روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر

موقع أيام نيوز

 


به مع شادي والذي رفع رأسه عما كان يعمل به يتبعها حتى جلست لتتسمر بجمود وعينيها توقفت في نقطة ما في الفراغ لتشرد بها وكأنها تحمل هم قضية في مجلس الأمن.
مالك يا صبا
سألها لتنتبه إليه وتناظره صامتة لحظات قبل أن تجيبه بتنهيدة وهزة خفيفة برأسها
لا مفيش حاجة متشغلش نفسك انت.
مشغلش نفسي ازاي يعني هو انت مش شايفة خلقتك مقلوبة ازاي حد زعلك يا صبا ولا ضايقك بكلمة قولي.

قالها غاضبا بحمائية جعلت ثغرها يفتر بابتسامة لفعله الدائم في رعايتها والدفاع عنها دائما منذ أن استلمت وظيفتها بقسمه وكأنها أصبحت من ضمن مسؤلياته كرحمة شقيقته ووالدته لذلك هي لم تعترض ولو مرة واحدة على تسلطه احيانا معها وفرض رأيه وتدخله المبالغ به في شئونها مع علمها بصدق نيته وقالت بملامح مرتخية قليلا عما سبق
محدش زعلني والحمد لله انا بس.... مضايجة كدة يعني من موقف حصل معايا مع واحدة عزيزة عليا ويهمني أمرها.
بفراسة وسرعة بديهة فاجئها شادي برده
مودة صح
همت لتنفي ولكنه قطع عليها متابعا
ما تحاوليش تكدبي انا اصلا عرفت الاجابة من قبل ما تقولي ثم يعني بالعقل كدة هي اقرب واحدة ليكي في الفندق ولا يكون التانية!
طالعته باستفهام مرددة
تانية مين
ميرنا مثلا. 
قالها بخبث لتعترض على الفور پغضب مرددة
ميرنا دا إيه دي لا صاحبتي ولا اعرفها اساسا دي مجرد واحدة زميلة ليا معرفتي بيها مزيدتش عن صباح الخير يا جاري انت في حالك وانا في حالي. 
ازاي بقى دا انتي حضرتي عيد ميلادها
جادلها بمكر حتى يصل لهدفه فكان ردها پعنف مستنكرة
هو يوم وكانت غلطة اساسا او بمعنى أصح كانت ليلة وعدت على كدة لكن عمرها ما هتبقى صاحبتي. 
قالتها وانتظرت منه رد ولكن ظل صامتا يربكها بتحديقه بها قبل ان يتكلم اخيرا
على فكرة يا صبا انا كان ممكن امنعك عن الحفلة خصوصا بعد ما عرفت باسم المطعم اللي عزماكم فيه دا سبع نجوم يعني مش أي حد يدخله انا سيبتك تروحي معاها وتقرري انتي بعد كدة من نفسك واحدة زي دي تجيب منين المبلغ الخيالي لفاتورة عزومة وعيد ميلاد في حتة زي وانتي بتقولي يتيمة وملهاش حد كمان دا ربنا عرفوه بالعقل.
اطرقت رأسها بفعل اظهر تفهما لكلماته فقال متابعا
انا مش هسألك يا صبا ايه اللي مضايقك منها ومن مودة وخلاكي تقلبي عليهم كدة مباشرة بعد الحفلة اللي الظاهر ان كان ليها دور جامد في انها تغيرك طول الأيام اللي فاتت.
ليه مش هتسألني
عشان واثق فيكي.
تلفظ بها كجملة عابرة ثم عاد لعمله على الحاسوب غافلا عن وقع الكلمات عليها وقد ظلت لمدة من الوقت تحدق به وكأنها تكتشفه من جديد أن تجد الأنثى رجلا يقدرها شيء جميل ولكن أن يعطيها ثقته الكاملة وبلا حدود هذا أكبر من كل شيء حتى لو كان ما يجمعهم لم يتعدى بعد الجيرة أو زمالة العمل.
ودي ايه اللي جابها هنا
تمتمت بها ميرنا بعد أن وجدت مودة اخير وقد بحثت عنها في كل الأماكن التي تتواجد بها أو حتى المكلفة بالعمل داخلها لتفاجأ بها الان هنا جالسة على عتبة السلم الخلفي لمبنى العاملات بشرود مريحة خدها على قبضتها المستندة بها على ركبتها اقتربت لتشاكسها رغم اندهاشها من هذه الحالة التي تبدو عليها
زرعتيها منجة وطلعت ملوخية. 
انتبهت إليها مودة لتعتدل بجلستها غير مستجيبة للدعابة مما زاد من اندهاش الأخرى
ايه يا ست مودة حتى الضحكة مقدراش تردي بيها هو انتي زعلانة مني يا بت ولا إيه
بصوت متردد ردت مودة وهي تتهرب من النظر إليها
