روايه وبها متيم انا بقلم الكاتبه آمل نصر
المحتويات
الدنيا فرقتنا من غير ما نرتبط.
رغم فرحها بكلماته التي تدغدغ مشاعرها من الأعماق إلا انها لم تقوى على كبت سؤالها الملح
ليه يا حسن
ليه إيه
ليه حبتني إيه اللي جذبك في واحدة زي
تقصدي إيه بواحدة زيك
صدر سؤاله عن قصد رغم فهمه لما ترمي اليه ولكنه يريد المزيد من المعرفة عنها انتابها الحرج في البداية ولكن الفضول القاټل داخلها جعلها تجيب بكل صراحة
أيوة بقى.
تفوه بها وكأنه قد عثر على ما يبتغيه ليسألها مباشرة
ليه الإهمال المقصود واللبس الرجالي الأوفر انتي قمر يا شهد وانا بشوف ان إهدار حقك في الظهور كبنت دا ملوش أي لازمة مع واحدة في شخصيتك.
انت بتتكلم عن شخصيتي اللي انت شايفها دلوقت لكنك متعرفش شخصيتي القديمة زمان دلوعة ابوها دي الصورة اللي الناس كانت واخداها عني.
إحكيلي عنها يا شهد.
قالها حسن وقد اقترب برأسه منها يتابع بإلحاح
أنا نفسي اعرف كل حاجة عنك يا شهد وبتمنى منك تفتحيلي قلبك وتقولي.
يعني انت عايزانى احكي كدة من اول خروجة وكمان في العربية طب حتى بل ريقي بكوباية مية الأول .
يا سلام يعني انتي جيتي في جمل.
قالها حسن وهو يترجل من السيارة سريعا ثم التف نحو جهتها ليفتح الباب المجاور لها قائلا بفعل مسرحي
بخجل شديد انزلت قدميها على الارض الخارجية لتعقب خلف غلقه للباب
طب كنت اعملها وانا لابسة فستان على الأقل كانت لاقت شوية عني وانا نازلة كدة معاك بالبنطلون.
اثني ذراعه امامها بحركة مكشوفة لتتأبطه وتتشبث فيه بيدها فعلت على حرج ليسير بها نحو وجهتهم ورد على كلماتها
هتفت من خلفه ساخرة حتى تخفى خجلها
موزة جامدة كمااان! انا كنت فاكراك طيب وبريء يا حسن.
طيب وبريء! طب ازاي بس يا شهد دا انا ابن مجيدة.
عقبت تقارعه بمشاكسة
ابن مجيدة وكمان بتقولها قدامي طب انا فتانة يا حسن وهنقل لها الكلام ده.
ضحك باندماج واضح معها يقول
قولي يا غالية وانا هبلغها اني فعلا انحرفت ولازم بقى تلمني وتجوزني بسرعة واهو تبقي كسبتي ثواب فيا بالمرة.
اكمل بضحكاته فلم تملك أمامها سوى أن تفرغ غيظها به بضړبة بقبضة يدها الصغيرة على ساعده وكان رده بميوعة جعلتها هي الأخرى تضحك
اه يا دراعي إيدك تقيلة اوي شهد .
بداخل المشفى الحكومي والذي دلفته صبا على الوصف لزيارة صديقتها الموجودة به في غرفة وحدها وبحراسة رجل الأمن والذي وللمفاجأة لها بمجرد أن أفصحت له عن هويتها ورغبتها في زيارة المړيضة سمح لها بالدخول بدون جدال او حتى مناقشات عادية لتكتشف حقيقة الوضع بعد رؤيتها لها وسرد ما حدث
بتقولي ايه
بقولك اللي حصل يا صبا...... بس والله ما كنت اقصد........
بازبهلال خلى من الاندهاش او أي شيء اخر تجمدت تطالعها وهذه الموجة من البكاء التي ڠرقت بها لتزيد على بؤسها وتزيد من شعور الغيظ الذي ينمو داخلها نحوها حتى اڼفجرت بها
يعني ايه مكنتيش تقصدي دا انتي بنفسك بتقولي ان الكاميرا صورتك بالحجم الطبيعي وانتي بتحطي الخاتم في جيبك يبقى ازاي بقى متقصديش
ضغطت مودة بقوة على عينيها وهذه السيل من الدموع الذي لا يتوقف لتجيبها
يا صبا افهميني الله يخليكي انا الخاتم لقيته ع الأرض يعني لا دورت في ادراج ولا حتى مديت ايدي في جيب الست غلطت اني حطيته في
جيبي لكن والله ما كنت اعرف ان قيمته غالية كدة كنت فاكراه انتيكة ولا تقليد زي اللي بجيبها وبشتريها.....
