الجزء الاول من الرواية بقلم الكاتبه المبدعه مروه جمال كاملة لجميع فصول الرواية همس الجياد

موقع أيام نيوز

يسمح بذلك ............
تلك هي أول عطلة تقضيها بالمنزل ................ مر حوالي شهر منذ غادرت أول مرة ............. لم يتغير شئ........... الأثاث مرتب كما هو ............رائحة التوابل القوية تنبعث بقوة من المطبخ حيث تقبع والدتها منذ أمس تحضر لها كافة صنوف الطعام وكأن الطعام هو ترحيبها الخاص جدا لكل عزيز ..........وأخيها الأصغر ېصرخ أمام ما يسمى بالبلاي ستيشن وكأن خسارته حقيقية وأبيها ............ جالس كعادته يتصفح الجريدة بإهتمام على الرغم من أن أكثر صفحاتها أصبحت مخصصة للإعلانات !!!!
كان عبد الرحمن يتفحص الجريدة بعين ويراقب إبنته الصغرى بعين أخرى كانت تبدو وكأنها غابت عنهم ليس فقط لشهر واحد بل ثمان أشهر .......... نعم هي غائبة عنهم منذ مۏت شريف الآن فقط عادت .......... أصابه بعض القلق عندما إنزوت بغرفتها لفترة ولكنه قرر أن يطرد أفكار الشيطان من رأسه ............
وعلى جانب آخر كانت هي تتعمد عدم فتح النافذة ........... وكأنها كانت تخاف مراقبة الشرفة ........... حتما تغيرت ........... ربما تلمح رجل آخر أو ظل إمرأة بمكانه وربما لا ............ربما تجد الشرفة كما هي ...........نعم ربما تتجسد ذكراها من جديد ............. تبددت أحلامها بمجرد أن فتحت النافذة ......... شهر ........... شهر واحد بدل كل شئ ............ إختفى المقعد الهزاز الذي كان يجلس إعتاد على الجلوس به ووضعت مكانه خزانة قبيحة تحمل صنوف من الثوم والبصل !!!!!
إمرأة شاكية تصرخ بأطفالها وهي تقوم بنشر بعض الملابس الغير متناسقة ....... أغلقت النافذة سريعا ........لقد رحل حقا ......... نعم رحل منذ ثمان أشهر وتغير كل شئ رغما عنها ..............
طرقات والدها على الباب تزامنت مع إغلاقها للنافذة.......... لم تستطع أن تخفي عبراتها ........... جلس عبد الرحمن بجانب إبنته وجذبها لتستند على صدره وقال ناس مزعجين قوي ......... بس إحتمال يمشوا كمان شهرين أو ثلاثة
إيناس هما مين دول
عبد الرحمن اللي سكنوا في شقة شريف
إيناس خلاص............... مبقتش شقة شريف
عبد الرحمن لو متضايقة ممكن أرجع أستأجرها تاني
رفعت رأسه وقالت بإصرار لأ
عبد الرحمن لأ مش عايزة
إيناس ملوش لزوم ولا معنى ......... ولا حيجمل الحقيقة ........... بس هو عايش جوايا يا بابا والله عايش جوايا
عبد الرحمن عارف يا حبيبتي ...........عارف
إيناس طيب ليه المفروض أنساه ليه إنتم عايزيني أنساه
عبد الرحمن لا إحنا مش عايزينك تنسيه ..........حتنسي جوزك إزاي ........... مستحيل حتنسيه ........إحنا بس خفنا تنسي نفسك ولو نسيتي نفسك حتنسيه يا إيناس
إيناس بس أنا خاېفة أنساه ولو نسيته حانسى إيناس اللي أعرفها حابقى واحدة تانية
إبتسم عبد الرحمن لصغيرته وتابع عارفة الدنيا دي يا إيناس علطول تعاكسنا ............تتلون من حوالينا ...............تفتكري حنفضل زي ما إحنا ولا حندخل جوه اللوحة ونبقى جزء منها
إيناس بس بمزاجنا ولا ڠصب عننا
عبد الرحمن الإتنين ما هو يا كده يا حننقرض زي الديناصورات
إيناس بس مش شرط التغيير يكون للأحسن
عبد الرحمن عارف بس برده ضروري
أنا مثلا إتغيرت عبد الرحمن الأب والجد غير عبد الرحمن الشاب المتسرع اللي كان واخد الدنيا في دراعته
إيناس ودلوقتي
عبد الرحمن دلوقتي كل همه يحوط عليكم ..........
إيناس وسعيد ولا كنت زمان سعيد أكثر
عبد الرحمن لا طبعا دلوقتي سعيد أكثر عارفة ليه
إيناس ليه
عبد الرحمن علشان كل يوم بيعدي في عمري بفهم نفسي أكثر وبكتشف حاجات جميلة كانت غايبة عني زمان .........
إيناس بابا مكنتش أعرف إنك فيلسوف
عبد الرحمن ضاحكا فيلسوف مرة واحدة طيب ماتقوليش لأمك ....... خليها مع الثوم والملوخية بتاعتها ........ بس بصراحه أنا جعت من الريحة
إيناس وانا كمان
عبد الرحمن يبقى ناكل ونشرب شاي ونتفرج على التليفزيون ونبطل تفكير هه
قال ذلك وقد ضربها برقة على رأسها ثم تابع سيبيها كده بالبركة وقومي صلي وإدعي لشريف يا حبيبتي لا ينقطع عمل إبن آدم إلا من ثلاث
إيناس وقد تجمعت العبرات بعينيها صح ......... أنا لازم أدعيله كتير يا بابا وكمان حاعمله صدقة جارية .............بكرة حانزل أعملها يا بابا علشان خاطر شريف
عبد الرحمن حاضر يا حبيبتي فكري إنتي عايزة تعملي ايه وبكرة حاجي معاكي
وبالفعل قضت إيناس ليلتها تصلي وتدعو لزوجها الراحل وتفكر في الصدقة الجارية فقد أضاعت ثمان أشهر في الذكريات فقط ............ وربما حان الآن وقت شريف لعلها تستطيع أن ترسل له برقيات متقطعة من عالم الأحياء .
 
 
بخطوات واثقة كان يتجه نحو البناية مرت حوالي ثلاث سنوات ............. كانت تبدو قاتمة ............قبيحة هل حقا تغيرت البناية أم هو من تغير ففي زيارته الأولى كان مدفوعا برغبة عارمة من أجل الحصول على ما يريد .............. ولكن الآن الأمر إختلف ...........
وصل أخيرا لباب الشقة وبيد واثقة دق الجرس ............ يكاد يستمع لخطواتها وهي تقترب من الباب ...........وبسعادة ممزوجة بثقة إستقبلته عيناها ... تنطق بعبارتها بدلال كنت مستنياك !!!!!
دلف بهدوء بعد أن نظر بثقة لعيناها علاجك عندي
تركته وتوجهت للداخل ثم عادت وبيدها أنبوب صغير .............وضعت القليل من محتواه على أصابعها وإقتربت منه ........إبتعد عنها بدهشة قائلا
تم نسخ الرابط