روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
وابتسامتها لا تزال على شفتيها
_ أنا عرفت من إسلام إنك من عشاق القراءة والكتب فقولت أجيبك تشوفي ده وتعرفي إنك مش لوحدك اللي مچنونة كتب والأوضة اللي في بيتنا اللي قولتلك محدش يفتحها لما تروحوا هناك إنتي ومامتك وأهلك دي ناوي أعملها زي دي بس نخلص من الحجات الأهم الأول وبعدين إنتي تعمليها على ذوقك وتختاري الوانها والخشب وكل حاجة
_ بتتكلم جد هتبقى عندنا اوضة في البيت زي دي
كان صمته وابتسامته إجابة توكد لها سؤالها فوضعت كفها على فمها تكتم ضحكتها التي انطلقت من فرط سعادتها بما أخبرها به للتو وبعد ثواني تهتف من بين ضحكاتها بعفوية لما تتحدث بها معه من قبل
أجابها مشاكسا بنظرة اربكتها كثيرا
_ هعتكف معاكي !
تلاشت ابتسامتها تدريجيا من نظرته وحاولت الفرار منه عن طريق تجولها في جميع أركان الغرفة تتفحص كل الأرفف المقسمة بانتظام إلى قسم يحوي كتب الدين والسيرة النبوية وإلى قسم الفلسفة وعلم النفس وإلى قسم العلوم البيئية المختلفة وغيره كثيرا من الأقسام ولكنها توقفت حين رأت القسم الذي يضم كتب باللغة الإنجليزية فالتفتت له برأسها وقالت باسمة
ضحك بخفة وأردف بخفوت يسرد لها قصة هذه الغرفة
_ مكنتش بحب آجي الشركة هنا أبدا كان عندي حاولي عشرين سنة وأنا من صغرى بحب الكتب فبابا الله يرحمه عشان يحببني في الشغل وإني آجي هنا عملي المكتبة دي ومن وقتها وأنا مبقتش اتأخر على الشركة يوم واحد ولغاية دلوقتي بخلص الشغل في المكتب وباجي أقعد هنا وأحيانا برجع البيت بعد الفجر بكون ماخد الليل كله هنا ولما بيأذن الفجر بروح اصلي في الجامع وبعدين برجع البيت ومش عايز أصدمك وأقولك إني قريت الكتب دي كلها أكتر من تلات مرات يعني حافظها
_ طيب والوقت اللي كنت بتقضية في قراية الكتب دي مكنش بيخليك تقصر في فروضك ولا حق ربنا عليك بما إني أعرف إنك ماشاء الله عليك ملتزم في كل حاجة
أصدر تنهيدة حارة ثم اقترب وجلس بجوارها مجيبا بهدوء
سنين كتار أوي وكافيين جدا إنهم يخلوني أحلص ده كله وأعيد قرايته من أول وجديد حتى لو مكنتش بستغل كل وقت فراغي في القراية كل ما في الموضوع إني برتاح في القعدة هنا جدا
عادت لواقعها واستندت بذراعها على حافة الأريكة المرتفعة وكفها مكانه على وجنتها قائلة وهي متشبعة بحرارة الحديث معه محاولة التصرف بطبيعية وإقناع عقلها وقلبها بأنها تحبه !!
_ وطبعا مش محتاجة تفكير إن اكتر رف محبب لقلبك هو رف كتب الدين والسيرة
ضحك لطريقتها الجديدة في التحدث وتشدق مؤكدا ما قالته
_ أكيد أهو ده بقى بذات أنا حافظه زي اسمي بظبط من كتر ما قريته كذا مرة
عم الصمت بينهم للحظات وهي تعود وتعلق نظرها على الكتب لتسمع صوته المترقب والرخيم يقول
_ منتظمة في الصلاة ياملاذ
استقر نظرها عليه ولكن سرعان ما اجفلته وقالت بضيق وحياء
_ مش أوي أحيانا بقطع وحاولت كذا مرة انتظم بس باخد فترة زي شهرين أو أكتر وبرجع أقطع تاني ومش عارفة أعمل إيه !
أخذت نفسا عميقا ثم أخرجه زفيرا متمهلا وهتف برفق به شيء من الحزم
_ غالبا ده بيبقى بسبب إن إنتي متعودتيش على الصلاة من صغرك فبتلاقي صعوبة في الالتزام لكن أكتر حاجة تخلي قلبك يجري على الصلاة جرى إن الله سبحانه وتعالى بينادي عليكي ويقولك يلا تعالي حي على الصلاة يعني يلا جري على الصلاة الفلاح اللي هو فلاح الدنيا والآخرة ووقت ما تسمعي حي على الفلاح دي تجري على الصلاة فهل يصح أو يحق أو يجوز إن الله عز وجل بينادي عليكي ومتروحلوش وعايزة تعرفي تعملي إيه تسيبي اللي في إيدك أول ما
متابعة القراءة