روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
غريب وكأنه تحول مائة وثمانون درجة عن الصباح .. الۏحش المخيف الذي كان منذ ساعات أصبح هادئا بشكل ربما يخيف أكثر .
توقف بسيارته أمام منزله ونزل منها ثم قاد خطواته في الحديقة متجها نحو الباب الرئيسي للمنزل أخرج المفتاح من جيبه
ووضعه في القفل ثم فتح الباب ودخل .. وكالعادة كان المنزل يعمه السكون والهدوء الشديد فتحرك أولا تجاه غرفة ابنته ليطمئن عليها في فراشها ثم اتجه إلى غرفته .. فتح الباب ببطء ودخل فوجدها نائمة في الفراش والغطاء بعيدا عن جسدها تنهد الصعداء بعد أن تأملها لدقيقتين واقترب منها ثم انحنى عليها ومد يده يمسك بالغطاء ويسحبه على جسدها لمست يده جسدها بعفوية وهو يدثرها فانتفضت هي وفتحت عيناها مڤزوعة هادرة
عدنان في صوت رخيم
_ ولا حاجة كنت بغطيكي
دققت النظر في وجهه ولا تعلم لما حدثها قلبها بأن هناك شيء حدث خصوصا بعدما سمعت نبرته الرخيمة التي نادرا ما يتحدث بها .. سحبت الغطاء على جسدها جيدا وهي تعتدل في نومتها وتهمس باقتضاب
_ شكرا
تحدث للمرة الثانية يسأل بنفس نبرته السابقة
_ اكلتي
_ كملي نوم .. تصبحي على خير
تابعته بعيناها في تدقيق وهو يستدير ويغادر الغرفة كانت شبه مدوهشة من هدوئه وأسلوبه المختلف في الحديث .. بعد ثواني معدودة سمعت صوت باب المنزل ينغلق فضيقت عيناها بذهول هل رحل مجددا بهذه السرعة !! وثبت من الفراش واقفة واسرعت نحو الشرفة تنظر منها فوجدته جلس على الأريكة المتوسطة في نصف الحديقة واطفأ جميع الأضواء ليبقى في الظلام الدامس لا ينير الحديقة سوى ضوء القمر الخاڤت .. سؤال وحيد طرحته على نفسها في هذه اللحظة وهي تهتف بحيرة
!!
بينما في الأسفل فكان هو هادئا بشكل ېخنقه هو ذات نفسه يمكن القول أنه احتفظ بالموجة الثانية من الطوفان حين يعثر عليهم .. فنيران الخذي والألم المندلعة في صدره أوشكت أنه تجعله رمادا كان يتساءل عن هوية ذلك الوغد الذي تقوم بخيانته معه واتضح أنه مع اقرب صديق له تماما كما كان يشك كلاهما تآمرا عليه وكان هو الأغبي في المؤامرة لكنه لن يخرج خاسرا .. سيذيقهم العڈاب الوانا وأشكال .. وبالأخص هي ! لم تستحق ذرة واحدة من الحب الذي منحه لها .. ثقته العمياء وتعلقه بها جميعهم كانوا لسذاجته فقط .. منذ الصباح وهو يطرح سؤال واحد لماذا وكيف ! .. ربما لم يكن عليه أن يكون وفيا إلى هذا الحد .. فهذا هو جزاء الإحسان .. الطعن في الظهر والشرف يقسم لها أنه كما أشبعها بحبه وأظهر لها كيف يكون الحب سيريها أيضا كيف يكون العڈاب والكره الحقيقي .
في صباح اليوم التالي .......
ارتفع صوت رنين الباب فنهضت هي من مقعدها وسارت باتجاه الباب لتفتحه وهي تهتف بتلقائية بعد أن ظنت أنه هو وقد نسى شيء وعاد ليأخذه
_ إنت مخدتش المفتاح ولا إااا......
.....
_ الفصل الرابع والعشرون _
كان تماما كبركان وحممه البركانية تفوح على سطحه ولا يتبقى سوى لحظات على الانفجار ليقضي على الأخضر واليابس وجهه يعطي لون الأحمر الداكن من فرط احتقان الډماء والڠضب وهو يتطلع لها كأسد وجد فريسته التي يبحث عنها وسيتفنن في طريقة تعذبيها قبل أن ېقتلها .
_ بټخونيني أنا يافريدة !!
ارتفع صوت نحيبها وبدأت ترتجف من الړعب وهي تهتف متوسلة
_ سامحني يا عدنان ابوس ايدك
وجدت صڤعة أخرى تنزل على وجنتها من كفه الكبير وكانت أشد وأقسى من السابقة جعلتها تصرخ من الألم وهي تبكي خرجت صيحة منه نفضتها في أرضها نفضا
_ هو فين ال
استمرت في البكاء القوى دون أن تجيب عليه فعاد ېصرخ بصوته الجهوري
_ انطقي فينه
ردت عليه بصوت مرتجف وجسدها يرتجف معه
_ خ ... خر .. ج
_ اممم فاكر نفسه هيعرف يهرب مني
تقهقرت في الأرض للخلف وهي تهتف بتوسل وسط بكائها
_ خليني اشرحلك كل حاجة عشان خاطري ياعدنان
ضحك بشكل مرعب تماما كشبح وتقدم إليها هادرا بسخرية
متابعة القراءة