روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر
المحتويات
واخواتك واجواز خواتك هتاخد عشاك معاهم وتروح معاهم.
نعم يا ختي.
هدر بها فاتحا فمه پغضب شعرت بالحرج وعينيها تتلفت يمينا ويسارا نحو المدعوين خوفا ان ينتبه أحد منهم فقالت بمهادنة
وطي صوتك يا إبراهيم انت عايز تفضحنا ولا إيه
ولا ناسي الشروط اللي وافق
ابوك عليها
كز على اسنانه يردف باعين حمراء
ازاي يعني تبقى خطوبتنا النهاردة ومنقعدتش مع بعض
دا انا كنت محضرلك كلام كتير اوي النهاردة يا بت من جوا معاميع قلبي زهقنا بقى من كلام التليفونات ولا انتي مزهقتيش يا نونتي ولا مش حاسة باللي حاسس بيه انا دلوقتي
عبست ملامحها فقالت بلهجة المقهورة
حاسة يا عنيا أكيد حاسة بس منها لله المحروسة اختي دايما كدة قاطعة عليا فرحتي.
اعتدل ابراهيم بظهره للخلف بعد أن وصل لمقصده ليتمتم وعينيه تتطلع على شهد التي تبدلت لواحدة أخرى لا يعلمها ثم صبا بجوارها ولينا في الناحية الأخرى تراقص رؤى الصغيرة ليتمتم داخله بغيظ بعد أن عادت أنظاره نحو عروسه
في مكان آخر
ويالتحديد في شرفة غرفته وقد جافى عينيه النوم بعد محاولات مستميتة باءت كلها بالفشل حتى انتفض عن الفراش وتركه ليجلس في هذا الوقت المتأخر من الليل برودة في الجو لا يشعر بها مع تفكيره المتواصل بها وصورتها لا تغادر ذهنه كل همسة وكل خجلة منها انطبعت بعقله لتزيد من تعذيبه تنهد بإحباط متزايد وكل هذا يحدث معه من اول يوم من اول يوم لها معه في العمل لقد اشتاق إليها بصورة مؤذية يتمنى انقضاء الليل باقصى سرعة يتمنى رؤيتها يتمنى سماع صوتها الان.
سمع الصوت وانتفض ېكذب أذنيه قبل ان تهبط عينيه للأسفل ويصعق برؤيتها حقا تخاطب والدها الذي انزلهم أمام البناية ثم عاد لسيارته ليعود إلى حفل الخطبة مرة أخرى.
كانت تقف مع والدتها وبهيئة تسحب الأنفاس من صدره وتشعله بڼار الغيرة ايضا مع تذكره لعدد العيون التي رأتها قبله وتغزلت بحسنها رغم عدم تعمدها لذلك وحشمة ملابسها ولكن هذه صفة اساسية بها.
......
بداخل المكتب المتواضع بشقة صغيرة في إحدى المباني السكنية القديمة كانت شهد تمارس عملها الذي اعتادت على فعله منذ ۏفاة أبيها لتحل هي محله في كل شيء بعد أن اجبرتها الحياة على ذلك فمنذ متى كان حمل الهم اختيارا للبشر خصوصا لواحدة مثلها.
صباح الخير.
انتفضت على أثرها شهد مجفلة لترمق بغيظ تلك التي توقفت أمامها مستندة بكتفها على إيطار الباب تلوح لها بالتحية بأطراف أصابعها بأناقة زادت من استفزاز الأخرى لتهتف بها
تبسمت الأخيرة لتقول وهي تخطو بداخل الغرفة حتى جلست أمامها
بس انا مكنتش بتسحب ولا بمشي على طراطيف صوابعي انتي اللي كنت مندمجة في حسبتك لدرجة انك ما انتبهتيش ليا ولا لخطوتي.
سمعت منها لتزفر مطولا بتعب قبل أن ترد عليها ببعض اللين.
معلش بقى يا ست لينا سامحيني المهم انتي نورتيني النهاردة مع ان دي مش عادتك يعني انك تتطبي فجأة كدة من غير اتصال!
تنهدت لينا هي الأخرى بتعب تقول
اعمل ايه يا ستي ما انا كمان مكنتش عاملة حسابي وهي جات معايا كدة وانا بسوق عربيتي لقيت نفسي جاية على هنا حسيت إني محتجالك اوي يا شهد.
هيئتها أصابت الأخيرة بقلق لتسألها
ليه يا لينا في حاجة مزعلاكي
اجابتها على الفور
اه في يا شهد ماما!.... طارق امبارح كان عندنا وجايب معاه عريس لقطة زي ما بيقولوا كدة بيشتغل في العمل الدبلوماسي وبني ادم محترم وسيرته كويسة.....
