قصه قصيره للكاتبة مورو مصطفى مكتملة لجميع فصول فصول

موقع أيام نيوز

ومعهم زوجاتهم حتى يجلسوا مع رهف وحضرت معهم شوقية وكان الكل حزين بعد أن اخبرهم بما قاله اسماعيل الي رهف
وصل عبدالرحمن ومعه ابنه وزوج ابنته واخو حازم ووالدته ودخلوا المنزل ليجدوا اسماعيل يجلس على الأريكة وفور أن رأهم وقف ليقترب منه عبدالرحمن ويمسكه من تلابيب الجلباب الذي يرتديه وهو يكاد ان يصفعه لولا انه اخاه الكبير وهو ېصرخ به
مش بقولك واطي وناقص وكمان عديم النخوه بقى تقف أدام بنتي وتقول لها تاني أرض بور وكمان قليلة رباية انا بنتي اللي قليلة رباية ولا انت اللي للأسف عديم الرباية والادب والنخوة الله في سماه لولا العيبه اني امد ايدي عليك لكنت كسرت عضمك لكن خسارة اني اۏسخ ايدي على واحد زيك من النهاردة ومن بعد ما ابنك يطلق بنتي تنسى أن ليك اخ تعرفه ولو شفتك في مكان وحاولت تكلمني أو فتحت بقك على بنتي بكلمة انت ولا بنتك الژبالة دي صدقني ح تشوف وش عمرك ماشفته يا اسماعيل
ودفعه من يده ليقع على الأريكة خلفه وهو ېصرخ به دلوقتي نادي لي ابنك يجي لي ليستمع لصوت حازم ويلتفتوا فيجدوه قد شحب وجهه وفقد وزنه ودموعه ټغرق وجهه
انا هنا ياعمي وعرفت خلاص من كلامك انها النهاية وكلمت المأذون وجي في الطريق حقك عليا ياعمي انا ماليش عين اتكلم واقول حاجة بس ارجوك وصل ل رهف اني ماحبتش غيرها ولا ح احب غيرها واني بتمنى لها السعادة مع الشخص اللي يستحقها علشان انا مقدرتش اصونها ولا احميها من أذى أقرب الناس ليا سكت له يعمل اللي هو عايزة بس خلاص بقى افرح يا حاج اسماعيل ابنك الكبير ساب البيت ومشي والصغير ح يسيب لك البلد كلها ويمشي
ليقترب منه رأفت وكذلك شوقية التي كانت تبكي وتحدث رأفت
أيه اللي بتقوله ده يا حازم ليبتسم حازم من بين دموعه 
خلاص يارأفت انا ماشي طلبت نقلي لفرع الشركة بره مصر خلاص مابقاش ينفع اكمل هنا انا بحب رهف يا رأفت ومش ح استحمل اشوفها لغيري اكيد ح تتجوز وهي تستحق راجل يصونها وخلاص اتوافق على النقل وفي خلال أيام ح امشي افرح بقى ياحاج ډمرت كل حاجة بإيدك وفي الأخر صفيت لوحدك لا اولاد ولا أحفاد
حضر المأذون وقام بتوقيع الطلاق بعد وقت لعدم قدرة حازم ان ينطق تلك الكلمه وبعد أن انتهى المأذون وانصرف وقف حازم واقترب من عمه مقبلا يده ودموعه لا زالت تتساقط سامحني ياعمي وقول لرهف تسامحني لتدمع عين عبدالرحمن والكل عليه ويهمس
رهف سامحتك يابني وبتقولك انت انسان كويس ربنا يصلح حالك وانها بتتمنى لك الخير وبتتمنى تلاقي السعادة مع غيرها وح تفضل تدعي لك دايما بالخير لينهار حازم من البكاء
السعادة راحت معاها خلاص ياعمي حتى لو حصل واتجوزت ح يبقى علشان اقدر اكمل الحياة بعيد عنها
تركهم حازم وصعد للأعلى سريعا يبكي انتهاء حياته مع رهف التي شعرت في نفس الوقت بالألم في قلبها وتساقطت دموعها فأحتضنتها رغد وصفاء وسهير محاولين التخفيف عنها اما عند اسماعيل فكان في حالة من الصمت بعد أن استمع لكلمات ابنه وشاهدهم ينصرفون جميعا حتى شوقية وتركوه وحيدا
