روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر

موقع أيام نيوز

 


بابتسامة بعرض وجهها لتستقبلهن بحفاوة بالغة لم تتخيلها
يا أهلا يا ميرنا اتفضلي انتي والقمر اللي معاكي المحل محلكم .
اقتربت الأخيرة بزهو لتتحدث مع المرأة باسترسال وكأنها على معرفة قديمة بالمرأة
تعيشي يا ست الكل يا قمراية افتكرتي على طول كدة وعرفتني دا انا خۏفت لتكوني نسيتني 
طبعا وحد برضوا يقدر ينساكي اتفضلي حبيبتي.

قالتها المرأة ثم انتقلت بكلامها المعسول إلى مودة
وانتي جميلة اي فستان بقى عاجبك
بلهفة قوية الټفت مودة تشير بذراعها نحو ما تقصد
هو ده.
تدخلت ميرنا بينهن بقولها
ايوة بس يا مدام بس عشان نتفق كدة من أولها احنا طماعنين في كرمك تعاملينا غير بقية الناس.
تبسم ثغر المرأة في خطابها للإثنتان
هي تلبس الفستان وتشوفه حلو ولا وحش عليها وأكيد ان شاءالله نتفق ودا عشان خاطرك يا ميرنا
بعد قليل خرجت لهم تلتف بالفستان يمينا ويسارا بفرحة وقد راقها من جميع النواحي لتسألهن
ها إيه رأيكم بقى حلو .
حلو اوي
ضحكت مودة وقد أسعدها قول المرأة وجاء رأي ميرنا متوافقا أيضا معها
المدام عندها حق يا مودة ومكدبتش الفستان فعلا جميل وهينطق عليكي.
بسعادة غامرة جعلتها تهتز بحركتها المعتادة في هذه الأوقات مشبكة كفيها خلف ظهرها كطفلة مبتهجة قبل أن تستدرك لتسألهن
اا طب احنا كدة عايزين نتفق ع السعر ولا انتي ايه رأيك يا ميرنا. 
قالتها وهي تغمز لها بطرف عينيها لتفهم مقصدها فردت الأخرى ضاحكة
من غير ما تغمزي انا فاهمة وألمدام كمان فاهمة انا اتفقت معاها على سعر كويس يناسب المتبقي من الفلوس معاكي هيصي ياللا يا ستي.
ايوة بقى.
تفوهت بها مودة لتهلل بفرح ثم توجه كلمات الشكر والامتنان للمرأة التي وافقت بالعرض وميرنا التي ساعدتها اليوم بجهدها ووقتها لتبتاع ما تشاء لتغير من هيئتها في خطوة جدية لتبديل واقعها البائس.
حينما خرجت من بروفة الفستان تحمله بيدها لتعطيه المرأة حتى تنهي الحساب كانت ميرنا هي الأخرى انتقت واحدا اعجبها رفعته أمامها تسالها
ها يا مودة ايه رأيك في الفستان يليق عليا ولا اغيره
بحيرة نظرت له ولعدد اخر من المعروضبن خلفها قبل ان تجيبها
مش عارفة بصراحة بس انا شايفاه من النوع اللي انتي بتحبي تلبسيه الفساتين الطويلة والضيقة دا الاستيل اللي بيليق عليكي عشان جسمك الرشيق زي المليكان
وافقتها المرأة القول تضيف عليها بإعجاب
فعلا يا مودة دا كان رأيي انا كمان قبل ما تخرجي شطورة وعندك زوق.
عقبت ميرنا بمداهنة طريفة منها
يا ولد ما انتي بتفهمي اهو في الموضة امال عاملة نفسك ليه غشيمة ومخلياني من الصبح انقيلك دا انتي بلوة مسيحة.
بمسحة من التفاخر مستها ردت مودة بخجل من الاثنتان
يعني يا ستي على قدي انا اصلا بفهم لغيري بس لكن ليا لأ ما انا عندي عين بتشوف برضوا.
تسلم عيونك.
قالتها ميرنا وهي تتناول الفستان متجهة نحو البروفة قائلة
طب انا هدخل اجربه عليا واشوفه لايق ولا لأ استنوني اخرج وتقولو رأيكم .
اختفت بداخل غرفة البروفة وانتظرت مودة مع المرأة التي كانت تجهز لها الفاتورة قبل أن تجفل على نداء ميرنا من الداخل
مدام ناهد ممكن دقيقة عشان خاطري حاسة الفستان انحشر فيا وخاېفة ليتقطع وانا پقلعه اصله طلع ضيق قوي. 
حاضر ثواني.
هتفت بها لترد عليها قبل ان توجه خطابها لمودة
ممكن يا حبيبتي تخلي بالك هنا على ما ادخل اشوفها جوا او ترجع البنت اللي بتشتغل معايا بطلب القهوة اللي بعتها عليه من الكافيه. 
