روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


أبدا .. أنا بالعكس بديكي احتمالات وبخيرك والاختيار ليكي إنتي يارمانتي 
أحمر وجهها بغيظ بعد سماعها لآخر كلماته التي طالما كان يقولها لها بسبب أسمها وأن جلنار هي زهرة الرمان .. دفعت يده عنها پعنف وصاحت 
_ متلمسنيش ومتقوليش رمانتي فاهم ولا لا 
عدنان بابتسامة جانبية خبيثة وبصوت هاديء تماما 

_ روحي لمي هدومك إنتي وهنا يلا عشان نمشي
ظلت مستمرة بأرضها تحدجه بعينان ملتهبة من الغيظ والبغض على تسلطه والضغط عليها من جهة ابنتها في قرار طلاقهم لكنها لن ترضخ له ! .. تنهدت بعد لحظات من التحديق ببعضهم البعض هو نظراته كلها برود وعدم مبالاة وهي تستشيط غيظا وغل قالت بقوة 
_ هاجي معاك دلوقتي بس عشان مليش وش أقعد في بيت حاتم بعد اللي عملته إنت وبابا معاه 
تمكنت بلحظة من بث الضجر في نفسه حيث تحول إلى جمرة ملتهبة وقبض على ذراعها يهتف بنبرة مرتفعة ومنذرة 
_ ولو جبتي سيرته قدامي تاني ياجلنار


هتروحي تحضري جنازته بكرا 
طالعته من فوق لأسفل باستهزاء ثم انتشلت ذراعها من قبضته وغادرت الغرفة بكل ثبات وهدوء وتركته يقف يشتعل ويتوعد لها بعقاپ عسير على تصرفاتها المتعمدة وأسلوبها معه ! .
تجلس زينة بجوار أمها على طاولة صغيرة مكونة من مقعدين لهم فقط وتتجول بنظرها بين الوجوه في ذلك الزفاف الممل .. فقد احضرتها والدتها رغما عنها معها إلى هنا متحججة بأنه زفاف ابنة صديقتها المقربة وأنها قامت بدعوتها دعوة خاصة وأصرت على حضورها هي وابنتها .
نظرت ميرفت لابنتها وهتفت بحزم 
_ في إيه يازينة ! 
ردت عليها بخنق وتزمر 
_ كان

لازم يعني ياماما تخليني آجي معاكي 
ميرفت 
_ يابنتي نيرمين أصرت عليا أني آجي واجيبك معايا وعيب لما متجيش افردي وشك بقى شوية يازينة الله مش كدا ! .. ده حتى العروسة قمر ماشاء الله عقبال ما افرح بيكي كدا ياحبيبتي 
همست زينة لنفسها بيأس وهي تزم شفتيها 
_ مش لما يتلحلح ابن اختك ويحس بيا شوية الاول 
هتفت أمها بحاحب مقتطب واستغراب عندما سمعت منها همهمة غير مسموعة 
_ بتقولي حاجة !
زينة بابتسامة صفراء 
_ بقول أيوة حلوة فعلا العروسة ربنا يسعدهم 
ثم عادت بنظرها تتابع الزفاف والفتيات وهم يرقصون مع العروس والعريس الذي أخذ جزء له هو وأصدقائه يرقصون فيه .. وفجأة ظهر أمامها شاب يافع وطويل البينة ووسيم يبدو أنها لم تلاحظه وهو يقترب منهم بسبب اندماجها في متابعة العروسين .. وجدت يمد يده ويصافح أمها بحرارة ويهتف ببشاشة 
_ ازيك ياطنط ميرفت 
ردت عليه ميرفت بابتسامة عريضة وبعذوبة 
_ أزيك يارائد .. عاش من شافك كبرت ماشاء الله مبروك لنورهان ربنا يسعدها يارب 
_ آمين يارب 
الټفت بنظره ناحية زينة التي كانت تحدقه بجمود وفهمت من خلال الحديث أنه شقيق العروس وابن صديقة والدتها نرمين فقالت ميرفت مبتسمة 
_ دي زينة بنتي 
ابتسم بإعجاب وطال النظر في زينة بينما هي فارتبكت من نظرته ثم هتف بنظرة لها تأثير خاص 
_ عقبالك 
اكتفت بالابتسامة الخجلة وفجأة بدأت موسيقى رومانسية لطيفة فوجدته يلتفت برأسه نحو أمها وكأنه يرسل لها إشارة مبهمة لم تفهمها هي ثم رأته يعود برأسه ناحيتها وينحنى بجزعة للأمام ثم يبسط يده أمامها فتبادلت النظرات مع والدتها باستغراب لتجد الرد من أمها وهي توميء لها بالموافقة .. نظرت في عينان ذلك الرجل الغريب الذي تراه لأول مرة ويعرض عليها أن تشاركه الرقص تنهدت بعدم حيلة ثم شبكت يدها بيده في استحياء شديد ووقفت وسارت معه إلى ساحة
الرقص التي امتلأت بضيوف الزفاف وكل رجل معه امرأة اصطحبها للرقص معه . اضطرت للنظر له وقالت بصوت خاڤت وحياء ملحوظ 
_ تشرفت بمعرفتك 
_ أنا أكتر أكيد 
هتفت زينة تسأل بصراحة دون أن تتردد .. بعد لحظات طويلة من الصمت من محاولاتها لتفادي نظراته الثابتة عليها 
_هو أنت مش شايف أنه غريب شوية إنك تعرض عليا ارقص معاك واحنا أول مرة نشوف بعض 
رائد بهدوء تام وابتسامة واسعة وهو يهز رأسه بالنفي 
_ لا خالص .. بعدين أنا اعرفك من بدري إنتي بس اللي متعرفنيش 
رفعت حاجبها بدهشة واحست بأن خجلها تلاشي كله وحل محله الذهول فسألته بفضول شديد 
_ تعرفني إزاي !! 
نظر حوله وهو لا يزال مبتسم ثم قال بنظرة أعادت الخجل لوجهها مجددا 
_ الموسيقى خلصت وتقريبا مبقيش غيرنا اللي واقف 
تلفتت حولها پصدمة فلم تجد أحد بالفعل غيرهم .. ابتعدت عنه بوجه مسيطر عليه لون الډماء الأحمر ثم نزلت من على المسرح ولحق هو بها ليوقفها قبل أن تصل لطاولتها عند أمها .. التفتت بجسدها نحوه لتجده يقف ويهتف بثقة واضعا كفيه في جيبي بنطاله 
_هنتقابل كتير الأيام الجاية وسعتها هقولك اعرفك إزاي
طالعته باستغراب وبنظرة متوترة
 

تم نسخ الرابط