روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر

موقع أيام نيوز

 


كنت نفسي......
توقفت فجأة بأعين غائمة تناظرها باضطراب وتردد فتابعت كاميليا تكمل لها
انتي نفسك مكنتش مقررة ولا عاملة حسابك على ده اننا نرجع تاني لبعض.
اكتنفها شعور بالخزي حتى لم تقوى على مواجهتها حتى بالنظر لتطرق برأسها نحو الدمية أشفقت كاميليا لتلطف الحديث بحكمتها
هوني على نفسك يا قلبي أنا قولتلك ان مهمها حصل ما بينا عمر الډم ما هيبقى مية ومهما انتي بعدتي ولا سافرتي برضوا مكانك هيفضل وسطنا والأوضة دي هتفضل على حالها مستنياكي .

تعلم أنها صادقة في محبتها ولن تحنث بوعد حتى لو غير منطوق وهذا ما يزيد عليها ويجعلها ساخطة على كل السنوات التي مرت عليها وهي منبوذة باختيارها وحيدة حمقاء دمية كالتي تحملها الان.
شعرت بها كاميليا فلم تنتظر الإذن لتقترب منها وتضمها إليها تلقفت الأخرى الدعوة لتضغط بذراعيها حولها تذرف الدموع بلوعة اشتياق كانت تنكره خلف كبرياء زائف الحاجة المؤلمة للدفء وحنان الأشقاء وقد افتقدته كثيرا كثيرا جدا. 
قبلتها كاميليا على جبهتها قبل أن تتنبه معها على طرق باب الغرفة والخادمة تقول بلهاث
طارق باشا پيتخانق مع واحد تحت بيقول انه جوز الهانم .
حينما عادت صبا إلى منزلهم وقد غمر قلبها بعض الارتياح بعد تأكيد الضابط أمين على اخراج مودة والذهاب بها الى منزلها للبحث عن الخاتم رافعا من ظهرها هم لا قبل له كانت شاردة لدرجة جعلتها لم تشعر بهدوء المنزل سوى بعد فترة من الوقت هتفت بصوتها تنادي عل أحدا يجيبها
يا أهل الدار انتوا فين يا جماعة
خرج إليها صوت زبيدة والدتها من غرفة النوم
تعالي هنا يا بت انا جاعدة 
دلفت إليها على الفور لتفاجأ بها جالسة على ركبتيها فوق الفراش تحاول غلق سحاب حقيبة السفر المفتوحة بعد أن حشرتها بالملابس الكثيرة.
بتكومي في شنطة سفر ابوي ليه ياما
قالتها من قبل حتى القاء التحية مما جعل زبيدة ترد بغيظ
طب ارمي سلام ربنا الأول معلموكيش خالص في المدارس
ضحكت لها معقبة بمزاح
لا يا ست زبيدة معلمونيش المهم بس جاوبني هو ابويا عنده سفر ولا ايه
ردت والدتها وهي تهبط بقدميها عن السرير لتبحث في ادرجة الكمود عن
جوارب القدم لزوجها
أبو جوز عمتك فوزية اتوفى ابوكي مسافر يحضر العزا وبالمرة يطل على اخواتك.
رددت صبا خلفها بعدم استيعاب
ابو جوز عمتي! يا لهوي ياما الراجل اللي عنده مية سنة ده ما متش غير النهاردة
ېخرب مطنك. 
تفوهت بها زبيدة باستهجان لتردف بتوبيخ
عيب عليكي يا بت دا عند ربنا دلوك اترحمي عليه تاخدي صواب. 
بابتسامة لم تقوى على كتمها
ماشي يا ست الكل الله يرحمه المهم بجى حضرتي الغدا ولا لسة
تقلص وجهها بيضيق تجيبها
حضرته يا جلعانة روحي غيري هدومك على ما خلصت اللي في يدي يكون ابوكي جه وناكل احنا التلاتة مع بعض. 
بتفكير سريع استدارت عنها لتقول بعجالة
طب مدام كدة يبجى اروح اطمن انا على رحمة اصلها كانت تعبانة امبارح .
قالتها وتحركت على الفور لتغادر نحو الشقة المقابلة ضغطت على جرس المنزل بخفة وانتظرت قليلا قبل أن ينفتح الباب أمامها تخيلت أن تجده ولكنها تفاجأت بامرأة غريبة تقف أمامها تسألها وكأنها من أهل المنزل
نعم مين حضرتك
ردت بسؤال إندفع بريبة منها
انا صبا انتي اللي مين
وقبل أن تجيبها المرأة اتى صوت شادي من الداخل يهتف سائلا
مين اللي ع الباب يا سامية
.... يتبع

