روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر

موقع أيام نيوز

 


عادت إلى الحياة مرة أخرى هتفت رؤى بفرح وهي تلقي بنفسها عليها
أخيرا صحيتي حبيبتي حمد الله ع السلامة يا قمر.
تلقت شهد قبلات شقيقتها بحالة من التيه لتتمتم سائلة
يعني انا كنت نايمة
كنتي نايمة! دا أنت بقالك يومين يا شهد موقعة قلوبنا من الخۏف عليكي قومي الله يخليكي قومي عشان مترجعيش للنوم تاني. 

قالت الأخيرة وهي تنهضها عن الفراش لتجلس بجذعها غمغمت شهد بضيق وقد بدأت تدرك بما تعلمه مسبقا عن حالتها
براحة شوية يا رؤى انا راسي لسة تقيلة...... دا غير اني خلاص فوقت مش محتاجة مساعدتك يعني .
تبسمت رؤى بفرح لعودة شقيقتها إليها بڠضبها وحنقها انفاعلها وعصبيتها المهم أنها قد عادت عادت إليها. 
نهضت فجأة تقول بلهفة
انا هروح افرح لينا وطنت أنيسة دول على اعصابهم والله.
اومأت لها شهد برأسها بتفهم وقد استعادت ذاكرتها كل ما سبق غفوة نومها الثقيل ورغبتها ان تبتعد عن المنزل ومصدر الضغط عليها ثم هذا الحلم
الغريب الان برؤية والدها ثم هذا المدعو حسن كيف لوالدها الذي أوجع قلبها بالاشتياق إليه أن يتبدل بحسن كيف
سألتها الطبية وقد أتت إليها اليوم وحدها بدون رفقة تعاونها كالمرتين السابقتين
يعني مفيش زهرة ولا كاميليا المرة دي جاية باختيارك النهاردة يا نور ولا برضوا تحت ضغط من جوزك
مش فارقة سواء برضايا أو بضغط من جوزي مش فارقة المهم اني جتلك يا دكتورة.
قالتها نور لتتكتف بذراعيها تبدي عدم الاكتراث طالعتها الطبيبة بابتسامة قائلة
زي ما تحبي يا نجمة انا المهم عندي اني شوفتك النهاردة وكفاية اوي انك ادتيني جزء من وقتك.
بادلتها نور بابتسامة باهتة تقول
مش لدرجادي يعني انا اخري ممثلة لكن انت دكتورة وأفيد مني للبشرية.
طيب مدام معترفة اني دكتورة ممكن بقى تهاوديني المرة دي وتطلعي تريحي ع الشيزلونج. 
تطلعت نور نحو ما تشير إليه الطبيبة باضطراب وتوتر تردف
بس انا مش مچنونة أو عندي حالة نفسية اشتكي منها عشان ارغي واحكي قدامك اهو شايفاني ايه
لأ يا نور انتي مفكيش أي حاجة م اللي انتي بتقوليها دي ودا موضوع محسوم بس ممكن بقى تطاوعيني واعتبرها فضفضة ولا انتي لسة مش مرتحالي
نفت بهز رأسها بحرج لتخرج تنهيدة مثقلة وطويلة قبل أن تحسم وتستلقي بتحفز ف نية الاسترخاء وافراغ ما بقلبها هي اخر شيء قد تقدم عليه.
حينما جلست الطبيبة بجوارها وسألتها في البداية عدة اسئلة بسيطة ف التمست عصبيتها في الردود تابعت بتريث معها علها تفصح ولو بجزء هين إليها 
يعني انتي شايفة ان جوزك يستحق الخلفة بالجواز عليكي ومستعدة تضحي بالقبول بالضرة عشانه.
ابتلعت بتوتر تدعي التماسك في قولها
ايوة طبعا متقبلة انا مستعدة اقبل بأي حاجة في سيبل اسعاده حتى لو جه الحل على حساب سعادتي وحبي ليه.
بس هو مش موافق يا نور وشايف ان اقتراحك مبالغ في مثاليته لدرجة الغباء خصوصا وهو متأكد ان العيب مش منك.
لأ مني.
ازاي يا نور
من غير ازاي انا واثقة م اللي بقوله
وايه اللي يخليكي واثقة اوي كدة.
عشان كنت متجوزة قبله وحملت من غيره. 
