روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )

موقع أيام نيوز


أن لحية ذقنه نمت بشكل كثيف ومعالم وجهه أصبحت أكثر غلظة وصرامة .. يبدو أن تلك السنوات لم تذهب هدرا بالفعل .. وذلك الغبي انسته السنوات صديقته الوحيدة ! .
ظلوا يتطلعون ببعضهم في صمت أحدهم لا يبالي بشيء سوى بإشباع عينيه من النظر لذلك الوجه الجميل والأخرى تتملكه الصدمة .. قطع لحظتم قدوم ميرفت التي بمجرد ما أن لمحت عيناها هشام صاحت بعدم تصديق 

_ هشاااام 
هرولت إليه شبه ركضا تضمه لها بقوة وتضحك بعدم استيعاب .. لم يكن مجرد ابن أخت زوجها بل هو ابنها أيضا .. كان لها دورا كبيرا في تربيته مع أمه وكبر على يديها .
هتف هو بابتسامة عذبة تملأ شفتيه كلها 
_ وحشتيني يا فوفا 
أدمعت عيناها من فرط سعادتها وابتعدت عنه تلكمه في كتفه بخفة وتهتف بعتاب 
_ اخص عليك بقى بعد السنين دي كلها متقولناش إنك جاي !! 
_ والله أنا اتصلت بماما الصبح وقولتلها إني راجع ولما عديت من قدام البيت عندكم بالطريق قولت لازم انزل واشوفكم 
ميرفت بعينان دامعة وشقتين منفرجتين 
_ وحشتنا أوي ياغالي 
القى نظرة خاطفة على زينة وغمغم بنبرة منبعثة من صميمه 
_ صدقيني وانتوا أكتر والله .. أنا مكنتش عايش هناك 
_ طالما رجعت مش هنسيبك تمشي تاني خلاص 
هشام باسما بنظرة ذات معنى 
_ وأنا مش ناوي أفارق تاني أساسا 
عقدت زينة ذراعيها أمام صدرها رغم سعادتها بعودته إلا أنها مستاءة منه لغيابه طوال كل تلك السنوات دون أن يتواصل معها بأي شكل من الأشكال ..
سمعها تهتف متذمرة بجفاء مزيف 
_ لسا فاكرني ولا نسيتني كمان يا دكتور 
رمقها بعينان مغرمة وهائمة ليهمس بصدق 
_ أنا حتى لو حاولت انساكي مش هعرف يازينة
ابتسمت له ولانت ملامحها الحازمة لتقترب منه وتعانقه برقة هاتفا في مداعبة وفرحة تظهر بوضوح في صوتها 
_ حمدالله على السلامة .. وحشتني أوي ياصديقي 
رغم انزعاجه من وصفها له بصديقها إلا أن ذلك العناق الذي كان يتمناه حصل عليه أخيرا فلم يبالي بأي شيء سوى بأن يغذي نفسه الواهنة برائحتها وقربها .. وللأسف لم تدم سعادته طويلا حيث ثواني معدودة وابتعدت عنه وهي تبتسم باتساع .
وقعت عيناه على كفها الأيمن فلمح ذلك الخاتم الذهبي الذي يزين أصبعها .. تلاشت الابتسامة فوق شفتيه وتجمدت معالم وجهه ليظهر عليها الدهشة والألم بآن واحد .. انتبهت لنظراته الثاقبة فوق أصابعها فرفعت كفها تنظر للخاتم ثم تجيبه بحماس 
_ تعالى ادخل بس الأول وبعدين هحكيلك .. ده في حجات كتير حصلت في غيابك ياعم .. ادخل يلا 
ميرفت ببهجة وسعادة 
_ أنا الفرحة مش سيعاني والله بشوفتك يابني 
كان بعالم موازي لا يستمع لأي شيء فقط ذلك الشعور المؤلم وكأن سکين انغرزت بقلبه وهو يسألها بمرارة آملا في أن تنفي سؤاله 
_ إنتي اتخطبتي يازينة !!! 
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق وابتسامة عريضة خجلة ثم وجدها تمسك بكفه وتسحبه معها للداخل وتلحق بهم ميرفت .
طوال طريق عودتهم وهي تتابع الطريق من الزجاج بسكون لا تنظر له عن طريق الخطأ حتى .. بينما هو فكان من آن لآن ېختلس النظر إليها بحب .. أعين بائسة وعابسة وحين يبعد أنظاره عنها تكون مصحوبة بزفيرا عاليا يطلقه في حنق .
توقفت أخيرا سيارته بالساحة المخصصة لها داخل المنزل .. ففتحت الباب ونزلت قبله لتسير بخطوات شبه سريعة للداخل ومن ثم صعدت الدرج بطريقها لغرفتها .. فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها وتحركت نحو الفراش تجلس فوقه پعنف وتهتف في عصبية 
_ جرالك إيه ياجلنار من إمتى وإنتي بتضعفي قدامه .. من إمتى ولمسته بتأثر فيكي بالشكل ده .. مينفعش تسامحيه ومينفعش تنسى اللي عمله معاكي بسهولة .. متنسيش عهدك مع نفسك إنك هتخليه يشرب من نفس الكاس .. بس شكلك إنتي اللي بتشربي من نفس الكاس للمرة التانية بسبب غبائك 
نفرت برأسها يمينا ويسارا في ڠضب تهدر بالرفض
القاطع والوعيد 
_ مش هسمحلك ياعدنان تسيرني على هواك تاني .. من هنا ورايح إنت اللي هتمشي على قوانيني ومزاجي
استقامت واقفة وهي تتنفس بشراسة وسخط .. تقدمت من المرآة تقف أمامها وتلوى ذراعها خلفه ظهرها تمسك بسحاب الثوب تحاول فتحه لكنه عالق وقوى فأخذت تحاول فتحه من جميع الجهات تارة ترفع يدها فوق رأسها وتمسك بالسحاب من أعلى وتارة تلويها خلف ظهرها وكل محاولاتها باتت بالفشل .. في تلك الأثناء كان هو قد دخل الغرفة ورأى محاولاتها البائسة وتلويها بعصبية حتى تفتح السحاب ومن بين شفتيها تصدر تأففا مرتفعا بانفعال .
تنهد بعمق واقترب بخطواته الهادئة منها حتى وقف ورائها تماما ورفع يده يهم هو بتولي مهمة تخلصها من ذلك السحاب والثوب لكن وجدها تنتفض مبتعدة عنه وتلتفت بكامل جسدها له قبل أن ټلمسها يداه وصاحت به بزمجرة 
_ بتعمل إيه !! 
عدنان بخفوت ودهشة من انفعالاتها 
_ بساعدك بس ياجلنار !! 
جلنار بجفاء وعصبية 
_ متساعدنيش ومتلمسنيش نهائي فاهم ولا لا 
تقدم خطوة منها وغمغم بعدم فهم
 

تم نسخ الرابط