الفصل الرابع 
من وقت عودتها من زيارة الطبيبة وهي داخل غرفتها ولم تبارحها قط تضم بذراعيها نفسها وكأنها تلمتس حنانا تفتقده محتجزة داخل ماضيها القبيح والذكريات المؤلمة تنعاد متوالية متكررة دون رحمة كانت تظن نفسها نجت حتى وهذه اللعڼة لا تفارقها على الأقل نجت بجسدها رغم خسائرها الفادحة يكفيها سنوات العڈاب والمحاولات الحثيثة منها في التخلص من هذا الزواج البائس يكفيها الأطفال التي ضحت بهم اجل الخلاص وهي الآن تتمنى ظفر أحدهم حتى وهي نجمة محاطة بمحبة الجمهور وقد من الله عليها بأعظم الرجال وتقريبا أنجحهم.
بكاء عڼيف لا تستطيع التوقف عنه مع كل لمحة سوداء تمر بعقلها من تعنيف وچرح في الكرامة وتلذذ بعڈابها ثم هذا الصړاخ الذي يفتك بأسماعها
زي ما حرمتيني من ولادي هتعيشي انتي كمان محرومة منهم انا هخرج من الدنيا وحيد من غيرهم وانتي كمان هتفضلي كدة يا نورهان مش انا بس انتي كمان يا نورهان.
زاد صوت شهقاتها بنشيج حارق حتى لم تعي بالغرفة التي انقشع ظلامها وهذا الذي دلف فجأة ليقتلعها من الهاوية التي كانت ماكثة بها وقد ضمتها ذراعيه پعنف يشدد عليها تستفيق وتعود إليه
نور نوور فوقي يا نور انا معاكي فوقي يا حبيبتي اسف اني كنت السبب في اللي انتي فيه دلوقتي سامحيني يا حبيبتي سامحيني. 
ظلت على بكائها وهو يزيد بضمھا لمدة ليست قليلة من الوقت حتى توقف وقد اكتنفها دفئه غمرها عطر أنفاسه التي كانت تلفح وجهها في كل قبلة على جبهتها او بين بصيلات شعرها في الأعلى وكلماته الرقيقة تطن في أذنها
بس يا قلبي انا معاكي اهدي يا نور عيوني مفيش حاجة تزعلك تاني طول ما انا موجود انا جمبك يا روحي انا جمبك. 
تنهدت ببعض الراحة وذراعيها الټفت حول خصره ليخرج صوتها اخيرا
أنا بحبك اوي يا مصطفى وعمري ما ازعل منك انت نعمة ربنا عليا ورحمته رغم كل ذنوبي.
تنهيدة طويلة خرجت من العمق سبقت رده على كلماتها
محدش فينا خالي من الذنوب يا نور احنا مش ملايكة ماشية على الأرض.
صمتت قليلا داخل احضانه ثم قالت بدون أن ترفع عينيها إليه
الدكتورة قالتلك ع اللي الكلام اللي حكتهولها
ابعدها بيده ليواجها قائلا
يعني انت ميهمكش تعرف
سألته والشك يدور برأسها وكان رد قاطعا
عمر ما هسأل ولا هبحث عن حاجة انتي مش عايزة تقولي عليها كل كلامي مع الدكتورة بيتلخص في المطلوب واللي انتي محتاجاه كانت شكوتها دايما انك رافضة العلاج وبتعتبري الجلسات فرض مكروه عليكي .
بنظرة خاوية اعتدلت تعقب بلمحة من السخرية ومعالم الڠضب تعتلي قسماتها
ودلوقتي بعد ما اتكلمت وجعلتني ارجع لذكريات....
انا مش طايقاها رايها بقى اني كدة حلو.
ندمت على اندفاعها فور رؤيتها لتغيرا سريعا يطفو على تعبيراته ليقول بعتاب
للمرة الألف بقولك لو مش عايزة تكملي مع الدكتورة انتي حرة انا مش بغصبك على حاجة يا نور تحبي اتصلك بالدكتور حالا ابلغها قرارك
لا يا حبيبي متعلمش.
توقفت برهة ثم تابعت وكأنها تحدث نفسها
برغم كل الۏجع اللي حسيته بعد ما اتكلمت بس انا...... بقى عندي شيء غريب جوايا دلوقتى بيدفعني اكمل حتى والكلام بتعبني برضوا عايزة....... افضفض على الرغم ان الكلمة دي مكنتش مقتنعة بيها نهائي قبل كدة. 
بخطوات متسارعة وكأنهن في سباق من تهبط الدرج اولا لتلحق بهذان المتناحران وصوت شجارهم يصل إلى خارج المنزل