قالت الأخيرة بعصبية وكأنه خرجت على غير إرادتها ليسود الصمت لعدة لحظات من الوقت ثم تابعت الطبيبة بسؤالها 
حملتي قبل كدة ومع ذلك بتنكري انك تخلفي!
اعتدلت بجزعها تقول بعصبية
ايوة عشان حصل مع كمال مرتين ومحصلش مع مصطفى حصل في جواز مكملس ٣ سنين ومع جوازي بمصطفى اكتر من سبع سنين وبرضوا مفيش حصل مع اللي كنت بكرهه لكن مع اللي بحبه لا....
توقفت شاهقة بملامح متغضنة تطالع الطبيبة بړعب قبل أن تخفي ملامح وجهها وكأنها نادمة على زلة لسانها.
قالت الطبيبة باستفهام
كمال دا اللي هو جوزك الاولاني واللي كنتي بتكرهيه طب و.....
أنا قايمة....
قاطعتها تنهض پعنف متناولة حقيبتها لتخرج ولكن الطبيبة اوقفتها
ياريت تحضري الجالسة اللي جاية واوعدك اني مش هضغط عليكى في الأسئلة.
اهتز هاتفها فجأة بيدها لتجده رقم غير مسجل فتحت بتوجس
ألوو.. مين معايا
داخلة برجليكي الشقة اللي خانك فيها طب ما كنتي استني لما تظبطيه متلبس.
إنت مين
هتفت بالسؤال غاضبة نحو المتحدث من الجهة الأخرى والذي رد بهدوء يجيبها
انا المعجب المتيم انا اللي ببعتلك الرسايل كل يوم.
انتفضت هاتفة به پغضب
إنت اللي بتستفزني وبتستفز الفانز بتوعي بتعليقاتك السخيفة والمنتقدة ليا ولطريقة حياتي ولبسي انت اللي قارفتي برسايلك جيبت نمرتي منين ازاي تتجرأ وتتصل بيا
على نفس النبرة الهادئة وصلها رده بعدم اكتراث
ما انا قولتلك إني معجب وزيدي عليها اني خاېف عليكي وزعلان لزعلك ما هو حرام الجمال دا كله ما يخدتش التقدير اللي يستحقه حرام عليه يخونك يا رباب .
اغمضت عينيها تقبض على ألم كرامتها لترد كازة على أسنانها
وانت مالك يخوني ولا ميخونيش وانت مين اساسا 
ما قولتلك أنا معجب لا مش معجب انا الولهان بمعنى أصح سلام دلوقتي يا جميلة الجميلات. 
أنهى المكالمة ليزيد من حيرتها وتعب رأسها وكأنه كان ينقصها هذا المعتوه وأفعاله
هو انا للدرجادي قلقتكم عليا
قالتها شهد بجلستها في وسط الصالة بين لينا وشقيقتها وأنيسة التي تحاوطها بالرعاية منذ استيقاظها والتي ردت
يا حبيبتي ربنا ما يعيدها احنا بس كنا خايفين عليكي اصلها اول مرة تطولي كدة.
اضافت رؤى
ومتنسيش كمان انتي حالتك كانت ازاي قبلها انتي تقريبا كنتي مڼهارة وبصراحة عندك حق البت أمنية وخطيبها الزفت زودوها أوي المرة دي.
تغضنت ملامح شهد بضيق لتطرق برأسها وقد مر جميع ما حدث أمام عينيها فتدخلت لينا تقول بمرح
بس ايه يا بت شهد البت رؤى دي طلعت تربيتك صح ما سبتكيش ولا دقيقة فضلت لازقة جمبك في الاوضة وانتي نايمة حتى مدرسة ولا درس كانت بتروح .
عبست شهد لتسأل شقيقتها بتوببخ
معقول الكلام ده يا رؤى طب ومذاكرتك ومستقبلك هتحلقي امتى تلمي اللي فاتك دا انتي ثانوية عامة يا بنتي
ردت رؤى بابتسامة تطمئنها
والله بلم ومسبتش حاجة كنت بذاكر وكل حاجة وباخدها اون لاين طمن قلبك يا كبير.
بادلتها شهد الابتسامة بارتياح ومزيد من الإعجاب فرؤى هي الوحيدة من أسرتها من تثلج صدرها بأفعالها معها رغم الجحود والنكران الذي تجده من الباقي. 
طب احنا كدة لازم نتصل بالست مجيدة بقى.
