روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

الآن لا يوجد أي مشاعر تجاهه فهي متأكدة بأن هذه المشاعر ستوجد مع الوقت وما عليها سوى أن تدعه يعشقها وأن تثق برجل مجددا وتتركه يستحوذ على مفاتيح قلبها حتى يفتحه حيثما شاء !! .
كرم لا يزال حتى الآن يتردد عليهم يوميا ويشفق على تلك المسكينة التي وضعها النفسي يزداد سوءا كلما ترى وضع والدتها الذي لا يتحسن وفقط يسوء أكثر مع الوقت ! وكان يطلب من شقيقته أن تأخذها ويخرجوا للتسوق أو التنزه مع بعضهم لعلها تخرج من حالتها المزاجية الكئيبة وكانت رفيف من أشد المرحبين بهذه الفكرة فهي أحبت شفق كثيرا وأحستها كأخت لها خصوصا مع تقارب سنهم الذي لا يتخطي السنة وفي ذلك الشهر تقاربت علاقتهم كثيرا واصبحوا أصدقاء والمتضرر الأكبر من كل هذا كانت شفق ! ومعاناتها تزداد يوم بعد يوم والنقطة الصغيرة في قلبها تجاه ذلك الكرم تنمو كل يوم أكثر من سابقه تخشي أن يستحوذها بالكامل ولا يكون لها ضوءا حتى للخروج فيتم الحكم عليها بالسجن الأبدي في ظلام عشقه المستحيل وتكون قد أثبتت لنفسها وللجميع أن قلبها لا يختار من العشق إلا أصعبه !!! ....
أنه معاده كل يوم والباب يدق في الوقت المحدد كما اعتادت عليه منذ ما يقارب الشهرين فوضعت حجابها على شعرها ولفته بانتظام ثم خرجت وفتحت فقطبت حاجبيها باستغراب وهي ترى رفيف تقف أمامها وترتدي رداء يناسب السهرات والحفلات المسائية كانت رائعة وفائقة الجمال به .
_ رفيف !!
دخلت رفيف واغلقت الباب وهي تقول بعجلة من أمرها 
_ يلا يلا ادخلي البسي عشان هتاجي معايا وهتحضري فرح حسن وكتب كتاب زين وخلاص كتب الكتاب بعد العشاء يعني يدوب تلحقي تلبسي وده مش اختياري في أوامر صدرت بكدا !
قالت آخر كلماتها غامزة بلؤم فزداد تعجبها وقد اصابتها الدهشة من دخولها عليها المفاجئ وهي تطلب منها حضور عرس اخويها
لا لم يكن طلب بل أمر كما قالت حيث تشدقت بعدم فهم 
_ أوامر إيه دي !
قالت رفيف باسمة بنظرات ماكرة 
_ كرم هو اللي جابني وقالي اطلع اقولك تلبسي عشان تاجي معانا ومستنينا تحت بالعربية يلا بقى
تجمدت الډماء في عروقها وتسارعت انفاسها تلقائيا حين قالت بأنه هو الذي يرغب في حضورها ولكنها لملمت أشلاءها التي بعثرت بمجرد نطق اسمه أمامها وهتفت متلعثمة في توتر 
_ لا فرح إيه يارفيف أنا معملتش حسابي ثم إني مقلعتش الأسود لغاية دلوقتي على سيف الله يرحمه
_ ياستي وهو حد قالك اقلعيه ولا اتزيني وحطي مكياج والبسي فستان تعالي بهدومك السودا احنا عايزينك تحضري معانا عشان تفكي شوية وتفرفشي
تنفست الصعداء بعدم حيلة ثم اتجهت نحو غرفة والدتها لتأخذ الأذن منها وترى رأيها هل توافق أم لا فتجدها تبتسم لها باتساع وتومىء لها برأسها بالموافقة ثم تشير إلي ملابسها السوداء بمعنى أن تبدلها بملابس تناسب سنها فرفضت هي في البداية ولكن حين شعرت بانزعاج أمها فانصاعت لأوامرها وذهبت لتستعد وتلبس شيء مناسب أما رفيف فقد

جالست المرأة المړيضة وأخذت تتحدث معها عبر كتباتها التي تكتبها على الورقة فلم تستعد صوتها حتى الآن . كتبت لها على ملاحظة صغيرة عبارة كرم ليه مطلعش معاكي أجابتها رفيف مبتسمة في حنو 
_ هو قالي إنه هيطلعلك بعد الفرح لما يجيب شفق البيت
ابتسمت ودونت على الورقة كالآتي تعرفي هو اللي مصبرني على اللي أنا فيه واللي مخليني كويسة إنه بيجيني كل يوم يطمن عليا بمجرد ما اشوفه بحس إن سيف قدامي وهو اللي مصبرني على فراقه 
قرأت ما دونته وادمعت عيناها بتأثر و وشفقة على هذه المرأة التي شقيت ألم فراق وحيدها وعزيز قلبها وقلبها ېنزف الډماء كل يوم على فراقه وتحاول إيجاده في أخيها وتلهم نفسها الصبر بتخيله مكان عزيزها فاقتربت وطبعت قبلة على جبهتها مغمغمة في نبرة تغلبها البكاء 
_ وكرم والله بيحبك جدا وبيعتبرك أمه التانية ومش بيقدر يتأخر عليكي يوم واحد من غير ما يجيلك
حضنت كفها بين ثنايا كفها ورتبت عليه بحنو ثم عادت تكتب من جديد بابتسامة متسعة ومشرقة مبروك لحسن وزين عقبالك هتفت رفيف وهي تبادلها نفس فسمات وجهها المشرقة 
_ آمين أنا وشفق يارب
ارتدت رداء بسيط من الألوان الغامقة ولفت حجابها ببساطة أيضا فوق شعرها دون أن تضع أي مساحيق جمال ثم توجهت نحو نافذتها ونظرت منها فتجده يقف مستندا على السيارة وينظر لساعة يده متفقدا الوقت ثم رفع نظره للأعلى فتراجعت هي للخلف فورا بفزع وامسكت بهاتفها تجري اتصال بجارتهم المقربة التي تقارب أمها في السن تطلب منها أن ترافق والدتها قليلا حتى تعود من الزفاف ففعلت هي على الفور وبعد دقائق أتت لهم فودعت شفق أمها وذهبت بصحبة رفيف وصعدت بالمقعد الخلفي في السيارة بينما استقلت الأخت بجانب أخيها في الأمام !! ...
ردهة طويلة والبساط الأحمر على الأرض من بداية الردهة لنهايتها وكانوا
تم نسخ الرابط