احترم نفسك يا كارم وراعي اني مستقبلك في بيتي ومش عايز اغلط فيك. 
هتف بها طارق يواجه خصمه الذي كان يقف متخصرا بشړ يفوح من كل خلية بجسده ورد بلهجة تفيض بالكره
وانا مش طالب استقبالك ولا عايز ادخل بيتك من أساسه انا عايز مراتي اقولها كام مرة عشان تفهم. 
وصلت كاميليا فكان صوتها بقوة لم تغب عنها حتى بعد مرور هذا العدد من السنوات
مراتك تبقى اختي يا استاذ انت يعني مهياش في بيت غريب ولا مع ناس غربا عشان تتعامل معانا بالشكل ده.
رد موجها كلماته لها بتهكم واستفزاز
كدة في يوم وليلة بقت اختك وصاحبة بيت كمان!
هذه المرة جاءه الرد منها نفسها
ايه لزوم الخناق يا كارم اختي وجوزها محدش فيهم غلط فيك.
إنتي كمان هتقولي اختك وجوزها
صاح بها بصوت عالي كالزئير ليجفلها بهذه النظرة العدائية نحوها وكأنه لا يصدق قولها لا يطيق أن تصدر العبارة منها هي بعد كل ما فعله من أجلها. 
ارتدت بأقدامها للخلف خوفا وهلعا منه حتى الټفت كفي شقيقتها حول أكتفاها بحماية ترد على كلماته
أيوة اختها يا كارم ومهما حصل وفرقتنا الأيام كان مسرينا برضوا هنرجع لبعض رابطة الډم اقوي من أي شيء في الدنيا مهمها انت انكرت وبالغت في تضخيم الفرقة ما بينا.
سمع منها وازداد تطرفه حتى اندفع فجأة يجذبها من كفها قائلا بتملك
تعالي يا رباب نتفاهم في بيتنا وسيبك من الكلام الفارغ ده......
هتفت به كاميليا وبيديها أمسكت بشقيقتها توقفه
سيب البنت دي مش طريقة تفاهم دي.
طارق هو الاخر تصدر بجسده ليصير حاجزا بينه وبين رباب قائلا بخشونة
انا لحد دلوقتي ملتزم معاك ضبط النفس ما تخلينش اعاملك باللي تستاهله. 
طب وريني هتعمل ايه
خلاص يبقى تعقلي وتيجي معايا من غير كلام.
لهجته المتسلطة استفزت كاميليا حتى جعلتها على وشك الھجوم لتقتص منه غير مبالية بالتوابع ولكنها تفاجأت بفعل شقيقتها التي ردت برقة تقارب الرجاء
يا كارم انا اعصابي تعبانة عايز اغير جو يمكن اعود لطبيعتي ولا انت ناسي اللي حصلي ولا باللي كان هيجرالي
بلهجتها اللينة استطاعت التأثير به حتى ارتخت يده عن مسكها ورد بلهجة خفت حدتها عن السابق
وان شاء الله تغير الجو ده هياخد قد ايه خلي بالك انا معنديش صبر.
خرج الرد من كاميليا التي كانت على وشك الأنفجار.
هي جارية اشترتها افهم بقى بتقولك تعبانة يعني تخلي عندك ډم وتديها وقتها ع الأقل .
عاد لشراسته مرة أخرى حتى هم أن يستعيد عنفه السابق ولكن زوجته منعت نشوب الحړب من أولها وخاطبته بمهادنة
هحاول متأخرش يا كارم بس انت كمان متضغطش عليا وابقى شاكرة اوي لو تجيبلي الولد.
ردد خلفها بحدة متسائلا
انتي كمان عايزاني اجيب الولد هنا يا رباب
ردت كاميليا تزيد من حنقه
وماله هنا بقى هو داخل عند ناس اغراب دا بيت خالته على فكرة. 
اضاف على قولها طارق ببعض اللطف مرحبا
وانت برضوا لو حبيت تزورها البيت مفتوح لك
في أي وقت يا كارم.
بقول الاخير كانت نهاية النقاش نفض كارم سترته پعنف بعد ان وزع انظاره على الثلاثة ليذهب ساحبا شياطين غضبه معه وتبقت رباب برفقة طارق وشقيقتها التي خرج صوتها پغضب نحوها
ممكن افهم بقى ايه الضعف اللي بتتكلمي بيه مع الراجل ده هو اشتراكي ما تفوقي يا بنتي وخليكي قوية قدامه. 
صمتت قليلا رباب قبل أن تفاجأها بردها
كارم مش وحش هياكلني دا جوزي وعلى فكرة بقى هو مش سيء اوي لدرجادي يعني.
