روايه كاملة للكاتبة ناهد خالد (حق قلبي)

موقع أيام نيوز

اخد أجازه وملقتش أفضل منك رفيق في أجازتي خصوصا وأنت واخده اجازه ٣ أيام..
حاولت مداراة ابتسامتها التي كادت تظهر علي ثغرها وهي تدرك ما يفعله.. قالت وهي تضيق عيناها بخبث 
_ قول بقي أنك قررت حوار الغردقه لما عرفت بأجازاتي.
ابتسم بحرج لا ينتابه إلا معها 
_بصراحه آه وبرضو قولت فرصه أرفه عن نفسي شويه...
كان قد مر شهر كامل بعد أن وافقت علي صداقته.. شهر مر وقد تقربا من بعضهما كثيرا في إطار الصداقه.. يتحدثان في الهاتف مره وربما اثنان يوميا ويتقابلان لتناول الغداء وربما يتواعدان علي العشاء ليلا من وقت لآخر يحكي لها عن أهم ما يحدث في يومه يحضران معا معظم الحفلات الهامه وتكون دعوه صريحه من أمير..
أمير الذي تغير روتين يومه مائه وثمنون درجه أصبح لا يمر يومه دون أن يحدثها ويطلب منها أن يتقابلان ليتناولان الطعام معا وإن كان بيده لطلب هذا يوميا يأخذها معه في معظم الحفلات التي يدعي لها.. يرتاح بحديثه معها وهي بكل جداره تعطي له حلولا مناسبه ل مشاكله يبتسم معها من قلبه دون أي تصنع والآن لم يعد يراها فريسه يسعي لاصطيادها بل يراها كما أخبرها من قبل صديقه.. فقط مجرد صديقه لذا يتعامل معها بكل صدق.. خالي من التلون ومن الاصطناع وحقيقة يتمني أن تظل صديقته دوما حتي وبعد أن ينغمس كلا منهما في حياه جديده.. وللعجب لم يعرف فتاه آخري طوال الشهر المنصرم...!آخر ارتباط بفتاه كان منذ شهر ونصف.. أي قبل مقابلتها في الفندق بأسبوع واحد.. وباعتبارها لاتعتبر مشروع ارتباط.. يجب أن نتسائل أمير لا يدخل في علاقه جديده لشهر ونصف كاملين !!!
وافقت علي عرضه.. وهل لها ألا تفعل 
وها هم يصلان للغردقه لقضاء ثلاث أيام من الخروجات وزيارات للأماكن المميزه بالمكان.. ثلاث أيام للترفيه ليس غير...
توقفا أمام غرف كلاهما المتجاورين فأردف يقول
_قدامك نص ساعه تغيري فيهم عشان هننزل نتغدا..
تصنعت النعاس وهي تقول 
_خليها عشاء بقي عشان عاوزه أنام...
زجرها بنظرات مستنكره يقول 
_ بطلي استعباط أحنا جايين ٣ أيام بس مش هنضيعهم في النوم!
أشاحت بيدها وهي تتجه لفتح بابها تقول
_مجتش من ساعتين نوم..
ما إن فتحت الباب حتي وجدته يدفعها للداخل وهو يهتف بإصرار 
_ نص ساعه وتكوني جاهزه..
وأخذ الباب في يده يغلقه ويتجه بعدها لغرفته وعلي ثغره ابتسامه هادئه..
وبعد نصف ساعه بالتمام كان يدق علي باب غرفتها دقا متتاليا حتي ضجرت هي لتصرخ به وهي تتجه للباب 
_خلاص يابني آدم أنت هو أنا طارشه!
فتحت الباب وهي مرتديه بنظال أسود يعلوه كنزه صيفيه بيضاء بنصف كم.. أما عنه فكان يرتدي رداء رياضي أسود وحذاء رياضي مماثل..
نظرت له باعجاب وهي تطالع مظهره فهذه أول مره تراه بثياب غير رسميه.. استفاقت علي حديثه وهو يقول بعبث 
_ حلو مش كده
رفعت نظرها له لتبستم ببرود وهي تقول 
_الترنج حلو فعلا ابقي قولي جايبه منين عشان اشوف منه الحريمي..
قالتها وهي تدفعه للخلف لتخرج مغلقه الباب خلفها وسارت لأمام... هتف وهو يبتسم ابتسامه صفراء وقال 
_دايما بتفحميني بردودك..
ابتسمت بزهو وهي تسير بخيلاء حين استمعت لحديثه..
جلسا علي أحد الطربيذات فقال وهو ينظر
للقائمه
_ها هتطلبي ايه
وضعت يدها علي قائمته لتجذبها منه وقالت بابتسامه
_أنا هخترلك المره دي..
وجد نفسه بكل أريحيه يبتسم لها ويوافق فورا علي عرضها.. وربما هذه أول مره يفعلها فهو لا يحب أبدا أن يختار له أحد ما يأكله أو ما يلبسه يفضل دوما أن يكون هو صاحب القرار فيما يخصه مهما كان شيئا صغيرا.. ولكن معها اختلف الأمر.. كالعاده.
طلبت لهما طعام مماثل لها وقالت وهي تجده ينظر لها بملامح مذهوله 
_بحب بيتزا تشيكن رانش.. لو مش بتحبها ممكن تغير الطلب...