مضت أربع أيام بعد طلاق رهف وحازم وكانت رهف تذهب للعمل وهي تشعر بالحزن على حالها فقد أصبحت مطلقة قبل انتهاء عام على زواجها كان يشعر بها أدهم ولكنه لا يحاول التحدث معها بل حاول جاهدا ان يشغلها على قدر استطاعته حتى لا تفكر وفي مساء ذلك اليوم بعد أن عادت رهف من العمل كانت تجلس بأستكانه في أحضان ابيها استمعت لدقات الباب لتنهض وتفتحه فوجدت أمامها حازم وقد اختلف شكله جذريا مثلها فقد الاثنان الكثير من وزنهم وجههم أصبح مجهد بشدة ولكن لأن حازم اكثر اڼهيارا كان أكثر تعبا وقف الاثنان أمام بعضهم البعض لحظات وبدءت الدموع تتساقط من أعينهم واقترب عبدالرحمن وشروق ليروا من فوجدوا الاثنان على هذا الوضع فأمسك عبدالرحمن يد زوجته وعاد لمكانهم تاركا اياهم لوداعهم الأخير فهو يعلم أن حازم مسافر في الغد ظل حازم ينظر لرهف وهو يملي عينه منها لأخر مرة ثم ابتسم من بين دموعه وتحدث
كنت جي وخاېف ترفضي تشوفيني يارهف لكن الحمدلله ماكنتش عايز بس غير اني اشوفك واملي عيني منك قبل ما امشي حقك عليا يارهف سامحيني و كل ما اجي على بالك افتكريني بالخير انسي لي الاذية واوعى تكرهيني يارهف وحياة كل لحظة حلوة عدت علينا اوعي تفتكري لي الأذية
كانت رهف تتساقط دموعها بغزارة ولكنها حاولت التماسك وابتسمت من بين دموعها هي ايضا
انا سامحتك يا حازم وصدقني عمري ما ح افتكر لك الا كل خير انا عشت معاك ايام وشهور حلوة مقدرش انكر يمكن الحياة وقفت بينا لغاية كده كزوجين لكن احنا ولاد عم وح نفضل طول عمرنا ولاد عم يا حازم بتمنى لك حياة حلوة وسعيدة وبتمنى تلاقي الانسانة اللي تستحقك انت انسان جميل قوي ياحازم وعمري ما ح اقدر اكرهك في يوم ربنا يوفقك ياحازم ممكن تدخل عمك ومرات عمك جوه
دخل حازم وترك حقيبته بجوار الباب وتحرك أمامها للداخل ليجد عمه وزوجته يجلسون بجوار بعضهم البعض ووجههم حزين ليجرى عليهم ويجلس أمامهم ممسكا بيدهم مقبلا اياها
سامحني ياعمي بالله عليك يمكن الوشوش ماتتقبلش تاني 
ليحتضنه عمه بقوه ويربت على ظهره
سامحتك يابني انت غالي ياحازم مهما حصل ومهما كانت النهاية بينك وبين بنتي لكن انت ابني برضه يمكن نصيبكم وقف لغاية هنا بس انت ابن عمها وابني وان شاء الله الوشوش تتقابل في وقت يكون كل واحد فيكم قدر يلم جراحه ويقف على رجله تاني ربنا يوفقك ياحازم يابني ماتنساش تبقى تبعت لي تطمني عليك فاهم
ليهز حازم رأسه وهو يقبل يده مره آخره ثم الټفت ينظر لزوجة عمه التي كانت تبكي وابتسم لها فهو كان يحبها
اشوف وشك بخير يا مرات عمي ماتنسنيش في دعواتك واوعى تزعلي مني لتضع يدها على وجه وتقبل رأسه
ح ادعي لك دايما ياحازم ربنا يوفقك ويرزقك ويحميك يارب خد بالك من نفسك يابني واوع تهمل روحك فاهم 
حاضر يا مرات عمي وقف حازم ونظر لهم مره اخرى واحتضنهم بحب وهمس اشوف وشكم بخير والټفت ليجد رهف تجلس على كرسي وتضع وجهها بين يديها ودموعها تتساقط ليقترب منها واوقفها أمامه وظل ينظر لها قليلا ثم قبل رأسها ويدها وهمس اتمنى لك السعادة من كل قلبي وتركها وخرج سريعا لټنهار رهف وتجلس مكانها تبكي بصوت عالي ليحتضنها ابيها
ذهب حازم وقام بوداع أخيه وزوجته وبناته ووالدته كما ذهب إلى رغد وعبدالله وقام بوادعهم أيضا وانتهى عند رؤوف لوداعه وأصر عليه رؤوف ورأفت ان يقوموا بتوصيله الي القاهرة والبقاء معه حتى يقوموا بتوصيله للمطار
اخذت رهف يومان اجازة وأخبر عبدالرحمن أدهم وتفهم ذلك وبعد اليومان عادت لعملها مرة أخرى وعادت الحياة
تم نسخ الرابط