روايه امراه العقاپ بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
مقارنة بهيئتها الناعمة .. ملامحه القاسېة والصلبة ذكرتها بطائرها المفضل الذي يمتلك نفس العينان البندقية الواسعة والحاجب المقتضب حتى نفس النظرات الثاقبة التي تشعرك بأنها تخترقك طائر العقاپ .
اضربت وابتعدت عنه تهتف باعتذار وصوت مبحوح
_ أنا آسفة
تطلع عدنان في وجهها الغارق بالدموع وعيناها الحمراء من فرط البكاء وشعرها المنسدل فوق كتفيها بعبث .. أصبحت وجنتيها البيضاء حمراء من بكائها وڠضبها .. هيئتها الناعمة والرقيقة كانت جميلة مع ملامح وجهها البريء وهي تبكي كالأطفال اللطيفة .. غضن حاجبيه واردف بتعجب
رفعت أناملها الرقيقة والمرتعشة تجفف دموعها وتوميء بالإيجاب متمتمة
_ أيوة .. بعتذر مرة تاني كنت نازلة مستعجلة ومخدتش بالي
أنهت جملتها واندفعت تكمل طريقها على الدرج للأسفل مسرعة فالټفت برأسه للخلف في استغراب ثم اعتدل وهم بأن يكمل هو أيضا طريقه لكنه لمح عقدا على الأرض .. انحنى والتقطه بأنامله يقلبه بين يديه بتدقيق ثم عاد فورا ينظر إلى الأسفل لكنها اختفت تماما .. فأغلق كفه على ذلك العقد وأكمل طريقه وصل أمام مكتب نشأت فاقترب من طاولة المساعدة الخاصة به وألقى بالعقد على سطح الطاولة يهتف في عدم اهتمام وبنبرة غليظة
دققت المساعدة النظر في العقد وحين أدركت جملته وأن صاحبة العقد كانت تبكي فهتفت وهي تهم بالتقاط العقد
_ ده أكيد لجلنار هانم بنت نشأت بيه
رأت الجمود على معالمه بعد سماعه لجملتها وقبل أن تمد يدها لتأخذ العقد وجدته يضرب بقبضة يده فوق العقد ويغلق عليه بين كفه ليأخذه مرة أخرى .. ثم يتجه نحو مكتب نشأت ويدخل بعد أن وضع العقد في جيب سترته .
استيقظ من تلك الذكرى وهو يمسك بيده ذلك العقد يتطلع إليه في شرود .. مرت السنين منذ زواجهم ولم يعطيها عقدها .. لا يعرف لماذا يحتفظ به حتى الآن معه .. لكن ربما قد حان الوقت المناسب حتى يعود ذلك العقد إلى مكانه .. حول تلك الرقبة البيضاء والرائعة ! .
فتح عيناه على أثر الرنين المرتفع لهاتفه .. مد يده وضغط على زر كتم الاتصال وعاد يلقي برأسه مرة أخرى فوق الوسادة مغمضا عيناه بنعاس .. ولكن الرنين عاد يصدح من جديد فأصدر تأففا عاليا بنفاذ صبر ليمد يده ويجذب الهاتف يجيب على المتصل بحدة دون أن يعرف هويته
توترت قليلا من نبرته لكنها ردت برقة
_ أيوة يارائد مش بترد عليا من امبارح ليه .. قلقت عليك !
اعتدل في نومته فورا وألقى نظرة على النائمة شبه عاړية بجواره .. فتعود نبرته لطبيعتها وهو يرد عليها بلطف
_ معلش ياحبيبتي اتأخرت في الشغل ومكنتش فاضي ونمت متأخر حتى مروحتش النهارده
زينة باهتمام ملحوظ في نبرتها
هز رأسه بالإيجاب وهدر
_ ايوة كويس متقلقيش .. إنتي عاملة إيه
_ كويسة الحمدلله
أبعد الغطاء عنه ونزل من فوق الفراش يسير إلى خارج الغرفة ويجيب بتساءل
_ إنتي في البيت مش كدا
زينة بعفوية
_ أه كنت ناوية نخرج أنا وسمر بس هي تعبت ومش هتقدر تطلع
غمغم مبتسما بمداعبة
تهللت اساريرها لتجيبه بتشويق وفرحة
_ بجد !
_ أيوة بجد طبعا
عضت على شفاها بحماس وخجل بسيط تتمتم برقة معهودة منها
_ وأنا منتظراك .. متتأخرش !
_ مقدرش أتأخر عليكي ياحبيبتي
انهى معها الاتصال فشعر بكف ناعم فوق كتفه من الخلف .. الټفت برأسه ورمقها مبتسما بدون مشاعر ثم انزل كفها بلطف وعاد لداخل الغرفة .. فلحقت به وسألته بتعجب
_
انت هتمشى !
رائد بإيجاز وهو يرتدى ملابسه
_ أيوة ورايا شغل
اكتفت بالمتابعة في صمت وبداخلها تشتعل من الغيرة فقد سمعت مكالمته مع تلك الفتاة التي فضلها عنها وقرر الزواج بها بدلا منها هي .. ومنادته لها ب حبيبتي زادت من سوء الوضع لديها .
أبعد كلتا يديه عنها وادخل كف في جيبه يخرج العقد ثم يرفعه ليمسك طرف بيد واليد الأخرى لفها حول رقبتها حتى يلتقط الطرف الآخر ويعود بالطرفين للخلف يعقدهم حول رقبتها .
التقطت عيناها ذلك العقد المفقود منذ سنوات .. من أين عثر عليه ! .. فقد بحثت عنه كثيرا حتى فقدت الأمل ولم تجده .. تطلعت لانعكاسه في المرآة بدهشة فقرأ هو من نظراتها ما يدور بذهنها .. وظهرت ابتسامته الواسعة فوق شفتيه .
حتى وجدته ينحنى عليها من الخلف يهمس بالقرب من أذنها في عاطفة
_ أول مرة اتقابلنا فيها لما كنتي في الشركة عند نشأت ونازلة السلم وبتعيطي وخبطتي فيا .. بعد ما مشيتي لقيته على الأرض اخدته
متابعة القراءة