بللت شفتيها تراقب رد فعل كلماتها على وجه شقيقتها التي عصف بها الذهول حتى لجم لسانها عن الرد وطارق الذي غلفت صفحة وجهه لتصبح غير مقروءة على الإطلاق وتابعت مخاطبة الاثنين رغبة في الذهاب
عن اذنكم بقى اروح اريح شوية في اوضتي.
ردد طارق من خلفها
ماشي يا رباب روحي ارتاحي على ما يجي وقت العشا نندهلك بقى عشان تدوقي أكلنا. 
اومأت له برأسها وغادرت بعد أن خطفت بنظرة نحو شقيقتها التي تسمرت محلها ثم ظلت تراقبها وهي تصعد الدرج اللولبي المؤدي للطابق الثاني من المنزل حتى اختفت لتوجه سؤالها نحو زوجها
دي لسة بتدافع عنه
رد بابتسامة تخلو من المرح وهو يستدير عنها نحو مقاعد البهو
بتقولك انه مش وحش ولا هياكلها خلاص بقى يا كاميليا.
سامية! سامية مين
قالتها صبا مرددة الأسم بتساؤل وعينيها تمشط الفتاة من حجاب رأسها في الأعلى الذي كان عائدا لنصف شعرها الناعم ثم زينة وجهها المتقنة بحرفية جعلتها تبدوا غاية في الجمال ثم ملابسها العصرية بأناقة لا تخلو من ضيق على بعض المناطق من جسدها لتظهرها بوضوح فج حتى وصلت لحذاء قدمها في الأسفل بتأمل مكشوف جعل الفتاة تميل برأسها لتسألها بضيق
وانتي مالك بتسألي ليه انتي مين أصلا 
اندفعت الډماء برأس صبا شاعرة بالإهانة فهذه الفتاة تعاملها بعجرفة وكأنها وارثة مع أهل المنزل 
همت ان تقارعها پعنف لتريها من هي صبا ولكن الاخر كان قد أتى على الصوت يحمل ابنة شقيقته فوف ذراعه فقال مرحبا بوجهه البشوش كعادته
صبا واقفة ليه عندك ما تدخلي.
انتهزتها فرصة لتصب سخطها نحو هذه الفتاة
الهانم اللي واقفة معوجة جدامك دي هي اللي منعاني وبترد عليا من فوق مناخيرها. 
شهقت الفتاة ضاربة بكفها على صدرها تخاطب شادي بدفاعية
والله ما عملت حاجة دا هي اللي واقفة متنحة قدامي وانا بسألها عن اسمها.
سمعت منها لتبرق عينيها بشراسة جعلت لسانها ينطق بلكنة الجنوب وبانفعال قلما يصدر منها
ېخرب بيت ابوكي مين يا بت اللي متنحة
يا لهوي ياما هو انتي هتاكليني ولا ايه
هتفت بها المدعوة سامية أما عن شادي فقد اخفى بصعوبة ابتسامته ملحة ليتصنع الجدية في قوله
مفيش داعي للنرفزة يا صبا ادخلي الأول بدل وقفة الباب .
ردت بتحدي ادهشه
مش جبل ما اعرف مين دي 
تخصرت الفتاة ترد بميوعة قاصدة كيدها
لتاني مرة بقولك انا سامية يا حبيبتي انتي بقى اللي مين
تحول ڠضبها نحوه هو متسائلة ببعض من الحلم قبل أن تفتك بها
شايف الاستفزاز يعني اخلص عليكي دلوك
هذه ألمرة لم يقوى على كبتها فتبسم بعرض فمه ليزيح بخفة سامية عن المدخل قبل أن يجذب الأخرى من كفها حتى ادخلها واغلق الباب ثم رد يجيبها
دي تبقى سامية بنت خالي وبنفس الوقت تبقى عمة ولاد اختي .
قالها قبل ان يصل صوت الأخرى
متقولش كدة يا شادي لتفتكرني كبيرة وانا أصلا تلاقيني اصغر منها.
افتر فاه شادي لثانية وقد كان على وشك الرد ليفحمها فهو الأعلم بعمر كل واحد منهن ولكنه عاد لعقله محدثا صبا التي كانت على حافة الإڼفجار
بقولك إيه يا صبا انتي جاية تسألي على رحمة صح ادخلي هتلاقيها في أوضتها. 
خطفت نظره حانقة نحو الفتاة قبل ان تذعن لقوله مرددة
عشان خاطر رحمة بس عن اذنكم.
الف سلامة عليكي يا رحوم مالك بس
قالتها صبا ممسكة بيد الأخرى والتي كانت مستلقية على ظهرها فوق الفراش وردت ممازحة رغم تعبها
اتقلب حالي يا ختي اهي دي جزاة الست اللي تقل عقلها وتحمل
 

 

تم نسخ الرابط