روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
المحتويات
معها .. قد فهمت الآن سبب زيارتها المغلفة بإطار الحب والاهتمام .
استقامت جلنار واقفة متمتمة وهي توجه حديثها لآدم بود
_ تشرب إيه يا آدم
هز رأسه بالنفي في ابتسامة صافية فالتفتت ناحية أسمهان وقبل أن تسألها ردت عليها بقرف
_ مش عايزة
اشتعلت عيني جلنار وهي تتطلع بها فسمعت عدنان وهو يهتف بنظرات بها بعض الحزم واللين بذات اللحظة
رفعت نظرها عن أسمهان ورمقته بهدوء وهي تهز رأسها بالموافقة وتسير باتجاه المطبخ .. لحظة من الصمت مرت حتى بدأ عدنان وآدم يتبادلون الأحاديث فيما بينهم وبقت هي تتابعهم بصمت ثم وقفت دون أن يشعروا بها وذهبت لجلنار بالمطبخ .
كانت جلنار تقف تستند بظهرها على المطبخ وقدماها تهتز پعنف من فرط الغيظ حتى رأت أسمهان وهي تدخل عليها .. فاعتدلت في وقفتها وطالعتها بقوة بينما أسمهان فهتفت پحقد
لم تجيب عليها واستمرت في النظر إليها بصمت وازدراء حتى تقدمت أسمهان نحوها أكثر وأصبحت أمامها مباشرة وتمتمت
_ رغم إنك عارفة إن ابني مش بيحبك وإنه ماخدك وسيلة للإنجاب مش اكتر لسا موجودة معاه وده يثبت حاجة واحدة بس إنك بلا كرامة وكل همك الفلوس .. بعد ما أبوكي طبعا خسر شغله وبقى على عتبة الأفلاس حاطة عينك على فلوس ابني دلوقتي
عن إطار هدوئها وفشلت في حجب انفعالاتها وتماما كان هذا ما تريده اسمهان من البداية حيث صاحت جلنار بها في انفعال
_ أنا لا عايز ابنك ولا عايز فلوسكم المقرفة دي وخدي بالك من كلامك معايا يا أسمهان عشان صدقيني مش هسكت واسمحلك تهنيني فاهمة ولا لا
نظر كل من عدنان وآدم لبعضهم البعض بحيرة فور سماعهم لصوت جلنار المرتفع وكان عدنان أول من وثب واقفا وهرول نحو المطبخ ولحق به آدم .
سؤال خرج من عدنان وهو ينقل نظره بينهم باستغراب زوجته عبارة عن جمرة نيران متوهجة وأمه تبدو أقل هدوءا منها بعض الشيء .. أجابت عليه أسمهان بعصبية
_ الهانم مراتك عشان بديها نصايح وبقولها تاخد بالها منك إزاي في فترة علاجك بتزعق وتقولي إنتي مالك وكمان بتطردني من بيت ابني
ضحكت جلنار
على كذبها السخيف مثلها ولم تعلق وتحاول حتى الدفاع عن نفسها لعدم مبالاتها بالأمر من الأساس .. نظر آدم لعدنان وهز رأسه له بمعنى فهمه جيدا ثم انحنى على أمه وهمس
_ ماما انتي مش خلاص اطمنتي على عدنان يلا عشان ارجعك البيت
نقلت أسمهان نظرها بين الجميع باستياء والقت نظرة أخيرة على عدنان الذي كان يقف ويتنهد بحنق وعدم حيلة ثم استدارت وسارت مع آدم الذي ربت على كتفه أخيه بلطف قبل أن يغادر .
_ حصل إيه
لاحت ابتسامتها الساخرة على شفتيها وردت دون أن تنظر له حتى لا يرى عيناها
_ زي ما سمعت مامتك
عدنان بصوت هاديء
_ ولما هو ده اللي حصل فعلا بټعيطي ليه .. المفروض إن إنتي الغلطانة لو زي ما بتقول ماما
هتف بتلك الكلمات عن قصد حتى يستفزها ويجعلها تنظر لوجهه وتتحدث وبالفعل انفعلت ورمقته بڼارية هاتفة
_ بعيط عشان مچنونة ارتحت
_ أيوة كدا بصيلي الأول وبعدين ابقى قولي اللي حصل
جلنار بعناد رافضة أن تقص له ما حدث
_ وإنت سمعتها
هز رأسه بالنفي متمتما
_ أنا عايز اسمع منك إنتي
تأففت بقوة وهتفت مستاءة حتى تتخلص من الحاحه
_ قالت اللي كلنا عارفينه
_ واللي هو !
جلنار بعينان واهنة ونبرة عكس نظراتها تماما
_ إنك مش بتحبني ياعدنان
............. ..........
_ الفصل العشرون _
لحظات عابرة من الصمت المشحون بطاقة قوية وشرسة تنتظر رده وهو يتطلع إليه بسكون مريب .. عيناها الدامعة ونبرتها التي تحمل في طياتها بعض الضعف لمست قلبه وبعد أن كان سينهي النقاش ربما برد يزيد من إشعال النيران في نفسها لانت نظراته ولان قلبه كذلك فخرجت منه شحنات حانية جعلته يمد كفه إلى شعرها يملس عليه بلطف ثم نزلت أنامله إلى وجنتها وتحرك ابهامه برقة فوق بشرتها الناعمة متمتما
_ متضايقيش نفسك بكلام ماما .. احنا عارفين إنها بتحب تضايقك بالكلام
ثواني معدودة من الصمت القاټل هيمن عليها أهذا هو رده على ما قالته ! .. أن لا تزعج نفسها بكلمات والدته .. هي أساسا لا تهتم لما تقوله بل ما يزعجها أنها على حق ! .
جلنار بعدم فهم
_ يعني !!
عدنان بتعجب
_ يعني إيه ! .. متزعليش ياجلنار وخلاص حصل خير
كيف له أن يكون بهذا البرود والثبات الانفعالي وإن كان هو يستطيع فهي لا تستطيع حيث ضحكت بقوة ووضعت كفها على صدره تدفعه بعيدا وهي تصيح
_ أنت مستفز أوي .. اقوله بتقولي إنك
متابعة القراءة