روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

اركبي
حدجته بنظرة مرتبكة واستقلت بالسيارة دون أدني اعتراض ليلتف هو من الجهة الأخرى ويستقل بمقعده المخصص للقيادة وينطلق عائدا إلى المنزل اخذت تختطف إليه النظرات بارتعاد من ملامحه المريبة وغضبه العارم وعندما وجدته يحول رأسه ناحيتها اشاحت بوجهها فورا للجهة الأخرى في خوف واصابتها نفضة بسيطة حين سمعت نبرته المستاءة وهو يهتف بحدة 
_ والقذر ده عرف إزاي إنك هناك !
خرج صوتها متلقلقا ومضطربا 
_ م..معرفش أنا لقيته مرة وحدة طلع قدامي بعد ما نهلة مشيت وأنا كنت قاعدة مستنياك جوا في مكاني لغاية ما توصل ولما لقيته قعد قدامي وفضل يتكلم وبيحاول يعتذر مني طلعت وسبته وهو طلع ورايا
اتاها صوته المرتفع وهو يصيح بها لأول مرة منفعلا 
_ وإنتي تتكلمي معاه ليه أساسا وازاي تسمحيله يمسكك بالشكل ده !
رمقته مندهشة من طريقته القاسېة وصياحه وسرعان ما امتلأت عيناها بالدموع وابعدت نظرها عنه هامسة بصوت مبحوح 
_ أنا آسفة ياكرم !
_ لا مفيش حاجة اسمها آسفة .. كان المفروض تسيبه وتطلعي ترني عليا مش تقعدي تتكلمي معاه !!
عادت له بعيناها الدامعة مجددا وقالت في اندفاع وضيق من عصبيته 
_ متكلمتش معاه .. هو يدوب اللي قاله إنه اعتذر مني وكان بيحاول يخليني اسامحه وارجعله فقولتله إني اتجوزت وسبته ومشيت
_ امممم ترجعيله !!
قالها وهو يبتسم ساخرا ويغلي من الغيظ اطالت هي النظر إليه ببعض الصدمة .. تنتظر منه أن يعتذر عن حدته معها ويعود لطبيعته الحانية واللطيفة ولكنها لم ترى سوى رجل غاضب وقاسې حتى أنه لم ينظر لها ليرى حالتها ودموعها .. فضحكت بصمت واستنكار ثم اشاحت بوجهها تماما عنه تجفف دموعها وهي تتوعد له حين يعودوا للمنزل .
وماهي إلى دقائق قليلة حتى توقفت السيارة أمام المنزل ففتحت هي الباب واندفعت نحو الباب مسرعة وبحثت بحقيبتها عن المفاتيح ولكن من الواضح أنها نسيتها فاضطرت لانتظاره حتى أتى وأخرج المفاتيح وشرع في فتح الباب وهو يحدق بوجهها المستاء والحزين ليتنهد مغلوب على أمره حين أدرك الآن فداحة الخطأ الذي ارتكبه للتو معها وهو في لحظات الڠضب وبمجرد ما فتح الباب اسرعت باتجاه الغرفة غير مبالية له وهو يهتف 
_ استني .. شفق !!!
اغلق باب المنزل ولحق بها مهرولا وقبل أن يدخل اغلقت الباب في وجهه بالمفتاح فطرق عليه متمتما 
_ شفق افتحي الباب !
اتاه صوتها المرتفع والباكي 
_ لا مش هفتح ياكرم
مسح على وجهه متأففا من حماقته وفعلته الغبية معها ثم عاد يهتف بنبرة حانية أخيرا عادت لطبيعتها وهو يعتذر بأسف حقيقي 
_ أنا آسف .. أنا عارف نفسي غبي والله بس للأسف لما بتعصب مش ببقى عارف أنا بقول إيه ولا بعمل إيه افتحي بقى ياشفق يلا
صاحت بإصرار أشد 
_ قولتلك مش هفتح إنت بتزعقلي كأني أنا اللي قولتله ياجي ويشوفني ويتكلم معايا أنا إيه ذنبي .. ده واحد ولقيته مرة واحدة قعد قدامي المفروض يعني اقوم اجري مثلا !
سمعت صوته الدافيء و المتوسل 
_ طيب افتحي وأنا هصالحك
_ مش عايزاك تصالحني ياكرم أنا عايزة افضل وحدي لو سمحت .. ممكن تسبني وتمشي بقى !
زفر بعدم حيلة ويأس ثم استدار وذهب للخارج يجلس على الأريكة الكبيرة المتوسطة في الصالة أمام التلفاز وډفن وجهه بين راحت كفه أما هي فألقت بجسدها على الفراش وانخرطت في نوبة بكاء قوية ......
بمدينة الرياضة عاصمة المملكة العربية السعودية ....
وقفت السيارة في منطقة راقية وهادئة ثم ترجلت منها هي أولا ومن الباب الآخر ترجل هو ودفع الأجرة للسائق ثم أخرج حقائبهم وجرها خلفه حتى الباب وكانت هي تتجول بنظرها في كل مكان وتحدق بالباب الخشبي الجميل حتى وجدته يخرج المفاتيح ويضعها في القفل لينفتح ويدخل هو أولا ومن ثم تبعته هي وبمجرد ما وقع نظرها على المنزل الريفي والعصري من اللون البني وأمامه حوض سباحة كبير وحوله حشائش خضراء قصيرة مع طاولة دائرية وحولها اريكة متسوطة الحجم .. كان منزل صغير جدا يكفي لشخصين أو عروسين اتو لقضاء عطلة رومانسية .
ظلت تحدق به بانبهار حقيقي وسعادة بالغة حتى نظرت له وقالت بفرحة 
_ هو ده المكان يازين !
اماء لها برأسه في ابتسامة عريضة ثم تحرك أمامها هاتفا بغمزة ماكرة 
_ تعالي اتفرجي عليه من جوا كمان هيعجبك أكتر
لم تركز كثيرا على نظرته ورفعت النقاب عن وجهها وأخذت تتلفت حولها بإعجاب شديد وهي تسير خلفه حتى رأته يفتح الباب الزجاجي الجرار ويدخل لداخل المنزل واسند الحقائب بجانب الباب واستدار لها نصف استدارة ومد يده فشبكت كفها بكفه وسارت معه تتجول في ارجاء المنزل الخشبي لم يكن هناك سوى حمام ومطبخ خارجي صغير جدا وغرفة نوم رائعة وعندما وصلا لغرفة النوم وتفحصتها بإعجاب هاتفة برقة 
_ الله جميلة جدا .. والبيت كله جمييييل أوي يجد يازين وجو الكيوخ والبيوت الريفية دي بحبه جدا على فكرة .. بس ده مفيش غير اوضة وحمام
تم نسخ الرابط