لا طبعا يا ميرنا مين اللي قال الكلام ده
نصف شهقة خرجت منها وقد تبدلت ملامح المرح إلى اخرى عابسة مستنكرة تقول
افعالك يا حبيبتي هي اللي قالت واخدة جمب مني ليه يا مودة اللي حصل يا عنيا عشان وشك يتغير كدة وعينك تهرب من عيني
بكذب مكشوف حاولت مودة الإنكار
مبقولك مفيش حاجة حصلت انا بس مضايقة حبتين وقولت استفرد بنفسي.
ختمت تتلاعب في جيبتها تتجنب المواجهة معها وضيقت ميرنا عينيها لتطالعها بتفكير عميق هذه ليست مودة التي تعرفها مودة التي نتقرب منها ويشرق وجهها بالانبهار على أقل فعل تفعله لها وهذا معناه أن مودة أصبحت تتسرب من بين يديها بضړبة عڼيفة بكفها على قاعدة الحائط المجاور لمودة هتفت وراسها دنت واقتربت من رأس الأخرى
هي صبا قالتلك ايه بالظبط عني
أجفلت مودة شاهقة بخضة لتردد باضطراب وفزع
ايه في ايه يا ميرنا خضتيني مالها صبا وايه اللي جاب سيرتها اساسا
بملامح تنضح بالشراسة رددت ميرنا خلفها بعدم تصديق
ايه جاب سيرتها.... بتدافعي عنها يا مودة وهي سايباكي زي الكلبة تراضي فيها بقالك ايام عشان بس سيبتيها كام دقيقة مع عدي باشا في المطعم وروحتي تصلحي جيبتك كنتي مشيتي معاها بهدومك المبلولة يا بت طبعا عشان تبقي زي العبيطة وانتي ماشية معاها وهي البرنسيسة اللي بټخطف عيون الرجالة.
كلماتها السامة التي خرجت من عمق حقدها لتفقدها ميزة التحكم المعتادة منها في مثل هذه المواقف كانت من الغباء لتجعل مودة تنتبه لها ولفعلها لتتغضن ملامحها على الفور أمامها باحتقان جعلها ترفع الحرج عنها في الرد بقوة وهي تنهض عن جلستها بحدة
عندك حق هي فعلا بتمشي زي البرنسيسة وانا بمشي جمبها زي الخدامة بس برضوا بحبها عشان هي بتحبني من قلبها وپتخاف عليا وعلى مصلحتي بتشخت فيا وتزعقلي بس عمرها ما چرحتني. 
قالتها وتحركت مغادرة بدون استئذان لتتركها تتفتت من الغيظ وڼار بغليل ټحرقها لتدب على الأرض بقدميها قبل أن تتناول هاتفها وتتصل بالرقم المعروف تخاطبه بانفعال
الوو.... أيوة باشا معلش بقى اعذرني عشان انا فاض بيا من الموضوع ده وتعبت.......... اقولك يا باشا موضوع ايه البت مودة اللي انت عارفها اه.
خرج منها تأوه مفاجيء وهي تجلس على نفس الدرجة التي كانت جالسة عليها الأخرى تزحزحت قليلا لتجد السبب وهو عبوة عطر فاخرة من ماركة عالمية لا يملكها سوى المحظوظين من الأغنياء ورأتها هي قبل ذلك في الأجنحة الفاخرة بالفندق هنا نثرت قليلا منها في الهواء لتتنشق رائحتها بابتسامة منتشية جعلتها تنسي الطرف الاخر على الهاتف حتى هتف بها
صائحا بصوت عالي جعلها تعود إليه.
ايوة يا باشا انا معاك اهو............ اه انت عايزني اكمل اللي بقوله لا خلاص يا باشا متشلش هم بقى أنا لقيت الحل!
قالت الاخيرة بابتسامة متوسعة وقد فكرت سريعا واتخذت القرار!
على مائدة السفرة التي أوشكت على الإنتهاء منها هتفت مجيدة على ابنها بصوتها العالي وهي تتخذ مكانها على المقعد الخاص بها
يالا بقى يا حضرة الظابط خلص يا خويا انا ما صدقت خلصت لو برد الأكل مليش دعوة......... اخلص يا واد.
خرج إليها أمين من غرفته يردد خلفها ساخرا
اخلص يا واد وبتزعقي فيها كمان بعلو صوتك عشان العمارة كلها تسمع هو انتي ليه يا أمي مصممة تضيعي هيبتي وقيمتي قدام الناس
عشان انت اساسا ملكاش قيمة يا حبيبي امشي يا واد هات طبق الخضرة من فوق الرخامة جوا.
قالتها مجيدة غير مبالية بتجمد ابنها الذي كان يتصنع البوس لتتابع بصيحة
