روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر
المحتويات
تعلم ان كان سافر او التهى في باقي أعماله العديدة كما تسمع ولكنها كانت تشعر بالراحة في غيابه أما الان وقد عاد ليتخذ مقعده في نفس الركن القريب من طريقها يحدق بها بهذا الشكل السافر لا تتأمل خيرا في القادم على الإطلاق أبدا.
لقد وجدها وجدها اخيرا في غرفة طفله بعد بحثه عنها في غرفتها والأماكن التي تتواجد بها جالسة على فراش الصغير تصفف له شعر رأسه الكستنائي الجميل والمربية تقف بالقرب تتابعهم تحمحم ليلفت النظر إليه من الثلاثة قبل أن يشير إلى المرأة لتخرج وجلس هو بجوارهم داعب شعر الطفل يقبله اولا ثم وجه الحديث إليها
بشبه ابتسامة رمقته سريعا لتجيبه وفرشاة الشعر ما زالت تمررها على راس الطفل
عادي يعني صحيت بدري قولت اجي البس عموري واعمله تسريحة تجنن عشان لما حد يسأله عنها في الحضانة يقولهم مامي هي اللي عملتها ولا ايه رايك يا قلب مامي
عمار باينه انبسط قوي من التسريحة أكيد النهاردة هيبقى يوم مميز في تاريخه.
مفيش داعي للتريقة على فكرة.
ضحك يزيد عليها ببروده قائلا
أنا مبتريقش انا بس مستغرب هرمونات الأمومة اللي هبت في يوم وليلة كدة.
هتفت بحمائية وانفعال فقد بالغ في استفزازها بقوله
هرمونات! إنا مامة عمار حقيقي يا كارم حتى لو مش لاقية الوقت الكافي اني اقضيه معاه فدا برضوا ميدكيش الحق أنك تستهزأ.
ليه بس التنشنة والزعل إهدي يا بيبي دا انا بهزر معاكي.
يعني دا الحق عليا عشان قومت من نومي مشتاقلك وفضلت ادور عليكي في الفيلا كلها واسأل الخدم لحد ما عرفت انك هنا.
ايه يا قلبي هو انا موحشتكيش ولا انتي مش ملاحظة ان احنا بعاد عن بعضنا بقالنا ايام
حاولت فك تشنجها استجابة معه وذهنها تدور به الأفكار بحيرة فتتسائل كيف له أن يكون بهذه الحرارة معها وېخونها مع امرأة أخرى كيف لها أن
أنتزعت نفسها عنه فجأة ليناظرها باستغراب فخرج صوتها بارتباك
ضيق عينيه باستفهام متسائلا بعصبية
يعني عايزة ايه جيبي م الاخر
عايزة يخت زي بتاع الممثلة اياها ويتعمل فيديو وانتي بتقدمهولي وانزله على حسابي والمتابعين يشيروه في كل حتة.
تبسم يوزن بعقله طلبها الچنوني وقد راقه العرض يضحك عليها به وبنفس الوقت تكن دعاية هائلة له حتى ينتشر اسمه كرجل أعمال ناشيء يقدم هكذا هدايا لزوجته فيصبح الحديث عنه علكة في الأفواه صغيرته الجشعة من أين تأتي بهذه الأفكار
وهعزم في الحفلة اجمد رجال الأعمال في مصر كمان ايه رأيك
هللت بمرح لتلف ذراعيها حول رقبته تبادله بلهفة مصطنعة جموح قبلاته البرية لتشعل جنونه بها فيزيد بضمھا ويده تزداد جرأة عليها حتى إذا وصل إلى نقطة الا عودة ابتعدت فجأة ليطالعها لاهثا بأعين توحشت بالرغبة فقالت بدلال وقد قررت تعظيم استفادتها منه
حاجة تاني كمان بس ياريت وحياتي عندك متكسفنيش.
لم يثنيها تجهم وجهه واشتعال عينيه وقد بدا أنه على حافة الأنقلاب للوجه الاخر فزادت على نعومتها بأن أراحت كفها على صدره لتتمتم بالرجاء وضعف الأنثى التي تصل إلى مبتغاها بحنكتها
عايزة ابني النهاردة يبقى معايا يا كارم ارجوك يا قلبي تخلي مشوار مامتك ليوم تاني انا زهقانة من كل حاجة وعايزة العب مع الولد شوية ممكن.
