روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
مش هتخليني استمر في الهدوء ده كتير
اندفعت نحوه ثائرة حتى وقفت أمامه مباشرة شبه ملتصقة به وغمغمت في غل
_ أعمل ما بدالك ياعدنان .. وبرضوا هطلق طالت أو قصرت هتطلقني ڠصب عنك
ضحك بازدراء منها فاستكملت هي
_ بعدين مش احنا كنا متفقين إننا هنطلق
_ ده كان قبل ما تاخدي بنتي وتهربي بيها
انحنى عليها يهمس أمام وجهها تماما في نبرة مثلجة
_ مفرقش حاجة بس أنا غيرت رأى ومش هطلق
تلألأت العبارات في عيناها بحړقة وألم من بطش وقسۏة ذلك الظالم لوهلة احست بضعفها أمامه وأن لا يسعها شيء سوى استخدام قواها الضعيفة مقارنة بقوته الجسمانية الضخمة .. فغارت عليه تلكمه في صدره بشراسة صائحة به في صوت مبحوح وعينان تلمع بالعبارات
محاولا إسكات الصوت الوحيد الذي يتردد في ذهنه منذ إيام خېانة .. خېانة .. خېانة !! ويرفض حتى مجرد التفكير في فكرة لعينة كهذه جاءت زهرته وواجهته بحقيقته التي يحاول التغافل عنها وزادت من سوء الوضع لكن حتما أن أنانيته تضمر خلفها أحد الأسباب الحقيقية الذي يرغب باحتفاظه بها لنفسه .
_ عندك حق ولو تمسكي ببنتي ومراتي بالنسبة ليكي أنانية فأنا معنديش مشكلة في كدا
تطلعت إليه بدهشة من اعترافه الصريح بتمسكه بها وأحست أن لسانها قيد فلم تتمكن من الرد عليه فقط تابعته وهو يبتعد عنها ويتجه إلى الحمام .
يمسك بيده كأس من الڤودكا ويرفعه لفمه فيبتلعه دفعة واحدة ويعود ويملأ الكأس من جديد على الجهة المقابلة له يجلس أحد أصدقائه أمامه يتابعه بعيناه في سكون .. حتى خرج صوته أخيرا بحنق
قهقه الآخر بصوت مرتفع وتمتم
_ أنا النهاردة في أسعد أيام حياتي .. الصفقة اللي ليه سنين ابن الشافعي شغال عليها كل يومين وتكون ليا أنا ووقتها هقف اتفرج عليه وهو مقهور على الملايين اللي خسرها
_ وإنت واثق في فريدة أوي للدرجة اللي تخليك مطمن إنها متقولش لعدنان حاجة عنك
_ مين فريدة !! .. إنت عبيط يالا تقوله إيه هتقوله إن أنا اللي سړقت الملفات ولا إن هي اللي ساعدتني وادتني مفتاح المكتب .. ولا بقى هتقوله إنها بټخونه معايا ! متقلقش من فريدة
هتف صديقه بابتسامة ساخرة
_ والله شكلها هي اللي هتجيب اجلك
تجاهل نادر جملته وهتف بجدية
_
قولي عملت إيه مع الرجالة واللي اتفقنا عليه
رد في هدوء مبتسما بشړ
_ يومين بالظبط وتسمع الأخبار
لاحت ابتسامة جانبية شيطانية على ثغره وهو يلتقط كأس آخر من الڤودكا ويرد بمكر
_ وأنا مستني
في بصباح اليوم التالي .......
ترجلا من سيارة أجرة أمام مقر المعرض .. ونزلت سهيلة أولا ثم تبعتها مهرة التي بعد محاولات مرهقة وكثيرة من كل من صديقتها وجدتها وافقت على أن ترتدي بنطال ضيق من اللون الأسود يعلوه كنزة بيضاء قصيرة وفوقها بالطو من اللون الجملي طويل ورفعت شعرها لأعلى ذيل حصان وارتدت حذاءها الرياضي المعتاد .
نظرت لصديقتها أولا قبل أن تتطلع للمعرض وقالت بخنق
_ يارب تكوني مبسوطة وأنا مش طايقة اللبس الملزق اللي عليا ده
كانت سهيلة ترتدي رداء طويل من اللون الوردي وتترك الحرية لشعرها وعيناها معلقة على بوابة المعرض من الخارج تتأمل منظره الفخم وقالت تجيب على مهرة بقرف
_ ده جزاتنا
أننا عايزين نخليكي بنت .. إنتي مش شايفة العربيات والأشكال النضيفة اللي داخلة وخارجة دي لازم ناجي متشيكين يابت
مهرة بتأفف
_ معلش احنا اللي
متابعة القراءة