قالتها أنيسة لتسألها شهد باستفسار
ست مجيدة مين هو انتي تعرفي الست مجيدة .
تولت لينا الإجابة عنها 
ست مجيدة ام البشمهندس يا سيادة المقاول دي جات مرتين تطمن وتسأل عليكي مع ابنها دا شكله
قلقان عليكي اوي.
قالتها لينا وهي تطالع بمكر شهد التي تغير لونها لتشوبه حمرة الخجل مع تذكرها للحلم الذي ساهم في استيقاظها. 
وقالت أنيسة بمرح 
ايه يا ست شهد نتصل نطمن الست وابنها ولا لأ
بحرج خرجت كلماتها 
انا مش همانع طبعا بس يعني..... انا بقول ارجع بيتنا بقى عشان الزيارات اللي من النوع دي.
هتفت بها لينا بحزم
بس يا بت انتي انتي مش راجعة البيت غير بعد ما اعصابك تهدى خالص. وان كان ع الزيارات ف اطمني يا ستي احنا مانعين الكل ما عدا الست مجيدة وعبد الرحيم دا بيجي يوميا دا كمان .
بعصبية كانت تعدو بخطواتها ليصدر كعب حذائها صوتا مألوفا يلفت الأنظار إليها بملابسها الافتة اصلا بضيق قميصها في الأعلى وقصر الجيبة في الأسفل ولكنها اليوم لم تكن مهتمة بل لا يعنيها الرجال في أي شيء وهي مھددة في عملها والأهم من ذلك هو ابتعادها عنه بعد أن لفظها پعنف رابطا عودتها إليه بالوصول إلى هذه الفتاة تبا لها لقد أصبحت تكرهها أكثر من أي شي ألا يكفي صورتها البراقة وحظها المضاعف من الدلال والجمال ورعاية الأسرة المحافظة لها لتكون بهذا الغرور تناظرها من علو وكأنها الصفحة البيضاء والتي تخشى على نفسها التلوث بالاقتراب منها.
توقفت فجأة بأعين الصقر وقد رأت غريمتها من زجاج الكافتيريا جالسة مع الأخرى صديقتها يحتسين المشروبات الساخنة. 
بدون تفكير أو تردد اقټحمت وتقدمت حتى وصلت إليهن تلقي التحية
صباح الخير يا بنات ممكن اقعد.
قالتها وجلست دون انتظار الإذن تقبلت مودة تجيبها بمرح
أهلا بيكي يا ميرنا طبعا اقعدي .
عقبت صبا متهكمة
تقعد فين تاني ما هي قعدت يا ست مودة
لدرجادي انتي مضايقة من وجودي يا صبا انا واحدة ست عادية على فكرة مش راجل عشان تكشي ولا تخافي منه وبرضوا لو مضايقك وجودي حالا هقوم .
قالتها وهي تنهض بمسكنة اثرت بصبا مع هذه النظرة الائمة في أعين مودة فقالت ملطفة
خلاص يا ميرنا موصلتش للدرجادي اقعدي بقى.
سمعت الأخيرة لتعاود الجلوس بأعين مترقرقة بالدموع اجفلت صبا ومودة التي قالت بلهفة
ليه البكا يا ميرنا 
رمقتها بحزن لتنقل بانظارها نحو صبا قائلة
أصل صبا بتبصلي نفس النظرة اللي بشوفها في عيون ناس كتير بيفتكروني ساهلة او واحدة مش كويسة عشان متحررة في لبسي حبتين.
قالت مودة بدفاعية
لا يا ميرنا متقوليش على نفسك الكلام ده صبا أكيد متقصدتش كدة والناس اساسا ما بتسيبش حد في حالها
صمتت صبا تطالعها بريبة وعدم فهم لتردف ميرنا
اتكلمي عن نفسك يا مودة لأن صبا شكلها بيقول غير اللي انتي بتقوليه خالص. 
هزت كتفيها الاخيرة بحرج لتجيب وهي تتناول كوبها وتدعي الانشغال في الارتشاف منه
أنا طبعا مقصدتش وحكاية القبول دي من عند ربنا بس حتى لو كان يعني من المؤكد انك پتبكي لسبب يخصك أنا مليش دخل بيه.
إجابتها العفوية كانت من الذكاء
 

 

تم نسخ الرابط