انتيكة إيه ولا زفت ايه
هدرت بها صبا مقاطعة لتتابع بشدة غير مبالية لحالتها
دي سړقة يا مودة ومش سړقة حاجة هينة لا دا الماظ يا غالية يعني لو بعتي بيتكم والعمارة اللي انتي ساكنة فيها برضو مش هتجيبي تمنها.
ردت مودة بتشدق عن قناعة ترسخت داخلها بوجود الحل
بس اقدر أجيبه هو نفسه لو هما خرجوني لأنه أكيد وسط هدومي اللي قلعتها أو حتى اتنتر تحت الدولاب أو السرير انا بس اخرج وهقلب الاوضة واطلعه ان شاء الله.
التوى ثغر صبا بحنق وضيق من سذاجة مودة التي أصبحت ترهقها ذهنيا بالفعل لتوجه سؤالها لها بسأم
ودا هيحصل ازاي بقى يا ناصحة والقضية لابساكي لابساكي هتقنعيهم ازاي يعمولها دي ويخرجوكي ولا يكونش فاكرة ان الست صاحبة الخاتم هترضى تتنازل ولا تعمل معاكي صلح على أمل انك ترجعيلها الخاتم.
لا ما انا عرضت الفكرة ع الست واتحايلت عليها لكنها مرديتش.
قالتها مودة لتصدمها صبا بردها
ما هو دا الطبيعي على فكرة مين هيصدق اساسا واحدة بتقول هروح ادور دي عاملة زي حين ميسرة كدة.
صمتت مودة فجأة لتطالعها بنظرات غير مفهومة أثارت الريبة بقلب صبا قبل أن تخرج ما في جعبتها
بس انا اعرف حل تاني يا صبا واحد لو اتدخل بتقله مع الست دي هيخليها ترضى بالصلح.
انتظرت صبا باقي الحديث بأعين متسائلة لتردف لها الأخرى
صاحب المول اللي مأجرة فيه الست دي محلها يبقى عدي باشا مالك الفندق بتاعنا.
رغم تفاجئها بالأسم وموقعه في هذا الشيء القاسم في مستقبل صديقتها إلا أنها ما زالت لم تفهم بعد غرض الأخرى من ذكره وسألتها مباشرة
أيوة يعني ودا هيحلها ازاي دا مش بعيد يطردك لو عرف باللي حصل.
ممكن!
دمدمت بها مودة وملامحها ازدادت غموضا لتبتلع ريقها بتردد وتفكير قبل أن تحسم امرها قائلة
صبا انا واقعة في عرضك تساعديني.
اساعدك في إيه والله لو في إيدي مش هتأخر ولو ستك تسمحلي هدخل البيت واقلبه لحد ما الاقي الخاتم.
قالتها صبا بعفوية ونية صادقة في نجدتها مما شجع الأخرى على المواصلة
لأ يا صبا انا مش هطلب منك تدفعي ولا تروحي لستي لأن انا عارفاها وعارفة طبعها كويس دي ممكن تعمل ڤضيحة في العمارة كلها وتجرسني لو عرفت باللي حصل انا بس هطلب منك تكلمي عدي بيه يخلي الست تتناز.......
أكلم مين هو انتي اټجننتي
هتفت بها صبا بمقاطعة حادة وعدم تقبل للفكرة من الأساس ولكن الأخرى اڼهارت تستجديها بالبكاء
يا صبا انا مليش حد غيرك يساعدني في الموضوع ده ابوس إيدك اقفي معايا انا مش طالبة منك غير تقولي الحقيقية يمكن قلبه يحن ويديني فرصة.
فاض بها لتمسك بكفيها على جانبي رأسها تردد بعدم تحمل
الله ېخرب بيتك الله يخربيتك يا شيخة هو انتي فاكرة اللي بتقوليه ده سهل اوي كدة ولا انا اساسا ليا معرفة بيه اوي الراجل ده عشان يقبل وساطتي ثم تعالي هنا انتي مش قولتي ان اللي اسمها ميرنا كانت معاكي في المحل بتنقي هدوم هي كمان ما تغور بقى تكلمه ولا تستعطفه مش برضوا ليها كلام معاه.
