روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

ندمه واعتذاره ورغبته في إصلاح ما افسده بعلاقتهم .
استقامت تصيح باندفاع واستياء 
_ لا اثبتلي ندمك فعلا وإنك فعلا عايزني اسامحك إنت أساسا متغيرتش عشان توريني حسن القديم .. إنت لسا زي ما إنت ومش هتتغير فمتحاولش تضحك عليا بكلمتين لإني كل ما بقول ده بدأ يتغير فعلا بتثبتلي العكس بكرهك ياحسن صدقني بكرهك وبكره انانيتك .. انت من بداية جوازنا مكنتش عايزاني واتجوزتني مش اكتر لكن متقولش اني هددتك والكلام الفارغ ده لأنك لو كنت عايز تتصرف معايا كنت اتصرفت فمتقوليش دلوقتي إنك عايزاني بجد
ادرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه فهو لم يكن يقصد قول هذا فقد قاده غضبه وغيرته لطرق مظلمة فحجب رؤيته عن الخطأ والصح ووجد نفسه يتفوه بكلمات لا يدري خطورتها !! .
استقام هو الآخر وتمتم بنظرات هدأت حدتها وحملت الأسف 
_ يسر أااا
صړخت بصوتها المرتفع وهي تشير بسبابتها على الباب 
_ اطلع برا مش عايزة اشوفك .. مش طايقة اسمع صوتك حتى برا ياحسن
_ اطلع برا
رفع كفيه لأعلى وهو يتراجع للخلف متمتما باستسلام وبعض الدهشة من انفعالها البالغ 
_ تمام تمام هطلع خلاص اهدى
ظل يتراجع حتى وصل للباب وفتحه ليليقى عليها نظرة حزينة وأخيرة قبل أن يستدر وينصرف تاركا إياها بين دموعها التي انسابت على وجنتيها !! .....
كانت تجوب بالغرفة إيابا وذهابا تنتظر خروجه من الحمام وهي تستشيط غيظا .. لا تفهم سبب تصرفه بالأمس ولما يتدخل ويمنعها من استكمال دراستها ألم تسرد له كل شيء كما حدث

واوضحت له أنها بريئة ولم تفعل شيء عن إرادة ولن تفعل حتى لو عاد بها الزمن .. ولكنه لا يصدقها رغم كل ماقالته ويراها فتاة فاسقة بإمكانها أن تفعل أي شيء يخل باسمه واسم العائلة !! .
رفع حاجبه وسألها بعدم فهم حقيقي 
_ بعمل إيه !!
_ ليه رافض اروح الكلية ياعلاء واكمل دراستي
ابتعد من أمامها وسار باتجاه المرآة يقف أمامها ويجفف شعره متمتما بجفاء وعدم اكتراث مزيف 
_ بتسألي اسئلة إنتي عارفة اجابتها كويس أوي وأظن الإجابة بسيطة جدا وهي إني مش واثق فيكي وللأسف إنتي مراتي دلوقتي وأي حاجة هتعمليها هتمسني أنا
صاحت منفعلة باستياء 
_ أنا حكتلك كل حاجة وفهمتك وإنت مش واثق فيا لسا .. أنا يمكن غلطت في حجات كتير بس مستحيل اخونك ثم إن دلوقتي أنا أهم حاجة بنسبالي دراستي ومش هروح الكلية عشان اكون صدقات أو علاقات أنا رايحة ادرس
ابتسم مستنكرا يتمتم بعدم ثقة 
_ وأنا إيه اللي يضمني إنك متعمليش حاجة !
أصدرت زفيرا مرتفعا وقالت بنفاذ صبر محاولة اقناعه 
_ إنت وديني الكلية وخدني منها عشان تتأكد بنفسك إني مش بعمل حاجة ولا بقعد مع حد .. حلو كدا !
طال نظراته الجامدة وهو يفكر بالإذعان لها حتى وجدها تهتف راجية 
_ ارجوك ياعلاء وافق .. أنا بجد محتاجة جدا أكمل دراستي مش عايزة اخسر دي كمان
استسلم أخيرا وقال بصرامة وهو يلقي الأوامر والتعليمات 
_ طيب بس هيكون في قواعد وتعليمات لو كسرتي حاجة واحدة منهم مش هيعدي الموضوع من غير عقاپ
هزت رأسها بالموافقة عدة مرات متتالية وهي تضحك بوجه عادت اشراقته 
_ تمام اؤمر باللي إنت عايزه معنديش مشكلة
بدأ يملي عليها التعليمات في حدة ونبرة حازمة لا تحمل التهاون 
_ هتجيبي هدوم جديدة وواسعة غير اللي معاكي لإن اللي معاكي مش عجباني جدول محاضراتك هبقى عارفه كله هتدخلي امتي المحاضرة وتطلعي امتي ممنوع الخروج من البيت من غير أذني .. مش هتتصاحبي على حد هناك تماما
قالت مندهشة بعفوية 
_ حتى البنات !!
رأت عيناه اظلمت وقال بصوت مرعب 
_ ليه وهو سيادتك كنتي ناوية تتصاحبي على رجالة كمان !
هتفت مسرعة تتلافى خطأها باعتذار 
_ لا لا مش قصدي .. أنا آسفة كمل متخفش هكون في حالي ومش هتكلم مع حد نهائي
هدأت نبرته ونظرته وتحدث هذه المرة بخفوت ولين قليلا 
_ وأخيرا بما إنك مش عايزة تخسري دراستك ومهتمة أوي بيها كدا يبقى مش عايز اشوف أي تقصير في المذاكرة لأن التقصير هيكون بعقاپ أكيد
وجهها يبتسم ببشاشة بالغة وسعادة وهي توميء له بالموافقة على كل تعليماته الصارمة ليحدجها بنظرة فاحصة ودقيقة على فرحتها المفرطة ثم يستدير ويسير لخارج الغرفة ولكنها استوقفته هاتفة 
_ علاء
توقف والټفت لها برأسه فهمست هي مترددة پخوف بسيط 
_ ينفع صديقة واحدة !
تقوسا حاجبيه وظهر الغيظ عليه لتتراجع هي فورا تجيب بدلا عنه بالإجابة التي قالها بشكل غير مباشر عن طريق معالمه 
_ لا مش كدا ! .. تمام خلاص أنا أساسا مش عايزة اصاحب حد كنت بقول كدا بس
كانت تهتف بكلماتها هذه في امتعاض وضيق واضح كمن يقنع نفسه بأنه لا يريد الشيء حتى لا يحزن أكثر تنهد مغلوب على أمره وإذا بها تراه يرفع سبابته يقول من خلال حركته هذه واحدة فقط
كانت على وشك الوثب قفزا من فرط سعادتها فتمالكت نفسها وسيطرت عليها حتى رحل وانطلقت هي تصدر
تم نسخ الرابط