طب ما دي اخبار حلوة يا بنتي امال......
قطعت شهد فجأة لتناظرها بغيظ بعد أن استدركت لمغزى كلماتها لتسألها بارتياب
اوعي تقوليلي انك رفضتيه او مش عاجبك
وضح جليا على وجهها الإجابة لتردف لها شهد باستياء
حرام عليكي يا لينا بجد والله حرام عليكي وعندها حق أمك تزعل انا عرفت لوحدي دلوقتي ومن غير ما تقولي مامتك الله يكون في عونها.
صمتت الأخيرة لعدة لحظات تمط وتعوج بشف تيها بتأثر قبل أن تقول
طب اعمل إيه انا بس يا شهد مش بإيدي يا ناس لا بدلع ولا بشوفهم وحشين بس بلاقي نفسي رافضة ومش عاجبني....
قاطعتها شهد
اه يا ختي بس كان يعجبك العيل الأهبل اللي اسمه نيازي! إنتي هتشليني يا بت
تبسمت لينا بخفة ترد
يمكن كان عاجبني عشان مختلف بس شوية شوية اكتشفت عيوبه واكتشفت تفاهتي بتعلقي بيه وفي الاخر كرهته شكلي كدة هعنس.
سمعت شهد ورفعت رأسها بعد أن توقفت عما تفعله لترمق الأخرى بنظرة حانقة ممتلئة بالغيظ لتهتف بها وهي تلوح بالقلم
تعرفي يا لينا إيه الفرق اللي ما بيني وما بينك....
قطعت لتكمل باستدراك
هو مش فرق صحيح هو وجه تشابه.
عقدت حاجبيها لينا تطالع الأخرى باستفسار لتسألها وهي تستند بمرفقها على سطح المكتب
إيه بقى يا ناصحة
فقالت شهد
وجه التشابه اللي ما بينا يا لينا هو اننا متعوسين انا متعوسة بحظي وظروفي الزفت اللي اتحطيت فيها ڠصب عني وانتي متعوسة بدماغك دماغك هي اللي تعباكي يا حبيبة قلبي
برقت لينا بفيروزيتيها تجيب بدفاعية
لأ يا شهد لازم تبقي منصفة مشكلتي هي الحظ الزفت زيك بالظبط انتي ظروفك وانا حظي اللي موفقنيش الاقي الراجل اللي يملا دماغي فهمتي بقى يا سيادة المقاول.
ظلت شهد تطالعها مضيقة عينيها بصمت لعدة لحظات حتى عادت للأوراق التي تعمل بها مغمغمة
اهو دا اللي انتي فالحة فيه لماضة وبس وانا مفقوعة مرارتي من المشاكل اللي متكومة فوق دماغي واخرها مهندس الزفت دا كمان كنت نقصاه انا ولا ناقصني تحكماته.
مهندس مين
سألتها لينا لترفع رأسها إليها مرة ثانية تجيبها بامتعاض فكاهي
إسمه حسن الباشمهندس حسن.
مين حسن ده
سألتها لينا وقبل ان تجيبها شهد تفاجأت باتصال مساعدها اوقفت لتجيبه على الفور
ايوة يا عبد الرحيم.......... إيه......... ليه يعني هو عايز يعمل مشاكل وبس....... طب اقفل وانا جاية عندكم اشوفه.........
انهت المكالمة لتهتف ساخطة وهي تلملم أشياءها
يا رتني افتكرت مليون جنيه يا شيخة البني أدم ده بيجي ع السيرة ولا إيه بس
قالتها وهي تضع الملفات والالة الحاسبة في درج المكتب لتغلق عليها بالقفل وسألتها لينا بارتباك
ماله الراجل ده وانتي بتلمي حاجاتك ليه دلوقت
ردت شهد بأسف وهي تتناول علاقة المفاتيح وهاتفها
معلش يا لينا تعالي نكمل كلامنا في العربية او نخليها وقت تاني المهندس اللي بقولك عليه عاملي مشكلة في الموقع.....
وصلت اخيرا اخيرا وصلت.
كان يردد ويتمتم بالكلمات داخله وهو يتابع سيارتها التي وصلت بالقرب من موقع العمل لتصطفها في المكان المخصص بحرفية في القيادة جعلته يرفع لها القبعة لتترجل منها وتظهر أمامه اخيرا بكليتها شيء ما يحدث بداخله ولكن
لا يعلمه اسبوع كامل مر من وقت ان حضر حفل خطبة شقيقتها مع والدته ولم يراها بعد ذلك وقد خفت أقدامها عن المجيء إلى الموقع بعد استقرار سير العمل يأتي يوميا تقريبا ولا يجدها فمساعدها هذا المدعو عبد الرحيم لا يقصر بشيء حتى حينما افتعل هو مشكلة بالأمس من أجل أن يراها قام هذا المتحذلق بالإتصال بها وحل الأمر سريعا لكن اليوم هو أصر على مجيئها. وقد وجد الثغرة التي مكنته من وقف سير العمل لتجبر على المجيء.
