روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود

موقع أيام نيوز

كل حاجة .. أنا مليش غيرك ومحدش بيحبني غيرك ابوس ايدك متقسيش قلبك عليا
صاحت بها الجدة بجفاء وڠضب 
_ إنتي مۏتي بنسبالي بعد عملتك المهببة دي انسيني واعتبري جدتك ماټت ويلا امشي ومتخلنيش اشوف وشك تاني
چثت اسفل قدماها هاتفة بتوسل ونظرات منكسرة وباكية 
_ لا إنتوا فاهمين غلط أنا مظلومة .. أنا معملتش حاجة غلط صدقيني يانينا
احست بأنها ستلين أمام نظراتها وتوسلاتها فاشاحت بنظرها عنها وصاحت بأعلى صوت لديها 
_ هدي .. هدي !!
وثبت هدى واقفة على أثر صياحها وكذلك علاء بعدما ظنوا بأن مكروه قد اصاب ميار وبالأخص بعدما روى لها عن محاولة انتحارها بالأمس اندفعوا إلى الطابق الاعلى حيث غرفة الجدة اقترب علاء منها ومسك ذراعها يساعدها على الوقوف بينما هدى فاقتربت من الجدة التي نظرت لعلاء وقالت بقسۏة 
_ خدها ياعلاء ومتجبهاش تاني هنا
رمقتها ميار بدهشة وأعين عاجزة ولم تعارض علاء مطلقا حيث وقفت وسارت معه بالخارج وهي في حالة من الصدمة كان يمسك بذراعها ويسير معها بهدوء للخارج لتنظر له بمجرد ما أن غادروا غرفتها وتقول بيأس ونظرات مهمومة تعبر عن صدق كلماتها 
_ قولها إني معملتش حاجة
ثم نظرت أمامها وقالت بفراغ كشخص ليس بعالمنا الواقعي 
_ محدش عايز يصدقني ولا يسمع مني حتى كلكم شايفيني مذنبة من غير ماتسمحولي اتكلم ولا اقول الحقيقة
اشفق عليها بشدة واحس بأنها صادقة وقد تكون الحكاية ناقصة للجميع وهم لا يعرفون سوى نصفها أو جزء منها .
وصلوا للسيارة وفتح لها الباب لتدخل ويغلقه ثم التف واستقل بمقعده المخصص للقيادة ليسمعها تهمس پألم وعدم وعي وعينان معلقان على الخارج من زجاج السيارة دون أن تنظر له 
_ أنا كنت عايزة أموت ليه نقذتني امبارح وودتني المستشفى .. فكرك إني كدا خلاص يعني ! لا ده أنا هفضل احاول اڼتحر لغاية ما هتلاقوني في مرة مېتة فعلا ومش هتقدروا تلحقوني زي إمبارح
أصدر زفيرا عاليا مغلوبا على أمره ثم حرك محرك السيارة وانطلق بها وهو يلقي نظرة عليها من آن لآن لا يدري أيسمع لقلبه الذي يخبره بأنها تقول الحقيقة وقد يكون ظالمها كالجميع أم يسمع لعلقھ الذي رأى الصور !! .......
في مساء ذلك اليوم ......
لملمت شفق صحون العشاء بعد أن انهو وجبة عشائهم هم الأثنين وذهبت للحمام لتغسل يداها ووجهها وفمها جيدا بفرشاة الاسنان ثم خرجت وظنت بأنها ستجده أمام التلفاز ولكنه ذهب للغرفة واغلق الستائر والمصباح رأته متسطح على الفراش فقالت باستغراب 
_ إنت هتنام !
أجابها بصوت مرهق وناعس 
_ أها تعبان جدا من الشغل وعليا النوم جدا
ثم اغمض عيناه واستعد النوم فهرولت وجلست بجواره تهزه في كتفه برفق وتهتف بعبث 
_ لا قوم اقعد معايا همل وحدي
_ نامي جمبي ياشفق وبكرا هنقعد مع بعض كتير لإني مش رايح الشركة
قالت وهي تزم شفتيها بحزن طفولي واحتجاج 
_ كرم قوم بقى بلاش بياخة أنا مش عليا النوم دلوقتي
مسك بذراعها يميلها للخلف لكي تتمد بجواره متمتما بصوت يغلبه الخمول 
_ نامي وسبيني انام ياشفق والله ما قادر افتح عيني من التعب
لوت فمها بضيق وطالعته بزعل فكادت أن تنهض وتتركه لولا أنه جذبها لترتد على الفراش وتتمدد بجانبه ولكن المشكلة لا تكمن هنا بل حين وجدته يقول بنبرة خاڤتة وناعسة 
_ نامي ومسمعش صوتك
دار بؤبؤ عيناها في كل ارجاء الغرفة واجتاحتها رعشة أشد من التي اصابتها حين قبلها في صباح اليوم فخرج صوتها متعلثما ومضطربا 
_ كرم ااا.......
_ شششش اقفلي ده ونامي بسكات
ثم ترك حرية فمها وسحب الغطاء عليهم ليستسلم لسلطان نومه ويغطس معه في ثبات عميق بظرف لحظات قليلة ظلت عيناه مفتوحة على أخرها لا تستطيع النوم من فرط توترها حتى عادت تهتف بخفوت من جديد بعد دقائق 
_ كرم !
لا يوجد أجابة .. عادت تهتف باسمه مجددا ولكن الاجابة نفسها الصمت !! فالتفتت برأسها للخلف وكان قد نام بعمق فافترت عن ابتسامة عريضة ومغرمة .....
خرج علاء من الحمام بعد أن أخذ حمام دافيء وسريع ونظر لها فوجدها على حالها منذ أن رجعوا للمنزل في الصباح بعد زيارتها للجدة تجلس على الفراش وتضم ساقيها وعيناها تذرف الدموع في صمت فتنهد بخنق وقال بجدية 
_ كفاية ياميار .. تيتا رد فعلها طبيعي لإنها لسا مش قادرة تنسي اللي عملتيه زينا كلنا ومع الوقت هتسامحك
حدجته بوهن وتمتمت في ضعف وأعين منطفئة 
_ أنا معملتش حاجة ياعلاء تعاقبوني عليها بالكره والنفور ده .. على الأقل إنت صدقني واسمع مني بعدين احكم !
تنهد بحرارة ثم اقترب وجلس على آخر الفراش هاتفا باستسلام 
_ قولي ياميار .. أنا سامعك أهو
بدأت تسرد له بأدق التفاصيل بضبط كما حدثت كالآتي 
_ أنا فعلا غلطانة في حجات كتير وكنت متحررة في تعاملي مع أي راجل بس موصلش

بيا التحرر للدرجة دي أكيد ..اليوم اللي حصل فيه الكلام ده كان قبل ما ننزل مصر بفترة قريبة جدا وكان في حفلة عيد
تم نسخ الرابط