخفة ثم وصلا إلى السيارة ففتحت هي باب المقعد الخلفى وساعدته على الدخول والجلوس وقبل أن تغلق الباب وتتجه إلى مقعد القيادة الخاصة بها هتف هو يستكمل كلماته الغير واعية وهو يغمز 
_ لن اتركك اليوم .. فليكن بعلمك ! 
أجابته بغيظ محاولة كتم ابتسامتها من كلامه الغريب 
_ اصمت ولا تجعلني اندم على قدومي إليك ياوقح
ثم أغلقت الباب واتجهت إلى مقعدها وحركت محرك السيارة منطلقة بها نحو منزله الخاص بينما هو فأرجع رأسه للخلف واغمض عيناه بعدما بدأ النوم يصعد لعيناه ولا يستطيع مقاومته ...
خرج نادر من مكتبه وقاد خطواته نحو مكتب عدنان وقف أمام المكتب والټفت برأسه يمينا ويسارا يتأكد من عدم ملاحظة أحد له فمد يده وهم بأن يمسك بالمقبض لولا الصوت الأنوثي الذي استوقفه فالتفتت بجسده للخلف ناحيتها لتهتف الفتاة في تعجب 
_ نادر هو إنت داخل مكتب عدنان بيه ليه ! 
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وأجابها بحزم وغطرسة 
_ نعم ! 
الفتاة في رسمية وجدية 
_ مستر آدم منبه إن محدش يدخل مكتب عدنان بيه طول ما هو مش موجود 
نادر بأعين ساخرة وشرسة وغير مكترثا بما قالته 
_ وأنا مش أي حد يا ليلي ياحبيبتي .. الأوامر دي
تمشي على الموظفين كلهم في الشركة إلا أنا 
ثم الټفت بجسده مرة أخرى ناحية الباب وفتحه ودخل وأغلقه خلفه واندفع فورا نحو مكتب عدنان .. حاول فتح الإدراج ولكن كلها كانت بأقفال فأخرج من جيبه المفاتيح التي أعطته لها فريدة بعدما أخذتهم من عدنان وفتح واحدا تلو الآخر يبحث بكل واحد منهم عن ملف بعينه حتى أخيرا عثر عليه .. رفعه لأعلى أمام عيناه يحدق به بنظرات شيطانية ويقول بسعادة ولؤم 
_ أخيرا لقيتك .. خلينا نتفرج ونستمتع بمشاهدة الامبراطور الأكبر لأل الشافعي وهو بيخسر تعب ومجهود سنين 
أخفى الملف في سترة بذلته واتجه نحو الباب وانصرف لكنه نسى أن يغلق الأدراج كما كانت بالمفاتيح ! .
توقف بالسيارة أمام قصر الشافعي وبمجرد وقوف السيارة فتحت هنا عيناها ببطء لتسمع صوت أبيها وهو يهتف باسما 
_ يلا ياهنايا عشان نشوف نينا 
اعتدلت جالسة وتلفتت بعيناها الناعسة حولها حتى أدركت المكان فابتسمت بعفوية وأخذت تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنهم .. بينما هو فنزل من السيارة وفتح باب المقعد الخلفي ومد ذراعيه لها فتعلقت به وحمله هو على ذراعيه بعدما لثم شعرها بعدة قبلات حانية ثم نظر إلى جلنار التي مازالت جالسة بمقعدها ولم تنزل وقال بنبرة باردة 
_ هتفضلي قاعدة في العربية


ولا إيه ! 
هزت رأسها بإيجاب في مضض فهي ليست في مزاج يسمح لها لمقابلة والدته وفريدة لم يظهر أي تعبير فقط اغلق باب المقعد الخلفي واستدار متجها بابنته إلى الداخل بينما هي فقالت قبل أن يبتعد عنها في خنق 
_ متتأخروش 
لم يجبها فقط استمر في طريقه للداخل حتى وقف أمام الباب الرئيسي وانزل ابنته من على ذراعيه لتتولى هي مهمة الطرق على الباب في حماس برئ لرؤية جدتها وبعد لحظات قصيرة فتحت لهم سيدة في نصف الأربعين من عمرها ولجمت الدهشة لسانها وهي تحدق بعدنان وهنا التي تقف أمامه .. وسرعان ما ارتسمت البسمة المشرقة على شفتيها وقالت بفرحة عذبة 
_ حمدلله على السلامة ياعدنان بيه 
وانحنت قليلا على هنا وقبلتها
 

تم نسخ الرابط