روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )
المحتويات
بحړقة ودموع تملأ وجهها
_ ماما لو كانت عايشة مكنتش هتسمح إن كل ده يحصلي ولا اتظلم كدا .. مكنش أي حاجة من ده كله حصلت
أجفل أنظاره بخزي والم ثم تمتم بعد لحظات
_ يمكن فعلا مكنش حاجة حصلت .. كنا هنفضل كلنا مع بعض ومكنش في حاجة هتفرقنا .. هي أكيد مش مبسوطة وهي شيفانا متفرقين كدا يابنتي
_ وحشتني أوي يابابا
اقترب منها يضمها لصدره لأول مرة منذ سنوات يملس على شعرها وظهرها بحنو متمتما في صوت مبحوح
_ وأنا كمان وحشتني أوي ياحبيبتي والله .. بس دايما بصبر نفسي وبقول إنها في مكان افضل مننا
أدركت أنها بين ذراعيه بعد لحظات فابتعدت
عنه بعبوس مازالت لا تتمكن من العفو بسهولة هكذا .. ستحتاج لوقت طويل حتى تصفح له ..
_ إنتي عايزة تطلقي منه ولا لا ياجلنار
سكتت لوهلة تفكر في سؤاله .. وتبحث في عقلها عن أجابة .. هل تريد الشتاء أم الخريف .. بقائها معه يعني المزيد من شتاء قارص وحاد لكنه أيضا يبعث السعادة في نفسها ويحمل احيانا بعض الدفء .. أما أنفصالهم فسيكون خريف عاصف وچنوني لا يحمل سوى الرياح القاسېة وربما يكون بداية جديدة أو نهاية ! .
هزت رأسها باليأس مردفة بعبوس
_ مش عارفة .. يمكن أنا محتاجة وقت اكتر عشان اقدر اقرر أنا عايزة إيه واخد القرار الصح
أصدر نشأت زفيرا حارا مغلوبا على أمره ويجيبها بتفهم
أماءت برأسها له في جمود ملامح وتابعته وهو ينهض وينحنى طابعا قبلة فوق شعرها ويهمس
_ تصبحي على خير ياحبيبتي .. عايزة حاجة
انكمشت على نفسها كدليل على أنها مازالت لم تسامحه واكتفت بهز رأسها بالنفي في حزم بسيط .. فتنهد هو واستدار يبعتد عنها حتى غادر الغرفة بأكملها .
كانت متسطحة فوق الفراش تنام على الجانب مولية ظهرها للباب ضړبت خطواته بأذنها
________________________________________
وهو يقترب منها حتى شعرت به يشاركها الفراش .. وصوت زفيره وتنهده هو الوحيد المسموع .
_ إنتي بتكرهيني بجد ولا دي مجرد كلمة بتقوليها في وقت غضبك مني !
تجمدت بمكانها فور وقع سؤاله المريب عليها .. ذلك السؤال وضعها في مهب الريح لوهلة ظنت أنه صوت عقلها من كثرة تفكيرها هل تريده أم لا .. تبغضه أم تحبه ! .
ليس وحده من يحتاج للإجابة على السؤال هي أيضا تحتاج للإجابة التي تبحث عنها في ثناياها ! .
استدارت برأسها للخلف تتطلعه بعمق ثم همست
_ عايز تسمع إيه !
_ الحقيقة
تنهدت بقوة واعتدلت في نومتها لترتفع بجسدها للأعلى قليلا مستندة على ظهر الفراش تجيب بصدق
_ مش عارفة .. يمكن اكون بكرهك ويمكن لا
عدنان باستغراب
_ معناه إيه !
جلنار ببساطة
_ يعني مقدرش اجاوبك على سؤال أنا مش لاقية إجابته أساسا
غمغم مبتسما بعبس بسيط ولهجة شبه استنكارية
_ زي الطلاق كدا مش عارفة إنتي عايزة إيه !
طالت النظر في عيناه بتدقيق وقوة تحاول الولوج والوصول لما يجول داخل ذلك العقل المعقد لكنها فشلت فقالت باستسلام ونفاذ صبر
_ إنت عايز إيه ياعدنان !!
توقعت أن سيمهل نفسه اللحظة للتفكير ثم يجيب لكنه خيب ظنها ووجدته يجيب دون تردد
_ عايزك
لم تكن سوى كلمة واحدة لكنها نجحت في ثرك بصمتها .. دهشها بثقته وعدم تردده في قول ما يريده بالضبط .. لم يبدي لها قط من قبل عن رغبته بها ربما لذلك ادهشتها الكلمة ! .
اكمل كلامه بجدية
_ امبارح قولتلك مش مستعد اخسرك لأي سبب كان .. وطبيعي لما اسمع نشأت بيقولي اطلقك هتكون دي ردة فعلي
اعتدلت حتى انتصبت جالسة وحدقت في عيناه بقوة تهدر بعناد
_ ليه عايزة افهم .. عايزاني ليه !!!
عم السكوت للحظات بينهم تراه يرمقها مبتسما بشكل غريب حتى وجدته يقترب إليها ويستند بجبهته فوق خاصتها .. يتنفس الصعداء بقوة ويخرج زفيرا دافئا بتمهل .. ثم يمد كف يضعه فوق وجنتها والآخر امتدت أنامله إلى خصلات شعره يعبث به في نعومة
متابعة القراءة