روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر

موقع أيام نيوز

 


بتأثر قبل أن تتنبه جيدا على الصورة القديمة لتتمتم
دا جوزك الله يرحمه فيه شبه كتير من حسن دلوقتي وانتي كنتي امورة أوي وانتي صغيرة. 
اه يا حبيبتي كنت سفيفة ورفيعة قبل ما الزمن يتدحدر بيا واخلف جوز الحلاليف ولادي
ضحكت شهد من قلبها والسبب خفة ډم مجيدة المرأة المتواضعة والتي تتحدث بعفوية دون تفكير أو جهد في المزاح ترفع الحواجز بتباسطها دون تكلف وكأن ما يجمعها معها هو العديد من السنوات وليس شهور قليلة فردت متغزلة 

بس انتي لساكي زي القمر برضوا طب يارب انا لما اوصل سنك أبقى في حلاوتك كدة.
هتبقي أحلى كمان دا انتي قمر اساسا يا شهودة.
قالتها مجيدة وهي تخرج الصورة الأخرى وقد كانت عائلية تجمعها بزوجها وابنيها الاثنان تطلعت بها شهد بتركيز فهذه أول مرة ترى فيها صورة حسن وهو صغير دغدغة جميلة شعرت بها لينتابها فضول شديد لمعرفة المزيد عنه في هذه الفترة هل كان شقيا كبقية الأطفال أم عاقلا كشخصيته الان ولكنه كان بريئا بشدة هذا ما تخبرها به هذه الملامح الدقيقة الوسيمة.
استدركت أنها قد أطالت بتأملها ومجيدة لم تنبهها أو تقاطعها بل كانت تحدق بها صامتة فخرج صوتها بارتباك
انتي ست جميلة وو عيلتك كمان جميلة زيك....... أكيد جوزك كان محظوظ بيكي.
لم ترد بل ظلت تطالعها بصمت عدة لحظات لتزيد من توترها قبل أن تقول
انتي عارفة يا شهد انا ليه ندهتك واستفردت بيكي بعيد عن الكل هنا في اؤضتي عشان افرجك كمان ع الصور وصندوق الذكريات بتاعي
اهتزت رأسها
بعدم فهم فتابعت مجيدة
أنا بعزك أوي يا شهد ومن أول ما شوفتك وانا حاسة ان في صلة بتجمع ما بينا.
وانا كمان والله ربنا يديم ما بينا المودة.
قالتها شهد وقد وصل إليها المغزى العادي للحديث غير هذا الذي تقصده مجيدة على الإطلاق والتي جاء ردها بابتسامة قبل أن تباغتها بالقول
ممكن اسألك سؤال يا شهد بس امانة عليكي تجاوبيني بصراحة ومن غير تفكير ولا حسابات من دماغك اصل بقى مكدبش عليكي الأمر دا يهمني أوي.
بريبة وتوجس اومأت شهد رأسها باستسلام لإلحاح المرأة قائلة
حاضر يا ست مجيدة هجاوبك بصراحة.
استغلت الاخيرة موافقتها لتباغتها بالسؤال على الفور
انتي بتحسي بأي مشاعر كدة ناحية حسن ولا لأ
أجفلت لترتد برأسها للخلف وشفتيها تتحرك باضطراب لا تدري بما تجيبها فهذا السؤال لم يكن في حسبانها على الإطلاق لتتمتم مستهبلة تدعي عدم الفهم
مشاعر يعني ايه ممش فاهمة. 
لأ انتي فاهمة يا شهد وبلاش استعباط عشان انا محلفاكي أمانة.
تعرقت مع ازدياد الحرج وقد تمكنت مجيدة من حشرها في زاوية ضيقة لتقر وتخرج مكنونات بداخلها تخشي الاعتراف بها حتى لنفسها.
جرا ايه يا شهد لدرجادي السؤال صعب ولا هي محتاجة تفكير من الأساس دي حاجات تتحس كدة لوحدها معقولة انتي محستيش بيها
قالتها مجيدة مواصلة الضغط لتزيد عليها وهي التي كانت تخرج الكلمات بصعوبة من فرط ارتباكها وهذا ما تلعب عليه الأخرى
مش حكاية اني محساش ولا فاهمة بس هو يعني....
بس هو إيه انتي حاسة ان حسن بيحبك ولا لأ
بإقرار واستسلام اومأت شهد برأسها تتمتم
يعني.... بقيت كتير بحس بكدة أو ممكن يكون إعجاب عادي.
حلو اوي طب انتي بقى بتفرحي لما بيوصلك شعوره ده ولا بتجزي وبتقرفي
لا اقرف دا إيه يا ست مجيدة حسن راجل محترم واخلاقه غاية في الروعة رغم عصبيته احيانا وتزمته معايا في الشغل لكنه قمة في الأخلاق يعني إحساس القرف دا ابعد ما يكون في قلبي من ناحيته. 