هل افتقدها ام هو اشتاق للشجار معها نعم هي الثانية خصوصا وهو يراها الان بملابس الرجال التي ټدفن بها انوثة طاغية رأها هو بنفسه في هذا الفستان النبيتي......
نعم يا بشمهندس إيه بقى اللي حاصل لكل الإشكال ده
قالتها تخرجه من شروده بعد ان اشتعلت رأسه بصورتها في حفل الخطبة التي ارقت لياليه الماضية فتحمحم يجلي حلقه ليخرج بجملة مفيدة
طب ارمي السلام الأول يا سيادة المقاول دا حتى بيقولوا ان السلام لربنا.
تنهدت بقوة تناجي الصبر من الله قبل ان تخاطبه بلهجة اخف من سابقتها
أسفة لو دخلت بعصبيتي من أولها بس اهو السلام عليكم يا بشمهندس.
كدة حاف!
غمغمها بداخله وقد تحرقت كفه لمصافحتها وملامسة كفها الرقيقة الناعمة استدرك سريعا يجلي رأسه من أفكاره المنحرفة... ليجيب بهدوء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته انا مقدر عصبيتك أكيد بس بصراحة بقى الأمر مكانش ينفع السكوت عليه.
أمر إيه بالظبط اللي يخليك توقفت العمال عن الشغل وتضيع يوم بحاله
سألته بلهاث وعصبية جعلته يتخلى قليلا عن بروده في إجابته نحوها
انا موقفتش تعنت ولا تعسف لا سمح الله... تعالي بنفسك وانتي تفهمي قصدي.
تحرك امامها وتبعته حتى توقف أمام جدار من المبنى الجديد ليشير بحد كفه عليه
حضرتك الحيطة هنا بشكل مخالف بمسافة واضحة يعني لو كملنا عليه هيبقى غيرنا شكل التصميم الأصلي للمبنى.
صمتت تطالعه بتركيز لتتذكر الرسم الأصلي اين وضعته ولكنه كان جاهزا بنسخته ليتناول رسم مصغر على ورقة كبيرة ويفردها أمامها على الحائط ليشرح
تعالي حضرتك وشوفي بنفسك كدة.
اقتربت برأسها منه وهو ظل يشرح ويشير على النقاط الهامة قبل أن يتوقف مستدركا وقوفها بجواره ورأسها بهذا القرب منه كانت تتابع بتركيز جعلها تغفل عن نظراته وقد عادت إليه مشاعر الفستان النبيتي مرة أخرى.....
انتقض فجأة على الرنة المميزة لمجيدة والتي وضعتها هي لنفسها حتى تجعله في كل مرة يشعر بالحرج حينما يسمعها احد غيره بصوت المطربة فايزة أحمد
ست الحبايب يا حبيبه
يا اغلى من روحي ودمي
يا حنينة وكلك طيبة
يارب يخليك
أيوة يا أمي.
أجاب بها سريعا بعد ان ابتعد قليلا عن شهد التي كتمت ضحكتها بصعوبة وجاء رد مجيدة
ايوة يا حبيبي عامل ايه دلوقت
همس بصوت خفيض بغيظ
يعني هعمل ايه بس بعد الرنة دي انتي برضو عملتي اللي في دماغك وغيرتيها انا شكلي بقى ژبالة قدام الناس.
ناس مين يا واد
قالتها مجيدة قبل أن يصلها صوت عبد الرحيم الذي كان ينادي
يا ست شهد ثواني عايزينك
سمعت مجيدة لتهتف بلهفة نحو ابنها
شهد يا حسن يعني بتشوفها اهو امال بتنكر ليه وتقول ما بتجيش الموقع
عض على قبضته يهمس برجاء
يا ماما بلاش كلامك ده ابوس إيدك مش ناقصة فضايح.
رددت خلفه بتوعد
فضايح يا حسن! طب اديهاني اسلم عليها.
تسلمي على مين يا ماما مينفعش.
مينفعش ليه ان شاء الله يا حبيبي من غير حلفان يا حسن هتديها التليفون دلوقتي عشان اكلمها لا ازعل منك.
لا طبعا مش هديها التليفون دا يستحيل يا
متابعة القراءة