روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

عن أذنك يابيه
ثم استدار وانصرف ليظل معلقا نظره عليه حتى توارى عن ناظريه فطالما يبغض هذا الشاب لسبب غير معلوم وفوق هذا أمه تأمنه على فتاة وحيدة بالمنزل تأفف بنفاذ صبر ثم طرق على الباب لتنتفض التي كانت تقف خلف الباب من الداخل تستمع لحديثه مع ذلك الشاب الذي لم تراه سوى مرات قليلة طوال الثلاث أيام تراجعت خطوتين للخلف ودقات قلبها بدأت تدق بصوت عڼيف يصل لأذنها وارتبكت بشدة ولكنها أخذت شهيقا طويل وحبسته لثانية ثم أخرجته زفيرا متهملا وتعهدت بأنها ستتمالك نفسها وستتظاهر بطبيعية أمامه ولكنها بمجرد ما فتحت الباب ورأته أمامها افترت شفتيها عن ابتسامة واسعة وسرعان ماخنثت وعدها مع نفسها أما هو فطالعها معاتبا برقة مألوفة وغمغم بنفاذ صبر 
_ وبعدين معاكي ياشفق !!
لم تعلق وقد فهمت مقصده بأنه لا يرغب في بقائها هنا ويعاتبها على عندها الدائم وفقط اكتفت بابتسامتها وهي تقول بلطف 
_ حمدلله على السلامة
كان هو قد بدأ في نزع حذائه ولكنه رفع نظرها لها بعدما سمع ماقالته واخفض نظره تاني متمتما بخنق من هذه الكذبة الذي يجبر على استكمالها 
_ الله يسلمك
انتهي من نزع حذائه ودخل وفور دخوله هتف في جدية وقد اختفت نبرة الرقة في صوته 
_ اللي كان واقف بيحرص البيت ده ضايقك أو عملك حاجة !
قالت فورا نافية 
_ لا خالص هو أساسا كان قاعد برا بس ومكنتش بشوفه غير مرة في اليوم لما بيجيب الطلبات وباخدها منه من على الباب وبقفل بالمفتاح بعد كدا
هم بأن يسأل عن ذلك الحيوان هل حاول أذيتها أو وصل لمكانها أم لا ولكنها توقعت سؤاله فهتفت قبل أن يسأل 
_ مفيش حاجة اطمن أنا كويسة الحمدلله
عادت ابتسامته التي تذيب قلبها وهو يجيبها بلطف من جديد 
_ الحمدلله يلا روحي البسي ولمي هدومك عشان هترجعي تاني معايا
اصدرت تنهيدة حارة وتمتمت في اعتراض بسيط 
_ كرم أنا مرتاحة هنا اكتر صدقني ومحدش عارف مكاني سيبني على راحتي ارجوك
توجه وجلس على أحد المقاعد ليقول برزانة عقل وصوت رخيم 
_ وأنا عايز أسيبك على راحتك والله بس مش قادر وبالأخص بعد اللي حصل إمبارح
اقتربت وجلست على المقعد المقابل له بمسافة بعيدة تقريبا وهمست بحيرة شديدة وقلق 
_ حصل إيه !
_ عرفت مكانه إمبارح ورحت وكان نفس المكان اللي حصل فيه چريمة القټل وكان قاعد هناك هو وواحد صاحبه ولما شافوني هربوا وأنا ضړبته پالنار في دراعه قبل ما يركب العربية ويهرب فممكن يحاول يوصلك بأي شكل عشان ينتقم مني عشان كدا لازم تكوني قدام عيني طول الوقت
فغرت شفتيها پصدمة وهي لا تستوعب أنه كان على وشك أن ېقتله بالفعل ثم اردفت پغضب بسيط 
_ ضړبته پالنار إزاي ياكرم !! ولو كانت جات الطلقة في مكان غير دراعه وكان ماټ كنت دلوقتي هتبقى في السچن بسبب القذر ده
غمغم بتمنى وأعين متقدة كلها سخط 
_ يارتيها كانت

جات في مكان تاني وماټ على الأقل كان زمانك هتلاقيني دلوقتي مبسوط آخر انبساط
اشاحت بوجهها عنه تخفي ملامح وجهها المغتاظة من تهورها بالرغم من رقته ولطافته مع الكل وبالأخص معها لكنها يثبت لها دوما بأن لديه جانب مظلم في شخصيته لا يرحم إن تطلب الأمر ! عادت بنظرها له من جديد عندما وجدته يهتف بخفوت وكأنه يقول الكلمات بصعوبة 
_ يلا قومي البسي عشان لما نروح ماما ورهف هيفهموكي السبب التاني اللي خلاني آجي أخدك !
أطالت النظر في وجهه بريبة حقيقية للحظات ثم هبت واقفة واتجهت لغرفتها لترتدي ملابسها وتستعد والتساؤلات تتناطح في عقلها ماهو السبب الثاني ولما بدا عليه التوتر البسيط وهو يتحدث عنه ! ولم يهدأ عقلها لثانية واحدة وكانت طوال الطريق صامتة تتابع الطريق والفضول ينهشها نهش وتتساءل ترى ماهو السبب ! ... !!!
كان زين في غرفته كعادته يقضي الشطر الثاني من الليل وهو يقرأ في كتاب القرآن الكريم ويرتل آياته بصوت عذب وبينما هو يثبت كل تركيزه في كتاب الله .. رفع نظره عنه فور انفتاح الباب ودخولها ودموعها تملا وجنتيها والعبارات سابحة في عيناها وتسقط بغزارة على وجهها فتمتم بصوت خفيض وهو يغلق المصحف صدق الله العظيم وأصابته الريبة والقلق بشأن بكائها المفاجئ هذا ثم هب واقفا واقترب ناحيتها وهو يهمس بتعجب ونظرات مرتعدة 
_ مالك !!!
مدت يدها وجففت دموعها بظاهر كفها ولكنها لا تزال تنهمر بغزارة لتنتابه الشكوك السيئة بأن مكروه قد أصاب أحدهم أو أصابها هي
_ في إيه ياملاذ مالك !
_ حلمت بكابوس وحش علطول بيجيلي
ضيق عيناه وهو يستمع لكلامها وفور انتهائها أصدر هو تنهيدة طويلة بارتياح وابعدها عنه برفق متشدقا بنظرة معاتبة 
_ يعني كل العياط ده عشان كابوس ياشيخة حرام عليكي وأنا اللي افتكرت إن في حاجة لقدر الله حصلتلك ولا حصلت لحد
رفعت عيناها الدامعة له وقالت بخفوت 
_ دايما بحلم بالجاسوم وكان بيجيلي من أنا وفي الثانوي ولغاية
تم نسخ الرابط