روايه كاملة بقلم الكاتبه ندي محمود
المحتويات
واحافظ عليكي عشان دي مسئوليتي تجاهك وإنتي مهملة اللي حصل النهردا ده ميتكررش تاني مفهوووم
كان توبيخه لها قاسې بشدة وبالأخص لأنها لم تعتاد منه على التوبيخ والحدة في الكلام وفقط اعتادت علي لطافته ومعاملته الطيبة ورقته في الحديث فتركت كلماته ونظراته ونبرته أثرا سلبيا في نفسها الرقيقة ونجحت دموعها في اختراق الحصون حيث هطلت على وجنتيها وهي تهز رأسها له بالموافقة والخضوع ثم اندفعت نحو غرفتها تنعزل فيها قليلا عن أي شيء !!
ثم هتفت هدى متعجبة عندما انتظرت للحظات أن يأتي ابنها خلفها وينضم لهم أيضا ولكن لم يأتي
هزت رأسها بالتفي واجابت عليها في أدب وابتسامة عذبة
_ لا زين طلع من الساعة 7 عشان معاه شغل مهم واجتماع وقالي إنه هيخلص وياجي يعني ممكن كمان شوية وياجي
_ طلع من غير مايفطر
زمت شفتيها للأمام تؤكد على سؤالها بالإيجاب لتسمع صوت الجدة وهي تهتف بحزم ونظرة متقدة
_ مينفعش تخلي جوزك يطلع من غير فطار
_ والله حاولت معاه بس هو كان مستعجل وحضرتك عارفة إنه عنيد أكيد وقالي هيفطر في الشركة واتصلت بيه قبل ما انزل ليكم عشان اتأكد قالي فطرت
_ على حد علمي إن زين مبيطلعش من غير فطار أبدا ومش بياكل من restaurants مطاعم بالألمانية
إنت اصمتي ولا تتحدثي أبدا فكم أود أن
_ اهاا عندك حق بس أصل في حاجة كدا مضايقاه وسدت نفسه عن الأكل تحبي تعرفي إيه هي !
وضعت رفيف الجالسة بجوارها كفها على قدمها من اسفل المائدة لتهدئها وهي تنظر لها بابتسامة مزيفة ففهمت ما ترسله إليها من خلالها لتصمت وهي تصر على أسنانها بغيظ أما الجدة فقد ابتسمت بلؤم وتبادلت النظرات هي وحفيدتها وعندما لاحظت نظراتهم شعرت بأنها ستفقد زمام نفسها فهبت واقفة وهي تعتذر منهم وعادت لغرفتها لتتأفف هدى بخنق وتنظر للجدة في جدية وضيق فتبادلها هي نظرات غير مكترثة وكذلك رفيف التي لم تتحمل الأجواء الموترة للأعصاب واستقامت وهي تقول
_ لا ياحبيبتي عايزة سلامتك خلي بالك من نفسك
اماءت لها بالموافقة ثم اتجهت نحو الباب وفتحته فتندهش بأخيها وهو يحدقها بحنو ثم دخل وبدأ في نزع حذائه عنه وهو يقول
_ السلام عليكم
_ اقعد افطر ياحبيبي
_ فطرت الحمدلله ياماما .. امال فين ملاذ مش بتفطر معاكم ليه
اجابته هدى في اختناق
حدق بها بأعين تحاول قراءة ما يحدث بسبب نبرتها ونظرتها ولكنه فشل فسأل في ريبة
_ ليه !
القت أمه نظرة ممتعضة على الجدة بها شيء من عدم الحيلة لينقل نظره هو لجدته وسرعان ما توقع الذي حدث لتتبدل حالته من الهدوء والبشاشة إلى الضجر وكانت نظرته لجدته كفيلة لتوضح كل شيء يود أن أن يقولها لها ثم تركهم واتجه نحو غرفته وكانت ميار تتحرق غيظا فهو لم يلقي عليها نظرة واحدة فقط وكأنها نكرة !! .
فتح الباب ثم دخل واغلقه خلفه بهدوء ليلقى نظرة عليها فيجدها تجلس على حافة الفراش وساقيها تهتز پعنف من فرط غيظها وتفرك اصابعها ببعضهم فزدادت ريبته وظن بأن الأمر جديا بالفعل بما إنها غاضبة لهذه الدرجة
_ حصل إيه تحت !
نظرت له وقالت في اقتضاب وأعين تشتعل بنيران حمراء
_ محصلش حاجة بس لو كنت قعدت ثانية واحدة كمان كان هيحصل وكنت هتاجي تلاقيني
جايبة بنت عمك الحرباية دي من شعرها
لم يبدي أي ردة فعل وبدا هادئا تماما وهو يعاود سؤالها
_ حصل إيه للعصبية دي كلها !
لم تجيبه على سؤاله ولكنها عادت تعيد ما قالته تلك الأفعى الشقراء تقلدها بحركات يد مضحكة
_ اللي أعرفه إن زين مش بيطلع من غير ما يفطر ومش بياكل من restaurants .. بنت مستفزة صحيح !!
ثم عادت تثبت نظرها عليه وهي تهتف في أعين ڼارية وملتهبة بنيران الغيرة
_ هي تعرف منين إنك مش بتطلع من غير فطار ومش بتاكل من مطاعم !!
انحرفت شفتيه لليسار قليلا لتظهر عن ابتسامة خفيفة حين رأى نيران الغيرة بعيناها وهي تأكلها أكل وقال بصدق وهو يضحك
_ هي قالتلك كدا !!! معرفش عرفت إزاي ممكن تكون جدتي قالت ليها !
_ بس وحياتك لاوريها البنت الرخمة دي
هتف ببساطة وابتسامته لم تفارق شفتيه
_ أنا مش قولتلك نرجع بيتنا أفضل بس إنتي اللي صممتي
متابعة القراءة