أومأت مودة بطاعة تنتظرها وجلست على المقعد المجاور للمكتب المرأة تهزهز قدميها وتتجول بعينها في الإنحاء حولها تشاهد المعروض من الملابس الحديثة وتصميم المحل الفاخر ثم هذا المكتب الغريب بتصميمه ومقعد الهانم الذي كانت تجلس عليه ثم......
وقعت عينيها فجأة على الأرض لتفاجأ بهذا الشيء الذي
يلتمع بقوة دنت تتناوله لتعرف ما هو لتصعق بهذا الجمال المبهر خاتم ذو فص كبير لا تعلم ان كان من الألماس او الألماظ الحر أو حتى أن يكون تقليد كالذي ابتاعته في يوم ما ولكنه كان رائعا بشكل جعلها تطالعه وتقلب فيه بذهول لمدة من الوقت لا تعلمها قبل أن تجفل على صوت المرأة وقد بدا أنها على وشك الخروج من الغرفة لترتبك سريعا باضطراب لا تدري بماذا تتصرف وكيف تخبرها لتجد الحل قبل ان تظهر المرأة وقد تصرفت يدها بما تعودت عليه بأن وضعته في جيب سترتها
في المساء 
وقد اجتمعت الأسرتين بحضور مسعود ابو ليلة وزوجته وابنته بصفته ولي العروس ليستقبل العريس ووالدته وشقيقه ونساء العائلة من شقيقاتها وأنيسة التي وصلت متأخرا مع ابنتها بعد انتهاء دوام عملها في الشركة مع طارق لتنضم مع صبا في تزين العروس لتصبح ايه من جمال حقيقي خلقت به ولكن بالاهمال كان مدفونا ليظهر اليوم بصورة اجفلت جميع الحضور حتى ممن يسكن معها في البيت فما بالك بقلب محب يكاد قلبه ان يتوقف من فرط فرحه بها يطالعها بعدم تصديق وقد أصبحت اليوم خطيبته لتكون قريبا
عروسه .
شهد العسل وهو فارسها المهندس حسن.
.... ..
خجل!
يا إلهي هذه كلمة قليلة للغاية لتعبر عما تشعر به الان ام هو استغراب في غير محله أن توضع في هذا الموقف بدون ترتيب أو تمهيد مسبق.
أم هو فرح قد اتى مباغتا لها بعد أن هيئت نفسها للاستغناء عن متع الحياة في كل شيء والمضي قدما في طريقها في عمل دئوب للحفاظ على إرث والدها والحفاظ على شقيقاتها من اطماع النفوس السيئة من الغرباء والأقرباء أيضا
متخذة هيئة الرجال في الملابس وأفعالهم حتى لا يظنها أحد أنها ضعيفة لاستغلالها طامسة أنوثتها ورقتها القديمة خلف واجهة لقوة تدعيها وخشونة تحرص عليها كحرصها على عائلتها وأسرتها إذن أين ذهب كل ذلك
لماذا هذه الهشاشة التي تشعر بها أمامه كعصفور مبتل امام نظراته الثاقبة التي تخترقها ضعف لذيذ ومراهقة تتفاعل مع كل همسة منه لقد كانت منذ مدة قريبة ټتشاجر معه وتناطحه الرأي بالرأي اما الان ورغم حنقها بما تورطت به على غير ارادتها الا أنها لا تنكر هذه السعادة التي تجتاحها دفء نظرته المحبة لها أذابت بقلبها الجليد لقد أعاد إليها أنوثتها.
بجلسة أسرية بامتياز وحالة من المرح والمزاح الذي لا يتوقف وكأن الجميع يعرفون بعضهم البعض منذ زمن طويل مجيدة تتصرف بأريحية مع مسعود الذي فهم عليها من أول وهلة فكان تعامله معها بتسامح وقد أعجبه فعلها وزبيدة وابنتها كاسرة ثانية بعد أنيسة ولينا التي كانت كالبدر لتجبر هذا العنيد على اختطاف النظرة نحوها كل دقيقة.
حج ابو ليلة البنت بنتي والولد هو كمان ابني.
يعني اطلع منها.
قالها بمشاكسة اثارت الضحكات لتهتف نحو زبيدة بعتاب معترضة
شوفي يا ختي الراجل عايز يمسك عليا كلام مقلتوش. 
ضحكت المرأة في الرد لها
بيناغشك يا ست مجيدة اصل شهد بنته هي كمان ولا البشمهندس مجالكيش.
ردا عليها تدخل حسن
لا طبعا قولتلها دا عم ابو ليلة ده من قبل ما اشوفه وانا اسمع عنه سمعته الممتازة في كار المعمار زي الطبل.
ربنا يبارك فيك يا ولدي وانت كمان لولا سيرتك الطيبة انا ما كنت وافجت كدة طوالي ابدا والله ولو كنت واد مين حتى ما كنت هديك جواب ولا أريحك غير بعد ما افصفص وادجج في تاريخك وتاريخ عيلتك من وراك كمان ايوة امال ايه دا أنا هديك جوهرتي الغالية ولا يكون عندك اعتراض