سمعت مجيدة لتهلل بمرح وقد أوقعتها في الفخ
الله أكبر يعني بتحبيه. 
ذهلت وافتر فاهها بانشداه لتردد بعد ذلك تبتغي النفي .
يا ست مجيدة حب ايه بس انا معرفش اللي تقصديه ولا بتتكلمي عنه ده عن ايه بالظبط
هو برضوا قالي كدة!
قالتها مجيدة بضعف وقد تبدلت ملامحها للعبوس والإنكسار لتثير الفضول لدى شهد كي تسألها بعدم فهم
هو مين اللي قالك وقالك ايه بالظبط
مطرقة رأسها بحزن وهي تحتضن الصندوق القديم في حجرها لترفع عينيها إليها بنظرة مترقرقة بالدموع تقول بعتاب
حسن هو اللي قالي لما صرح لي بمشاعره وأنا قعدت اتنطط من الفرح عشان افاتحك عن رغبته في الإرتباط ببكي قالي متحاوليش يا ماما وتحرجي نفسك انا نفسي مش لاقي فرصة معاها واخاڤ عليكي من كسرة الخاطر.
بعد الشړ عليكي من كسر الخاطر هو ليه بيقول كدة بس
هتفت بها شهد مستهجنة پغضب هذا القول الذي أدخل الحزن بقلب المرأة والتي تابعت
هو بيقول كدة عشان ھيموت عليكي وبيحبك وانتي ولا حاسة بيه.
بانفعال شديد استنكرت شهد رغم فرحتها بهذا الاعتراف من حسن على لسان والدته
على فكرة بقى هو مزودها اوي ومش من حقه يزعلك كدة ويخليكي تشيلي مني هو اتكلم ولا فاتحني اساسا عشان يفتي من مخه ويقول اني رافضة.
التقطت مجيدة الهفوة التي كانت في انتظارها منذ بداية الحديث لتهلل قائلة
يا حبيبة قلبي يا شهودة يعني انتي مش رافضة الارتباط بيه وهو اللي طلع حمار وربنا انا كان قلبي حاسس يا قلبي انتي...
ختمت بالاخيرة وهي تجذبها من ساعديها إليها لتقبلها من وجنتيها تدعي التغافل عن الصدمة التي ارتسمت على ملامحها حتى انعقد لسانها في الرد عليها لتكمل عليها بأن نهضت فجأة لتفتح باب الغرفة تهتف وتنادي بصوت عالي 
يا حسن يا أنيسة يا ولاد تعالوا هنا عندي خبر ليكو يجنن شهد وافقت ع الجواز من حسن تعالى يا بشمهندس وشوف خطيبتك.
خطيبتك.
تمتمت بها وقبل أن تستوعب حتى لتفكر وجدت أنيسة أول المقتحمين للغرفة مرددة لمجيدة
يعني شهد وافقت بجد طب وربنا انا كنت واثقة منها دي يا مجيدة يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك. 
قالتها لتعانق المرأة تبارك وتهنئ قبل أن تتركها متجهة إلى شهد المذبهلة لترفعها إليها وتعانقها بحضن أمومي تغمرها بالقبلات
الف مبروك يا حبيبتى الف مبروك يا بنتي الغالية حسن طيب وانتي تستاهليه وهو يستاهلك.
انتي بتتكلمي بجد يا ماما
صدرت من حسن الذي ولج هو الاخر بفرحة تتراقص بعينيه لتطالعه شهد ترفرف باهدابها وكأنها في عالم موازي لتتلقى كلماته وقد اقترب منها وتناول كفها بين يديه يعبر امتنانه بموافقتها
انا مش عارف اشكرك ازاي يا شهد انا حاسس قلبي هيوقف من الفرحة عشان وافقتي ربنا يخليكي ليا يارب.
ختم بقبلة على ظهر كفها طالعت أثرها بصمت لتبدوا كمن تلقت ضړبة على رأسها تترنح بعدم اتزان او استيعاب وتتوالى عليها المباركات والتهنئة من الباقين رؤى ولينا وأمين بلا استغراب أو تساؤل وكأنهم هم أيضا كانوا على علم.
الف مبروك يا أبلة شهد ربنا يتمملك بخير أنا فرحانة أوي .
مبروك يا أجمل شهد يا صاحبة العمر يا غالية. 
مبروك يا شهد حسن اخويا اه بس انتي هتبقى أغلى منه دي تاخديها قاعدة من دلوقتى.
أنا هعمل كل جهدي عشان تبقي أسعد واحدة يا شهد ربنا ما يحرمني منك.
وفي جانب وحدها وبعد أن وصلت لغرضها فكانت تتابع بابتسامة رضا صامتة لتنضم أنيسة بجوراها تهمس قائلة
والله وبرافوا عليكي يا مجيدة عرفتي تلفي البت إزاي يا ولية 
ابتسمت بثقة تجيبها
مكانش ينفع معاها غير كدة بعدين هحكيليك بالتفاصيل المهم دلوقتي انا عايزة السرعة ياما نفسي اتلم على مأذون الليلة عشان اخلص بقى.
