روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

بنبرة عادية فبدت له غير مكترثة 
_ اتفضل
سكت لبرهة يحدق بها وبطريقتها التي ردت بها ثم سألها بترقب 
_ هو إنتي كنتي عارفة إن أنا المهندس اللي هشتغل معاكي
لماذا تصر على إيقاعي في شباكك توقف أرجوك فأنا عقدت وعد مع نفسي ومع أخي بأني سألتزم حدودي مع أي رجل قالت هكذا لنفسها لتسمع الرد من عقلها وهو يجيب عليها منزعجا ومازالتي عند وعدك هل هو تخطى حدوده لأنه سألك سؤالا بسيطا ليس بس أي شيء خطأ هو فقط يتحدث معك في حدود العمل !! .
انتشلها من صراعها الداخلي صوته وهو يهتف باستغراب 
_ رفيف !!
انتفضت وابعدت عيناها عن الهاتف لتثبتها عليه وتقول باعتذار وحياء 
_ آسفة بس سرحت في حاجة في الفون وركزت فيها .. إنت كنت بتقول إيه معلش 
حدجها بريبة حقيقة ونظرة كانت قوية بعض الشيء ثم عاد يطرح سؤاله عليها بجدية 
_ كنت بقولك إنتي كنتي عارفة إن أنا المهندش اللي هشتغل معاكي ولا لا 
ردت بارتباك ملحوظ وهي تبتسم 
_ الحقيقة لا هو زين فاجئني مرة واحدة أساسا بموضوع الإدارة تبع المطعم ده ولما عرفت إن إنت المهندس اندهشت جدا
_ ليه !
قالها بنوع من الفضول فتجيب هي بارتباك أشد حين سألها عن السبب وتذكرت بأن سبب دهشتها هي أنها ستعمل معه ! ولكنها بالطبع لم تخبره بهذا وستخترع سبب ! 
_ أصل الصراحة أنا مكنتش أعرف إن إنت مهندس نهائيا ولا حتى ملاذ جابتلي سيرة عن كدا .. وإنت كنت تعرف ولا لا إن أنا هكون المديرة 
هز رأسه بالإيجاب وقال باسما 
_ أكيد .. زين من فترة كنا أنا وهو بنتكلم في موضوع المطعم والتعديلات اللي لازم تتعمل وقالي إنك هتمسكي الإدارة وهتكوني معايا في الشغل
_ آهاا على سيرة الإدارة فكرتني أقولك مبروك .. زين قالي امبارح إنه اداك الإدارة معايا يعني بقينا شركاء
قال ببساطة وهدوء 
_ أنا كنت متفق معاه من البداية إني هعمل التعديلات في المطعم بس لأنه فاتحني في الأول على موضوع يخليني أنا المدير ورفضت ولما رفضت مسكها ليكي ودلوقتي برضوا نفذ اللي في دماغه واجبرني للأسف
ضحكت بخفة وقالت بإيجاب ومرح 
_ أيوة زين عنيد ومحدش بيقدر يعانده .. هو واثق فيك وعارف إنك قدها وهتحافظ على المطعم ثم إني عارفة السبب الحقيقي اللي خلاه يعمل كدا !
_ إيه هو !
_ أنا فاهمة تفكير زين أوي هو تلاقيه فكر إني لسا حتى متخرجتش ومعنديش خبرة كفاية وخاف أعمل حاجة غلط وعشان هو مش عايز يشغل دماغه بحاجتين زي ما قولت الشركة والمطعم فخلاك شريك معايا عشان عارف إنك هتفهم اكتر منى
غمغم بابتسامة عذبة ونبرة

رخيمة 
_ ممكن يكون فكر كدا فعلا بس أنا موجود أهو وهنظبط كل حاجة بإذن الله ومتقلقيش حتى لو معندكيش خبرة دلوقتي مع الوقت هتكتسبي الخبرة أكيد
هزت رأسها توميء على كلامه بالتأييد وهي تطالعه بابتسامة رقيقة ثم اخفضت نظرها لهاتفها مجددا تعبث به بعشوائية وهو عاد يتابع حركات العمال ومن بين آن وآن يلقى نظرة سريعة عليها !! .
ترجلت من السيارة مدخل المقاپر وانتظرته حتى نزل هو أيضا والتف ناحيتها ليراها متصلبة تحدق أمامها بأعين تائهة وحزينة لتسمعه يهمس باحتجاج 
_ عرفتي ليه مكنتش عايز أجيبك
نظرت له وقالت بنفس نظرتها التائهة 
_ حلمت بيه امبارح ياكرم هو وماما
تنهد بعمق ثم شبك كفه بكفها وسار معها ناحية غرفة معينة والتي تضم قبر شقيقها وأمها .. صعدوا درجتين من السلالم ثم فتح هو الباب ودخل أولا وتليه هي .. كانوا القربين بجانب بعضهم وبينهم مسافة تكفى لعبور شخص فوقفت ورفعت يدها تبدأ في قراءة سورة الفاتحة وكذلك هو الذي كان يقف خلفها وحين انتهت مدت يدها في حقيبتها الصغيرة تخرج مصحف صغير نسبيا وتبدأ في قراءة سورة يس بصوت مسموع .. مرت دقائق قصيرة وبدأت بحة صوتها ترتفع كإشارة على انفجارها في البكاء فتمالكت نفسها بصعوبة حتى انتهت من القراءة ثم وضعت المصحف في حقيبتها من جديد ودفنت وجهها بين كفيها تاركة لدموعها العنان فاڼهارت باكية بنشيج مرتفع وصل لأذنيه 
_ خلاص ياشفق متخلنيش اندم إني جبتك
اجهشت في بكاء حار وهي تهتف بصوت متحشرج 
_ آخر مرة جيت هنا .. كان قبر سيف بس اللي موجود دلوقتي بقى هو وماما اتحرمت منهم هما الأتنين مرة واحدة وفي لحظة
لم يجيبها فقط كان يستمع لحديثها ويتركها تفرغ مافي نفسها كله له ولكن بكائها لم يهدأ فقال بخفوت وحنو 
_ طيب مش كفاية بقى ولا إيه .. يلا بينا
ابتعدت عنه وجففت دموعها وهي توميء له بالإيجاب فسبقها هو للخارج وانتظر حتى خرجت واغلق الباب ثم ساروا عائدين إلى السيارة .
حرك المحرك وقبل أن ينطلق نظر لها وقال بلطف وشيء من الحماسة 
_ إيه رأيك نروح نفطر برا النهردا !
تفهم جيدا أنه يفعل ذلك حتى يخرجها من حالة كآبتها وحزنها هو بالفعل فريد
تم نسخ الرابط