أنااا
صدرت منه وانتقلت عينيه نحو شهد يجهر بعشقه لها بالفعل قبل القول
لو هي عندك جوهرة ف أنا عندي الدنيا كلها يعني حتى لو طلعت عيني كنت هتحمل عشان خاطرها.
أيوة بقى يا بشمهندس هندس ومزجنا معاك.
بشقاوة وجرأة هتفت بها لينا لتزيد من خجل العروس التي تخضب وجهها بالحمرة رغم وجود المساحيق عليه ليرتفع كفها على أعلى عينيها بفعل غريزي انساها شخص المقاول داخلها فعقبت أنيسة بمكر ترافقا مع ضحكات الجميع 
كسفتي البنت يا مصېبة. 
تدخلت مجيدة بمغزى تقصده
معلش يا ست أنيسة ما هي دورها جاي برضوا.
يااااه يدينا ويديكي طولة العمر يا طنت.
قالتها لينا بتفكه لتثير التعليقات المستهجنة من المرأتين وبعدم اكتراث منهما كانت تضحك وتناكف والدتها غير عابئة بالنظرات المصوبة نحوها منه وقد كان جالسا بهيبته يتحدث بالطلب رغم فرحه بشقيقه احتراما لأهل المنزل الذي يدخله لأول مرة قبل أن ينتبه فجأة مع الجميع على زغروطة غير متقنة على الإطلاق أطلقتها رؤى بكوميدية اثارت الضحك بصخب فقد كانت خارجة من المطبخ تحمل فوق يديها صنية كبيرة من المشروبات الباردة لتضايف بها الحضور وخلفها والدتها ابتسمت هي أيضا تسايرهم قبل أن تنضم بجوار ابنتها أمنية في جنب خاص لا يعجبها ما يحدث وهذه الفرحة الطاغية لأشخاص احتلوا مسكنها لينصبوا الفرح على حساب فرحتها هي.
اعدلي وشك يا خيبة متبقيش زي البومة كدة قدام الناس.
همست بها نرجس وهي تلكزها بكوع ذراعها على خصرها المترهل فكان ردها هو نظرة حاړقة لترد بالكز على أسنانها
أنا برضوا اللي بومة ولا هي اللي ظالمة وقلبها اسود من الغيرة مني اضحك ازاي ياما وهي هتاخد كل حاجة حلوة بجوازة عنب بشمهندس زي القمر وعيلة نضيفة طايرين بيها طير وانا الغلبانة اللي رضيت بقليلي مع ابن خالتي حتى مش هلاقي اللي يجهزني بعد ما تغور وتسيبني. 
جزعت نرجس وانسحبت الډماء من وجهها ف ابنتها الغبية على وشك ڤضحها ابتلعت لتهمس بالضغط على شفتيها بغيظ اختلط برجاءها
امسكي نفسك يا بت الهبلة هتفضحينا أجلي كل حاجة بعدين وشي بقى في الأرض منك.
اعتدلت أمنية بجلستها لتردف بغليلها
ماشي ياما هسكت واعمل نفسي بضحك كمان.
صمتت برهة لتهمهم داخلها
كدة كدة الليلة مش هتكمل اساسا ابراهيم وعدني.
مدام رباب يا مدام رباب.
اجفلت على النداء من خلفها وقد كانت عائدة من الخارج بعد لقاء بأحد القنوات التي استضافتها لشهرتها بصفة بلوجر وكشخصية مؤثرة لفئة كبيرة من الشباب الټفت إلى صاحب الصوت باستغراب تسأله
ايوة يا حامد بتندهلي ليه
تقدم الشاب الثلاثني بهيئته الرياضية كحارس تلقى افضل الدروس ليصبح فرد أمن مهم تستعين بها الشركات المختصة بتوظيف أمثاله دنى برأسه نحوها يقول بصوت خفيض
انا أسف لو ازعجتك بس اديكي شايفة اهو رغم اني الحارس بتاعك لكن مبقدرش اكلمك بحرف حتى وعم كريم واقف زي اللقمة في الزور معانا 
ايه!
تفوهت بها بعدم فهم لتضيق عينيها بارتياب لأمره فهم من نظرتها إليه توجسها منه فقال يقطع عليها حبل افكارها المتهورة
انا عايزة اقولك على حاجة بخصوص مخاوفك إن يكون في حد بيراقبك. 
ظهر على وجهها الاهتمام ولكن ما زال احساس الشك يروادها فجاء رده المباغت لها
انا شوفت واحد اظن انه هو اللي بيضايقك ويطاردك. 
ايه بتقول إيه
هتفت بها ولم تدري أن صوتها صدر عاليا هذه المرة حتى لفت نظر اقرب حراس
الفيلا فرد هامسا
وطي صوتك يا هانم ولو انتي
 

 

تم نسخ الرابط