اخلص يا واد اتحرك هو انت هتفضل واقف كدة اليوم كله.
انتفض أمين مذعنا لأمرها ليعدوا نحو المطبخ سريعا يتمتم بصوت عالي
ست جبارة حقيقي ربنا ع المفتري.
غمغمت خلفه بعدم اكتراث
ايوة يا اخويا مفترية ما انتو صنف نمرود مينفعش معاكم غير كدة
دوت ضحكة عالية من جهة أخرى وقد كان ابنها الاخر يدلف لداخل المنزل عائدا من عمله يردد
الله الله يا ست الكل دا ايه الغل والتسلط دا كله دا حتى عيالك غلابة.
قال امين خلفه وهو يضغ مجموعة من اوراق الجرجير يتسلى بتناولها قبل أن يصل وينضم معها
قولها يا حسن يا خويا قولها دا بدل ما تطبطب عليا وانا راجل بيطلع عيني م اللي بشوفه من المجرمين والسوابق وتدوقني حنان الأم.
بابتسامة صفراء تجعدت ملامحها بامتعاض تقارعه رغم انشغالها بتناول الطعام
خلاص بطلنا يا حبيبي عايز حنان روح عند ام حنان .
قالتها وانطلقت الضحكات المرحة من الشقيقين بصوت عالي حتى قبلها حسن فوق راسها قائلا
عليا النعمة انتي ست عسل ربنا يخليكي لينا يارب. 
قالها وهم أن يتحرك ولكنها أوقفته بقولها
استنى هنا رايح فين
رايح اغير هدومي عشان اجي اكل معاكم انا كمان. 
طب استنى انا عايزاك.
عايزانى في إيه
سألها باستغراب مع شقيقه الذي انتبه هو الاخر ليتوقف عن الطعام يتابعها وهي تقول
الكلام ده ليكم انتو الاتنين تعملوا حسابكم على مبلغ محترم انا عاملة عزومة بكرة وعايزة اعمل حسابي من دلوقتي.
سألها أمين باستفهام
عزومة ايه يا ماما ولمين
عزومة لشهد بمناسبة ان ربنا عفى عنها وقامت بالسلامة وهجيب معاها اختها رؤى.
ينصر دينك.
خرجت من حسن على الفور مهللا لتستطرد هي بنظرها نحو شقيقه
ومعاها لينا ووالدتها.
سمع منها امين ليهتف معترضا
ودي ان شاء الله هتعزميها بمناسبة إيه لتهزيقها لابنك ولا عشان بتخانق دبان وشها كل ما تشوفه
كتمت مجيدة ابتسامة متسلية لتزيد من غيظه بقولها
وانت مالك يا بارد واحدة عازمة صاحبتها وبنت صاحبتها ايه دخلك انت عليك تطلع الفلوس وبس. 
بكف يده ضړب على سطح المائدة باعتراض وهو ينهض عنها مغادرا
يبقى تنقي وقت مكنش انا فيه عشان لو شوفتها هسيب البيت وامشي.
تمام بس اياك تحط ايدك على أي صنف من الحلويات اللي هتجيبها والدتها
هتفت بها من خلف ظهره ليلتف إليها على الفور قائلا متراجعا عن حدته
ليه هي الست أنيسة قالتلك انها هتجيب حلويات معاها
بابتسامة منتصرة ردت مجيدة
طبعا يا حبيبي دا اتفاق ما بينا انا عليا الأكل وهي عليها الحلويات. 
بوجه مشرق وهيئة ټخطف النظر إليها كالعادة ظهرت اخيرا تدلف من مدخل الفندق مع هذه الفتاة صاحبتها بالابتسامة الرزينة تبادلها الحديث في أمر ما كانت مندمجة فيه حتى تفرقتا كل واحدة نحو قسمها لتتخذ طريقها نحوه في اتجاه الغرفة التي تعمل بها هل هذا اشيتاق ام هو شيء أمر منه لا يصدق انه يشعر بهذا الألم لقد سافر واجبر نفسه على مصاحبة أجمل النساء في البلدة التي مكث فيها لعدة أيام ومع ذلك لم تخرج من تفكيره ولو لدقيقة حتى وجد نفسه يعود على الفور ليقضي ليلة الأمس ساهرا حتى الصباح وقد جفى النوم جفونه ليجلس منذ السادسة هنا في انتظارها ليملي انظاره منها ومن جمالها الجاذب بشخصية تختلف عن جميع النساء التي قابلها أو سمع عنها عنيدة كالصخر بشجاعة تنقص العديد من الرجال لا يدري من أين ظهرت له
أما صبا والتي تفاجأت برؤيته إكتنفها شعور غريب بالقلق فور أن وقعت عينيها عليه وقد مرت ايام عديدة لغيابه منذ رفضها للعمل سكرتيرة في إحدى شركاته فقد اختفى بعدها ولم تراه ولا
 

 

تم نسخ الرابط