روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

دلوقتي بيجيلي وكل ما بيجيلي بخاف أوي وبفضل أعيط زي كدا .. عارفه 
هز رأسه بالإيجاب وغمغم في حنو 
_ أيوة عارفه .. تعالي واحكيلي بيجيلك إزاي عشان يخليكي خاېفة كدا وبتعيطي بالشكل ده
جذبها من كفها بلطف وأجلسها على الفراش ثم جلس بجوارها لتقول هي بهدوء 
_ بحس نفسي متكتفة في السرير ومش بقدر أتحرك ولا أتكلم وببقى عايزة أفوق مبعرفش وبحس كأني بغرق وكل ما بقاومه بيزيد أكتر مش بفوق منه غير لما افضل أقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبصحى مخضۏضة مش قادرة أخد نفسي وأنا بطبيعتي أساسا خوافة فمبالك لما أحلم بكابوس زي ده وغالبا بسمع أصوات مرعبة وأحيانا بشوف خيالات والنهردا شوفت أيد مخيفة ماسكة في إيدي ومكتفاها وصوت حواليا بيضحك وأصوات كتير متداخلة ومرعبة ولما بفوق منه وبعد كدا بنام تاني بيجيلي تاني يعني ممكن يجيلي أربع أو خمس مرات ورا بعض وفي كل مرة بصحى مخضۏضة
لم يكن يتوقع بأنها تخاف لهذه الدرجة المفرطة حيث كانت تتحدث وعلى وجهها علامات الإرتيعاد والړعب فسرعان ما أشفق عليها ومد يده يملس على شعرها بحنو يشعرها بالقليل من الآمان والاطمئنان 
_ طيب اهدى أنا سمعت إنه بيبقى صعب فعلا واللي أعرفه والله أعلم إن العلماء بيقولوا إنه بيبقى بسبب الضغوط والحالة النفسية والتوتر والمشايخ بيقولوا إنه من الشيطان فإنتي التزمي بأذكار الصباح والمساء والحمدلله إنتي ملتزمة في الصلاة يعني فبإذن الله مش هيجيلك تاني
تطلعت إليه بنظرات مستعطفة ومتوسلة فخرج صوتها به شيء من الرجاء 
_ ممكن تخليني أنام معاك النهردا لإني خاېفة ما أنام وحدي ويجيلي تاني !
أخفى ابتسامته بصعوبة وتمتم في دفء 
_ نامي ياملاذ السرير قدامك كله أهو
ترددت قليلا قبل أن تسأل سؤالها القادم وهيمن عليها الصمت للحظات قبل أن تستجمع شجاعتها وتسأل باضطراب 
_ هتنام جمبي 
رفع حاجبه وهو يبتسم بلؤم لسؤالها المتوقع وكذلك الإجابة المتوقعة التي ترغب في سماعها فلم يحرمها مما ترغب فيه حيث تمتم بنظرات ثابتة 
_ اممممم !!!
كتمت سعادتها في الأعماق واكتفت بالإماءة الصغيرة ثم تمدد بجسدها على الفراش وتدثرت بالغطاء لينهض هو ويجلب هاتفه ثم يقوم بتشغليه على سورة البقرة ويضعه على المنضدة الصغيرة بجانب الفراش ويهتف في نظرات حانية لا تشهدها منه كثيرا بسبب إضطراب علاقتهم 
_ اقري المعوذتين وآية الكرسي قبل ماتنامي وأهو شغلت سورة البقرة جمبك
ابتسمت له بحب وهي توميء بالموافقة وطرحت سؤالها الثالث عندما وجدته يتجه نحو باب الغرفة 
_ رايح فين !
الټفت لها برأسه وغمغم باسما 
_ رايح اشرب ياملاذ وراجع نامي ملكيش دعوة بيا أنا ممكن منامش دلوقتي
هزت رأسها بالموافقة وأغمضت عيناها محاولة النوم من جديد أما هو فعاد بعد ثلاث دقائق وجلس يكمل القرآءة

حتى ينهي ورده اليومي وبعد مايقارب النصف ساعة انتهى واتجه نحو الفراش ليتسطح بجوارها على الجهة المقابلة لوجهها يحدق فيها بإمعان شديد 
مع إشراقة شمس يوم جديد يحمل الكثير من المفاجآت للبعض 
سمحت شفق للطارق بالدخول وهي تقوم بتسريح شعرها لتدخل رفيف وعلى وجهها ابتسامة مشرقة كصباح اليوم هاتفة 
_ صباح الخير
أجابتها الأخرى بابتسامة عذبة ونقية 
_ صباح النور
كانت رفيف في اقصى درجات الحماس والتشوق حيث جذبت المقعد الآخر وجلست بجوارها متمتمة بابتسامة أصبحت أكثر اتساعا 
_ يلا جهزيلي نفسك كدا وخدي نفس عميق عشان تستقبلي اللي هتسمعيه دلوقتي
تركت مابيدها وركزت كل انتباهها عليها وهمست بريبة وفضول وهي كلها آذان صاغية لما ستقول 
_ في إيه قولي يارفيف متقلقنيش !
هتفت الأخرى في صوت منخفض ونظرات بها لمعة ماكرة 
_ كرم عايز يتجوزك !
............ 
_ الفصل الخامس عشر _
_ كرم عايز يتجوزك !
وكأن صاعقة برقية ضړبتها فحرقتها في أرضها كانت فاغرة فمها وعيناها ترمش بها عدة مرات تحاول استيعاب الكلمات التي دخلت لأذنها للتو ولكن عقلها يرفض استيعابها ويهمس بجملة واحدة ما هذا الهراء !! واستغرق الأمر لحظات طوال حتى هزتها رفيف ببطء متعجبة من تسمرها بمكانها كالصنم لتخرج هي أخيرا من دوامة صډمتها وتهتف پصدمة أشد 
_ كرم مين أخوكي إنتي !!
_ أمال أخو الجيران !!
عادت تسألها بشيء من البلاهة وعدم التصديق 
_ عايز يتجوزني أنا ! يعني متأكدة إنه قصده عليا أنا ليكون قصده على واحدة تاني !!
تمالكت رفيف أعصابها ورفعت كفها ضاغطة عليها بشدة وهاتفة بأغتياظ وهي تجز على أسنانه 
_ هرزعك حتة قلم يخليكي تفوقي كدا كويس بت متجبليش الجلطة أيوة إنتي هو في حد اسمه شفق غيرك نعرفه !!
التزمت الصمت لبرهة من الوقت ثم ابتسمت بمرارة وطالعتها بابتسامة بائسة 
_ وإنتي جاية تسأليني طبعا موافقة ولا لا !
_ أكيد .. دي ماما فرحانة أوي ولو وافقتي مش بعيد تخلي كرم يكتب كتابه عليكي من بكرا
هب واقفة وعقدت ذراعيها أمام صدرها هامسة بصوت حزين 
_ بس مش هقدر اوافق يارفيف
هبت الأخرى واقفة بدهشة وهتفت بجدية تامة لا تحمل المرح ولا المزاح 
_ نعم !! .. بلاش هبل ياشفق أنا وإنتي
تم نسخ الرابط