.... 
بفعل لم تفعله الا نادرا أتت اليوم بصحبة سائقها والحارس الخاص بها لتنتظر بداخل السيارة خروج طفلها من حضانته كي تستأثر به كالأمس في خطة أعدتها لعدم السماح لأحد بإنقاص حقها فيه حتى لو اضطرت لتحدي والدة زوجها التي تكرهها ولا تطيق رؤيتها وتعمل دائما على الإبتعاد عنها لقد قررت تعويض ما أهدر منها طول السنوات الماضية لفعل زوجها المسيطر والمتحكم بكل أمورها ولكنها كبرت الان ولم تعد تلك الصغيرة التي يطوعها كيف يشاء وعت لتمسك بزمام الأمر فترواده بحنكة النساء ومكرهن حتى تحصل منه على كل ما تريده الا يكفي ابتلاع الخېانة!
دوى صوت الهاتف لتفاجأ بهوية المتصلة التي ترفعت وتواضعت لتحادثها قطبت باستغراب تناظر الرقم وكأنها تتأكد من الأسم جيدا ولتفكر سريعا قبل أن تجيب برقة مدروسة
الووو....... أهلا يا طنت.
الووو يا ست رباب ممكن افهم بقى انتي مانعة حفيدي عني ليه
أنااا يا طنت مين قال كدة بس دا كلها يوم واحد اللي غابوا عن الزيارة والنهاردة عنده مشوار مهم للمدرب في النادي.
اقدر انا ع المشوار دا يا ست رباب ابعني الولد وانا اوديه.....
ويقعد بقية
اليوم عندك زي كل مرة اسفة يا طنت أنا فضيت نفسي مخصوص عشانه النهاردة يوم تاني بقى.
يعني ايه حفيدي مش هيجي النهاردة كمان...
الوو يا طنت معلش مش سمعاكي كويس الطريق زحمة ازي...... الوو يا طنت الووو.
انهت المكالمة لتخرج زفيرا بضيق فهي تعلم ان المرأة لن تسكت على فعلها وحتما ستخبر زوجها وعليها تجهز نفسها لذلك.
انتبهت على خروج ابنها من باب المدرسة لتنتفض مترجلة من السيارة ثم تتلقاه بالاحضان بعد أن رفعته عن الأرض أمام زملائه وتلفت أنظار الجميع إليها كالعادة. 
بداخل السيارة وبعد أن تحركت بهم على الفور تلقت رسالة من الرقم المجهول.
حلو اوي الفستان
تفوهت بها بغيظ تعدى الڠضب وفاق الحد لتهتف نحو سائقها
وقف العرببة دي بسرعة يا عم كريم بسرعة ارجوك .
على الأمر توقف الرجل ليناظرها بتساؤل تجاهلته لتلتف نحو حارسها 
انزل من العرببة يا حامد انا عايزة اعرف مين اللي بيراقبني حاسة فيه حد بيراقبني
انتفض الحارس على الأمر مرددا
يراقبك يراقبك ازاي يا هانم وانا موجود
قالها وترجل يبحث في الإنحاء ويتجه بخطواته نحو الطريق باحثا يمينا ويسارا حتى ابتعد وهي تنتظر بزعر وصل للطفل ليسألها ببرائة
في حاجة يا مامي
لا يا قلب مامي.
قالتها لتقبله على جبهته وتضم رأسه إليها بعد ذلك فتلتمس الدفء بغمرته واجهت بعين المراة وجه السائق الذي كان يتابعها فتكلم برفق رغم حيرته من فعلها
متقلقيش يا هانم من حاجة الدنيا أمان وانتي قاعدة في عربيتك ومعاكي رجلين يحموكي لو في خطړ دا لو فيه يعني. 
وصلها امتعاضها الغير معلن وكأنه يراها تفتعل ذلك عن قصد.
دلف فجأة السائق پعنف جعل السيارة تهتز ليخاطبها بلهاث
انا دورت في كل حتة يا هانم وملقتش أي مخلوق ېهدد امن حضرتك والبيه الصغير المنطقة هادية اساسا تحبي انزل ادور تاني
لوت شفتيها بحنق تأمرهما بإماءة صغيرة بذقنها وقد بلغ اليأس منها مبلغه
لا خلاص بقى امشي على طول يا عم كريم.
في المخزن الخلفي لدكان العطارة الذي يملكه عابد الورداني وقد أتت إليه خلسة كالسابق ولكن هذه المرة كانت للعتاب بعد ليلة كئيبة وصعبة مرت عليها في البكاء وشعور القهر المتعاظم داخلها حتى أنهكت وفاض بها للدرجة التي جعلتها تتلقف كالغريقة اتصاله في الرد عليها اخيرا اليوم تطالبه متلهفة بشدة للقاءه ليستغل
 

 

تم نسخ الرابط