روايه كاملة للكاتبة ناهد خالد (حق قلبي)
المحتويات
أبدا ! ولكن أحقا لم يعد يشغلها أم أنها انشغلت بمعتصم الذي لا يمر يومها دون مهاتفته لها ربما لثلاث مرات وأكثر ومعظم الوقت لا يكتفي بهذا فتجده أمامها في محل عملها والحجه معروفه رؤيه ياسين وإن أصبح مؤخرا يستخدم بعض الحجج الأخري تحت بند الصداقه ولكن تشعر أنه يريد أن يلفت انتباهها أنه يأتي لرؤيتها هي أولا وليس لرؤية ياسين كما يدعي ! وللحقيقه لا يشغلها ما السبب الذي جعل ذهنها ينصرف عن التفكير فيه مايعنيها أنها أمس استطاعت أن تزيل كل المخططات التي وضعتها علي الحائط ووضعت محلها صوره لها مع الصغير ياسين ووقفت أمام المخططات تنظر لها دون أي مشاعر قبل أن تلقي بهم في سلة المهملات واستطاعت حينها أن تدرك أن أمير عثمان صفحه وانتهت سطورها فقلبتها من كتاب حياتها ولن تعود مره أخري ..أمير عثمان قصه وضع الكاتب نهايتها ورفع قلمه عنها
قالها محمد بضجر وهو يطالع ابنه الذي تزين في حلته السوداء الأنيقه وصفف شعره بطريقه رائعه فبدي كفارس وسيم أتي ليخطف أميرته علي حصانه الأبيض ولكنه منذ نصف ساعه وهو يقف أسفل الدرج الداخلي للفيلا الجديده التي اشترتها داليا ومكثت بها لحين انتقالها معه لفيلته يقف بانتظارها وهو يأتي ذهابا وإيابا كمن ينتظر مولود !
لا والله العظيم الي هيقولي النهارده اصبر ولا مستعجل ليه هروح فيه في داهيه أنا بقالي سنه بسمع الجمله دي لحد ماورمت ارحموني بقي .
ضړب محمد كفيه ببعضهما بتعجب لحالة ابنه البائسه وهو يقول
يعني صبرت سنه وقبلها سنه غياب يعني سنتين وجاي علي دقايق وتقول مش صابر !
بقولك ايه ياحاج دي الساعه تدخلها في 9 وشكلها مطوله فوق أنا بقول مش لازم حوار الفرح ده وأخدها واروح علي طول اختصارا للوقت ايه رأيك
نظر له وهو يزفر بضيق ويزيح يده
اوعي يلا ده أنت شكل فيوزات مخك ضړبت بقي عاملين فرح قد كده وعازمين الناس عشان في الآخر مترحوش !
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب ټقتل حبنا
إن الحروف ټموت حين تقال نزار قباني
مبهره كالعاده يازهرتي .
وهذه المره لم تستطع أن تبخل أمام طوفان مشاعره الفائضه تجاهها فهمست له ولأول مره يسمعها منها
بحبك يا سولي .
اتسعت عيناه پصدمه وهو لا يصدق أنها بالفعل قد نطقتها معذبته قد لان قلبها أخيرا ! تسارعت دقات قلبه وهمس لها
كادت تنهره ولكن قاطعها صوت أبيه الساخر يقول
جري ايه ياعم المستعجل بقالك ساعه خاوتنا دلوقتي اتمسمرت !
زفر أنفاسه بضيق ونظرلها بجديه يقول
لو طلبت منك حاجه هتوافقي
أومأت سريعا بقلق لجديته وقالت
طبعا ياسليم قول .
ترجاها بعيناه وهو يقول
تعالي نروح البيت وبلاش الفرح ودوشته .
زجرته بعيناها وهي تقول
يلا ياسليم يلا ربنا يهديك هنتأخر علي الناس .
تمتم بغيظ
يارب نروح نلاقيهم مشيوا .
ايه ياسليم الي أخرك كده ده أنا بقالي أربع ساعات هنا علي أساس هتيجوا بدري .
قالها معتصم بتساؤل لسليم الذي دلف لمكان العرس للتو وبيده عروسه علي أنغام استقباليه هادئه تمتم سليم بغيظ لمعتصم الواقف بجواره وهو يبتسم بتصنع
إن كان عليا مكنتش عاوز أجي أصلا .