قاطعها وهو يقول بذهول
_دي البيتزا المفضله عندي أصلا! أنا استغربت بس أنك طلبتيها هي بالذات رغم أننا مكلناش بيتزا مع بعض قبل كده..
ابتسمت تقول 
_أنا طلبتها لأنها المفضله عندي فعلا... معرفش أنك بتحبها برضو..
ضحك بخفه يقول 
_واضح إن في حاجات كتير مشتركه بينا واحنا منعرفش..
ضحكت وهي تؤكد علي حديثه حين قالت
_واضح كده..
أنتابه الحماس وهو يقول 
_تيجي نلعب
هتفت فورا بحماس مماثل 
_يلا..
_ماشي هسألك اسئله عن الحاجات الي بتحبيها وتجاوبي عليا..
_طيب ايه رأيك لو نعكس.. يعني أنا أخمن ايه اللون الي أنت بتحبه من خلال ملحظاتي للبسك مثلا وهكذا ولو قلت صح يبقي كسبت point والعكس ايه رأيك
رد سريعا بحماس زائد 
_موافق جدا..
قالت بشغف 
_يلا.. نبدأ باللون.. اتوقع بتحب اللون الأزرق..
رفع حاجبه بذهول وقال
_أنت عرفتي ازاي أنا بحب الأزرق بس مبلبسوش كتير..
ذمت شفتيها تقول
_توقع.. بعدين بلاش اسئله كتير وبلاش ذهول كمان يلا..
أومئ يقول 
_ماشي.. اتوقع إنك بتحبي الأسود..
_صح.. بلبسه كتير يعني !
ضحك يقول
_مش قولنا من غير تعليق..
_تمام.. بتحب السفر..
_مبتحبيهوش..
_عرفت منين
_ها قولنا ايه!
ضحكت تقول 
_ماشي ماشي... بتحب تحس دايما أنك مرغوب فيك..
قالت الأخيره وهي تضيق عيناها وكأنها تشير له بكونه يحب أن تتهافت الفتيات عليه ضحك بهدوء ولم يعلق..
_ مبتحبيش المعاكسه ولا حتي المدح العادي... حتي الثناء علي جمالك بيضايقك...!
_ اجتماعي وبتحب تكون علاقات كتير..
_انطوائيه.. وبتقلقي من علاقاتك بناس جديده خصوصا فبالتالي ملكيش علاقات كتير..
_ بتتكلم كتير مع الي بترتاحله..
_ بتفضلي تسمعي أكتر.. وبتسمعي للي بتحبيه او بترتاحيله بس لكن غير كده بتختصري الكلام..
ظلوا هكذا حتي جاء الطعام وتناولوه في جو من المرح وبالفعل استمتعوا كثيرا بوقتهم حتي سألها بعد أن انتهوا من الطعام 
_ عندي فضول أعرف متجوزتيش ليه لدلوقتي
تغيرت ملامحها وهي تستمع لسؤاله ولكن استطاعت أن تهدأ سريعا.. تهدأ ظاهريا.. أما داخليا لم تهدأ أبدا.. بداخلها تراكمت المشاعر السيئه مع الذكريات الأكثر سوءا.. لو لم تتحكم بنفسها الآن لإنفجرت به أو بالبكاء!.. ضغطت علي يدها تحاول الهدوء وقالت 
_ مقابلتش شخص مناسب..
_يعني عمرك ما حبيتي قبل كده
_حبيت...
قالتها بنبره مشحونه وأعين يتوالي عليها مشاعر كثيره.. حزن.. بغض.. قهره.. و ثوره.. 
_حبيت.. مكنش حب عادي أبدا.. كان زي الڠرق.. كان هو بحر وأنا ڠرقت فيه.. ڠرقت وملقتش حد يمدلي ايده وينقذني.. بس.. هو طلع شخص ممكن تقابله طلع بيتسلي.. ملوش في الجواز والحب والحوارات دي.. رغم أنه كان دايما يوهمني بحبه.. بس وقت الجد.. هرب.. عارف مفيش يوم عدي مدعتش عليه.. زي ما أذاني وۏجع قلبي.. بدعي مايعيش يوم واحد في راحه ويجرب ڼار قلبي..
ابتلع ريقه پصدمه وهو ينظر لملامحها التي يراها بها للمره الأولي ونظرة عيناها التي تكاد تحرقه وكأنها تتخيله هو مكانه! وما جعل قلبه ينتفض حديثها.. حديثها الذي يوصفه بشكل أو بآخر فهو أيضا قد فعل هذا كثيرا مع من عرفهن ولم يهتم في مره لإحداهن هل يمكن أن يدعون عليه مثلما تفعل هي الآن!.. ولأول مره يشعر بفداحة ما ارتكبه لأول مره يفكر فيما فعله كثيرا دون أن يهتم.. سرح عقله بعيدا عنها.. يفكر في حاله طوال السنوات السابقه.. يشعر بشعور سئ ينتابه كلما يفكر أن إحداهن تجلس جلسه كهذه وتقول حديث مماثل عليه هو.. تتمني أن لا
تم نسخ الرابط