روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز


خطواته السريعة للداخل .. كانت إحدى المستشفيات العامة مكتظة وممتلئة بالمرضى والأطفال وجميع الفئات .. وقف للحظة يتجول بنظره في الأرجاء .. يبدو أنا سيبحث عنها بنفسه ! .
اتجه نحو الدرج يصعد للطابق الثاني ثم وقف بمقدمته وعيناه تبحث عنها لكن لا وجود لها فأكمل صعوده للطابق الثالث والأخير ليندفع يسير به باحثا عنها .. وأخيرا عيناه التقطتها تجلس فوق أحد المقاعد وتبكي پعنف .. ثم ترفع أناملها تجفف دموعها بظهر يدها كالأطفال دون أن تتوقف عن ذرف الدموع .

تقدم منها في خطوات شبه سريعة حتى وصل إليها فانحنى عليها بجسده يضع كفه برفق فوق كتفها هامسا 
_ مهرة ! 
نبرة صوته مميزة تستطيع تميزه به وسط جيش من الرجال .. أو ربما قلبها هو من يميزه رفعت رأسها بسرعة تتطلعه بعيناها الغارقة ولم تشعر بنفسها سوى وهي تهب واقفة تتعلق برقبته وتبكي بنشيج مرتفع .
انتابها شعورا بالآمان فور رؤيتها له .. ودفعها قلبها لمعانقته والتعلق به كطوق النجاة الذي سيأخذ بيدها النور .. مشاعر غريبة تتمكن منها وبقدر ما هي تخيفها إلا أنها جميلة ! .
تجمد بأرضه وقد اتسعت عيناه بدهشة وهي بين ذراعيه تتعلق برقبته وټدفن وجهها في كتفه تبكي وتشهق بقوة .. كانت يديه الاثنين متعلقة بالهواء وأنامله تتحرك بتوتر .. مترددا هل يحاوطها بهم أم يتركها حتى تفرغ حملها فوق اشتدت حدة بكائها مهمهمة بصوت فهمه بصعوبة بسبب صوت بكائها المختلط به 
_ الدكتور قال إن في انخفاض حاد في نسبة السكر ودخلت في
غيبوبة سكر 
تملكه القلق هو الآخر حيث أبعدها عنه بلطف وهتف 
_ هي عندها السكر ! 
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت في ندم وألم 
_ كله بسببي يارتني قولتلها أنا يمكن مكنش ده حصلها .. كانت هتسمع منى احسن ما تسمع من


الغريب 
حاوط كتفها بذراعه يحثها على الجلوس هاتفا بعدم فهم 
_ طيب اهدي واقعدي الأول بس وفهميني هو ده حصل إزاي ! 
جففت دموعها وردت بصوت مبحوح مجفلة نظرها الأرض بخجل ومرارة 
_ واحدة من الجيران جات عندنا وقالتها على اللي حصل معايا لما اتخطفت وكمان على الكلام والأشاعات اللي طلعتها عليا اللي متتسمي بدرية .. الهي ربنا ينتقم منها مطرح ما هي مرزوعة

.. وطبعا هي أول ما سمعت الكلام ده تعبت ومقدرتش تستحمل
آدم عاقدا حاجبيه باستغراب 
_ اشاعات !!! 
هتفت مسرعة في أسى وخنق دون أن ترفع نظرها عن الأرض 
_ قالت عليا كلام مش كويس يا آدم يعني عشان تخلي سمعتي في الطين في المنطقة 
لم يرد أن يضغط عليها أكثر خصوصا في هذا الوقت رغم أن ما سمعه للتو ألهب نيران الڠضب بداخله إلا أنه لم يظهر لها شيء وهتف في حنو وصوت هاديء يبعث الطمأنينة 
_ بصي بعدين تبقى تحكيلي الموضوع ده بالظبط .. لكن دلوقتي مش وقته .. إنتي اهدي الأهم ومټخافيش هتفوق وهتبقى زي الفل أنا واثق 
_ يارب 
_ هو فين أوضة الدكتور تعرفيها 
_ ليه 
_ هتكلم معاه شوية واعرف منه تفاصيل اكتر عن حالة جدتك .. فينها الأوضة 
أشارت بسبابتها على أحدي الغرف بالجهة المقابلة متمتمة 
_ شوفته دخل الأوضة دي 
استقام واقفا وقال بجدية 
_ طيب خليكي هنا متتحركيش من مكانك وأنا مش هتأخر عليكي
هزت رأسها بالإيجاب وتابعته وهو يسير متجها لتلك الغرفة التي أشارت إليها .. وبمجرد دخوله واختفائه عن انظارها عادت دموعها تنهمر من جديد ولكن بصمت ! ...
في مساء ذلك اليوم ......
تجلس بجواره في مكتبه الخاص وأمامهم عدة أوراق خاصة بالعمل .. يعملون منذ ساعتين تقريبا كلاهما يملي على الآخر بعض الأفكار لتحسين وضع معين يخص العمل .. فيتبادلون الأحاديث والافكار بتفهم وجدية .
توقفا عن الحديث والتقطت هي ملفا تتفقد أوراقه وتقرأه بعناية غير منتبهة لنظراته التي تعلقت عليها يتأملها بسكون وغرام وبعد ثلاث دقائق من الصمت التام التفتت برأسها له على حين غرة وكانت ستهم بالتحدث لولا ملاحظتها لعيناه الثابتة عليها فاضطربت وهمست بريبة 
_ شو صار لك ليش عم تتطلع فيني هيك !! 
رأت شبح ابتسامته العبثية تظهر فوق شفتيه ليجيبها غامزا بمكر 
_ بتأمل في الجمال اللي قاعد جمبي ده .. اصل حاسس إنه محلو النهارده مش كدا ولا أنا متهيألي 
رمشت بعيناها عدة مرات في صدمة قبل أن تشيح بوجهها للجهة الأخرى مسرعة وتهتف متذمرة بخجل شديد 
_ حاتم حاج تخجلني كل مرة هيك !! 
ضحك وقال مشاكسا إياها مستمتعا بخجلها 
_ وتخجلي ليه .. هو أنا قولت حاجة غلط ! .. أنا بس قولت اللي شايفه 
رفعت يدها لا إراديا ترجع خصلات شعرها المنسدلة على وجهها للخلف مبتسمة باستحياء ملحوظ وتجيب في خفوت 
_ thank you ! 
أجابها بمداعبة وعينان تطلق نظرات غريبة ومختلفة
 

تم نسخ الرابط