رد معتصم بعبث
ليه هتنام بدري كده !
زجره بجانب عيناه وهو يقول
امشي من جنبي بدل ما أمسح بيك بلاط المكان أنا علي أخري .
غمز له الأخير بعبث أكبر
علي أخرك برضو ! ياخي ده حتي الليله ليلتك مين قدك النهارده ياعم اوعدنا يارب .
ضغط علي اسنانه وهو يبتسم بإصفرار
بطل نق عشان مبتفائلش بنقك والله لو الليله باظت يا معتصم لهطين عيشتك .
ابتعد وهو يقول
وأنا مالي ياخويا ده أنا حتي عيني خضرا واللي عينهم خضرا مبيحسودش معروفه يعني !.
عاد لمكان وقوف أماني التي سألته فور أن وقف بجوارها
زعل عشان اتأخرت
ضحك بخفوت وقال
لا ما أنا مقلتلوش أني لسه واصل من عشر دقايق قولتله بقالي أربع ساعات هنا ..
ابتسمت تقول
_بتستغل الموقف..
مر وقت العرس في سعاده طاغيه من الجميع وخاصة العروسان بين رقصه خاصه ورقصه جماعيه وحديث مرح مع أحدهم وحديث رومانسي خاص بهما حتي جاء فجأه ما عكر وقتهما السعيد..
كانت داليا تقف بجوار سليم متعلقه بذراعها في ذراعه وتتحدث معه بسعاده وهي تتطلع للأجواء حولها
_الفرح يجنن ياسولي شكرا يا حبيبي.
ابتسم لسعادتها ولكنه قال بتحذير
_ أنا بقول تهدي شويه عشان مش متعود أنا ع الرقه دي والكلام الحلو أنت كنت بتعامليني كأنك واحد صاحبي طول الفتره الي فاتت..
مالت برأسها علي كتفه بدلال وهي تقول
_يعني بلاش أحب فيك وأشكرك..
رفع رأسه للأعلي يتمتم بأعصاب تكاد ټنهار تحت وطأة دلالها ومشاعرها التي تغدقه بها اليوم بلا حساب
_صبرني يارب..
أنزل رأسه قليلا يهمس لها
_مين قال بلاش... بس لو كنا في بيتنا دلوقتي كان زمانك بتقولي أكتر من كده وأنا بقول وبقت هيصه.. لكن هنا المكان مش مناسب خالص لأي مشاعر فياضه.. قولتلك فكك من الفرح مرضتيش..
رفعت رأسها له وقالت
_بس ياسليم يعني عاوزني أسيب فرحي هو بيتعمل كل يوم!
كاد يرد عليها حين قاطعه صوت ليس بغريب عليه والټفت هي تنظر أمامها حين استمعت لصوت أنثوي مائع يقول
_اووه شكلك يجنن ياسليم.. سوري قصدي يابشمهندس سليم..
اشتعلت نظراتها ورفعت حاجبها الأيسر وهي تطالع تلك الفتاه الشابه اليافعه التي تقف أمامهما بملابسها المجسمه وجسدها الملئ بشكل مثير وهي تنظر لسليم بجراءه وتقول كلامتها الأكثر جرأه!
وجهت نظرها له بعد أن ابتعدت قليلا فوجدته مرتبك وهو يبتسم بتوتر...
_ شكرا يا أنسه شذي..
أنها تلتهمه بنظراتها! مابها هذه أجنت أم أنها لا تنتبه لوقوفها جواره!..
هتفت داليا پحده
_ خير يا آنسه شذي ! هتأنسينا كتير!
الټفت لها ترمقها بنظرات حانقه قبل أن تبتسم بإصفرار وتقول
_ مبروك يا مدام..
ردت بجمود
_شكرا.. نورتينا..
ابتسمت الأخيره بإصفرار قبل أن تعيد بنظرها لسليم فتتغير ابتسامتها لابتسامه متدلله واتجهت لطربيذتها للجلوس مره أخري...
وطوال الحفل وهي تتابعها بأعينها وكل مره تري نظراتها المسلطه علي زوجها تقسم أنه لولا الموجودين لكانت الآن تصرخ بين يديها تطلب
متابعة القراءة