بداخل غرفتها وهي تتناول شيئا من خزانة الملابس لترتديه من أجل المقابلة الثقيلة على قلبها لكنها مضطرة لها واليد الأخرى تمسك بالهاتف على أذنها تتحدث به
يا ست مجيدة الأمر دا كان واجب عليا أنا مش عليكي....... تشكري يا ستي والله ما انا عارفة اودي جمايلك عليا انتي والست أنيسة فين........ حاضر حاضر مش هقول كدة.... عيوني هجيبها معايا ماشي......
انهت المكالمة لتزرر أكمام القميص الذي ارتدته سريعا ثم لمت شعر رأسها كذيل حصان لتسحب شهيقا مطولا ثم أخرجته قبل أن تتحرك مستعينة بالله في ضبط أعصابها
يارب عيني وقويني
خرجت منها قبل التحرك متجهة نحو الصالة المنعقد بها الجلسة العائلية بقيادة عابد الورداني والذي ما أن رأها نهض عن كرسيه يتلقفها مهللا
بسم الله ماشاء الله عليكي يا ست البنات حمد الله على سلامتك يا بنتي.
اقتربت تصافحه بابتسامة مرحبة
الله يسلمك يا عمي تشكر ع السؤال.
رد عابد وهو قابضا على كفها واليد الأخرى يتحدث بها بانفعال
سؤال ايه بس يا بنتي دلوقتي انا كان نفسي اجيلك ع المكان اللي كنتي فيه واعمل الواجب بحق واسألي اختك كام مرة انبه عليها وهي تقولي مينفعش الزيارة ما كنتي قعدتي بين أهلك وناسك أحسن.
بابتسامة جانبية ساخرة خطفت نظرة بطرف عينيها نحو باقي الحاضرين قبل أن تجيبه بمغزى
معلش يا عمي ما هو لما الأرض تضيق علينا لازم الواحد يدور ع المكان اللي يستريح فيه حتى لو كان المكان ده مش بيته مكدبش عليك اصل اللي اتضحلي دلوقتي هو ان الغريب أحن اوي من اللي بنفتكرهم قرايب وفي بيت واحد واكلين معاهم عيش وملح منورين.
قالت الأخيرة بقصد واضح وصل لأمنية ووالدتها التي بلعت ريقها باضطراب وكأن دلوا من الماء البارد سقط عليها لا تصدق هذا القصف المباشر من شهد أمام زوج أختها ووالد خطيب ابنتها لتتبادل النظر بحرج مع شقيقتها سميرة والدة ابراهيم والذي كان جالسا في جانب وحده يراقب بتجهم مضيقا عينيه.
عابد والذي فهم عليها ليلقي بنظرة غاضبة نحوهن ونحو ولده ليقول بضيق
معلش يا بنتي خلي قلبك أبيض وسامحي دي مصارين البطن بتتخانق.
دي لما يكونو من بطن وحدة يا عم عابد اقعد اقعد.
قالتها لتجلس بثقة أمامهم وقد وضح مقصدها جليا ليزيد من توتر الأجواء فخرج صوت سميرة بابتسامة زائفة تخفي احتقانها بالداخل
حمد الله ع السلامة يا شهد الف بركة انك قومتي على رجليكي.
الله يسلمك.
قالتها شهد مقتضبة بابتسامة صفراء لتلتف برأسها نحو الرجل دون أن تعيرها أدني اهتمام
وانت عامل ايه بقى يا حج عابد وايه أخبار صحتك.
سيبك مني ومن أخبار صحتي انا جايلك النهاردة وكلي عشم تقبلي وساطتي ابراهيم جاي برجليه لحد عندك عشان تتصالحوا دا احنا حبايب ونسايب ولا إيه
سمعت منه لتنقل بنظرها نحو الاخير تخاطبه
اهلا يا ابراهيم.
اهلا بيكي.
قالها ليتابع بلهجة حادة
أنا جايلك النهاردة عشان دي الأصول ابويا قالي تعالى معايا يا ابراهيم نصالح شهد قولت وماله يابا دا انا راجل ومن الواجب عليا اني اكون رؤوف مع اهل خطيبتي اللي بحبها وكل اللي يجي من ناحيتها خصوصا بعد ما عرفت انك تعبتي اتخانقنا مع بعض مين الغلطان بقى خلاص مش مهم أنا راجل قلبي أبيض
بشبه ابتسامة ساخرة تطلعت شهد نحو شقيقتها التي افتر فاهاها ببلاهة لحديثه ثم الټفت إليه قائلة
كتر خيرك ما انت بتفهم أوي في الأصول .