بنظرة منكسرة بواقع المغلوب على أمره خرج صوت مودة بدمدمة متحشرجة پألم
قولتلها بس هي مارضيتش وقالتلي كفاية انك ورطتني معاكي وكنت هروح في داهية بسببك يعني مليش غيرك يا صبا لو سيبتيني محدش هيلومك بس انا ساعتها هروح في داهية ومش هلاقي حتى حد يسأل عني وحتى لو مت في السچن برضو محدش هيحس بيا.
زفرت صبا لتطرد حزمة كثيفة من الهواء مشبعة بمشاعر الحنق والڠضب منها ومن هذه الصداقة التي جمعتها بها وكأنه الحمل الثقيل التي ابتليت به ومع ذلك لا تقدر على كرهها او حتى منع التأثر بما أصابها لتردد في الاخير بيأس وقنوط
انا كان مالي ومالك بس دا كان يوم مهبب يوم ما تعرفت عليكي.
لدرجادي كنتي بتحبيه
سألها حسن وقد توقف عن تناول الطعام وعن الانتباه لأي شيء آخر دونها وقد احتلت تركيزه مع تمعنه بكل تعبير من ملامح وجهها التي كانت مټألمة الان بتذكرها للماضي الذي حفر الجراح بداخلها حتى أصبحت ندوبا يصعب اندمالها وجاء ردها على سؤاله
ابويا كان دنيتي الحلوة بعد ما توفت أمي ولما اتجوز مراته التانية دايما كان بيعوضني ويحسسني اني نمرة واحد عنده عشان متأثرش بفرحته بأي واحدة اتولدت من اخواتي فضل يدلعني ويفتخر بيا قدام الناس لحد ما في يوم وقع وراح مني في غمضة عين عشان أصحى ع الکابوس الكبير تعبه وشقاه في تأسيس مكتب المقاولات مسؤلية اخواتي ووالدتهم معاهم واحنا ملناش قرايب من طرف ابويا غير في البلد.
قاطعها بتخمينه الطبيعي في هذه اللحظة
عشان كدة نزلتي مكانه ولبستي لبس الرجالة
بضحكة خالية من أي مرح عقبت
ياه يا حسن انت مستعجل أوي دي كانت اخر مرحلة على فكرة.
قطب باستفهام سائلا
ليه بقى هما كانوا مراحل
أينعم .
تفوهت بها لتردف متابعة بالعد على أصابعها
اول حاجة كانت مرحلة الحزن الشديد واحساس اني ھموت من غيره تاني حاجة كانت مرحلة التخبط في دنيا انا مش فاهمة هكمل فيها ازاي تالت حاجة كانت الفوقان بقى.
قالت الاخيرة لتتوقف برهة بملامح اشتدت فجأة ليردف هو متسائلا
فوقان من إيه بالظبط يا شهد
ردت ولمحة من القسۏة والتصميم اعتلت تعابيرها
فوقان على الدنيا الصعبة وغدر البشر الناس اللي كانت محاوطانا من كل جهة وانا فاكرة انهم حبايبنا اللي بيواسونا اكتشف انهم بيعملوا لمصلحتهم وبيقسموا الورثة لا وكمان جايبين اللي يشتري المكتب والمقاولات حتى الشقة اللي احنا قاعدين فيها.
دول كانوا من أهل مرات ابوكي صح
قالها حسن بفراسة وذهن صاحي وكان ردها بإماءة برأسها لتردف
كانوا فاكرينها ميغة ياخدوا بنتهم بالعيال وانا بقى اشوف نصيبي واتجوز بابن الحلال اللي يشيل.....
ضغطت في الاخيرة لتكظم ڠضبها متذكرة ابن الحلال المقصود هذا....... ثم ما لبث أن تمالكت لتكمل
ساعتها قلبت الطرابيزة على راس الكل ووقفت وقولت اللي لو شبر في ملك ابويا يجي ويدب رجله فيه.
برافو يا شهد.
قالها حسن بنبرة قوية امتزجت بالفخر وجاء ردها بسخرية
برافو على ايه يا عم دا انا طلع عيني اول ما دخلت الكار الزفت ده دا غير ان الكل كانوا بيستهزئوا بيا ومفتكريني لقمة طرية عشان بنت وياما اتضحك عليا لدرجة اني کرهت نفسي وكنت هحلق شعري واعمل راجل بحق عشان اغير صورتي قدام العمال وأصحاب العمل ويحترموني لكن ابو ليلة ربنا يخليه كان معايا خطوة بخطوة هو اللي وقف جمبي وكان سندي وسط الديابة والكار الصعب ده اكيد يا بشمهندس
متابعة القراءة