استشاط ڠضبا لتقريعها الغير مباشر لتشتد ملامح وجهه وعينيه تطلق شررا نحوها فتدخل عابد يقول ملطفا
ما انا قولتلك يا شهد انا جايلك واسطة ما بينكم يا بنتي دول شوية نكد وبيحصل كتير ما بين القرايب.
صدر صوت أمنية بغباء مدافعة
ابراهيم معملش حاجة مش كفاية انه جاي بنفسه يصالحها........
أسكتي أمنية.
هتف بها عابد مقاطعا لها ليحدجها بنظرة جعلت الخۏف يشل أطرافها الټفت نحو إبراهيم تبتغي الدعم ولكنه تجاهلها عن عمد لتغلق فمها مضطرة بأعين دامعة شاعرة بالقهر وتابع عابد بعدم اكتراث
ها يا شهد هتقبلي واسطتي
بابتسامة اعتلت ملامحها ردت بثقة تجامل الرجل لتزيد من غيظ الاخرين
العفو يا عم عابد دا انا قابلة بالخطوبة نفسها عشان خاطرك يبقى برضوا اكسفك في حاجة زي دي
هلل عابد بامتنان
حلاوتك وحلاوة لسانك اللي بينقط شهد يا شهد انا بقول م الأول بت بمېت راجل الله يباركلك يا بنتي ويحرسك من كل شړ ويرحم ابوكي زين الرجال يا خير ما خلف.
أثناء عمله الميداني داخل الفندق تصادف بها تسير بأحد الأروقة وقد عرفها من ظهرها بخطواته السريعة وصل إليها على الفور يسألها
انتي جاية منين يا صبا
أجفلت لتكتم شهقتها قائلة بضحكة مكتومة
إنت كنت فين وطلعت إمتى
تبسم باتساع لفعلها العفوي يقول
انا في كل حتى ممكن تلاقيني في الفندق عملي متشعب ما انتي عارفة المهم انتي كنتي فين
تحركت لتتابع سيرها وهو تحرك معاها قبل أن تجيبه
أصلي كنت في المطبخ عند الشيف منصور.
وروحتي المطبخ ليه بقى يا صبا عشان تقابلي الشيف منصور
سألها بحدة انتبهت إليها ولكنها تغاضت لترد بلهجة هادئة
ولكن بحرج
بصراحة روحت اخد منه وصفة لأكلة نفسي اعملها وخليته يجولي الطريجة عشان كل مرة بتبوظ مني.
أثارت فضوله ليسألها باهتمام
أكلة ايه دي مش انتي بتقولي ملكيش في المطبخ
بدلال فطري بطبيعتها الناعمة والخاصة في كل شيء ردت تزيد من عڈابه في القرب منها
ما انا بجيت ادخل دلوكت واحاول بس بصراحة دايما بفشل جولت لما اكلم الشيف يمكن يفيدني بشوية نصايح مع الوصفة اللي طلبتها منه.
وفادك
سألها فردت
فادني طبعا دا انا خدت ورجة وجلم وفضلت اكتب كل كلمة من وراه وعبيت في النوتة كذا صفحة وهو جالي تعالي كل يوم وانا هرد عليكي حتى لو شغال.
متروحيش تاني
قالها بحدة وبدون تفكير لتجادله معترضة
وليه بجى مروحش
فاجئته برفضها وسؤالها المباغت له فبماذا يرد أيبرر بأسباب يخترعها من عقله أم ايخبرها بالحقيقة والڼار التي تحرقه لمجرد ذكر إعجابها برجل غيره حتى لو كان بقامة وعمر الشيف منصور فقال بمهادنة
يا صبا افهمي الشيف منصور راجل جميل وزوق مع الناس كلها وعمره ما يكسف حد بس دا مش معناه اننا نستغل كرمه ونلهيه عن شغله ثم تعالي هنا هو المطبخ دا كان فاضي ولا كان مليان بمئات العمال والطباخين المساعدين.
خرجت الأخيرة بانفعال لم يستطع السيطرة عليه فتلعثمت هي ترد بخجل
هو فعلا كان مشغول جدا بس عجبني اهتمامه رغم كدة بس خلاص بقى مش مهم هبجى اكلمه ع الوتس .
انتي خدتي كمان نمرته
هتف بها بعصبية جعلت صوته يعلو في قلب
متابعة القراءة