روايه جميله للكاتبة ندي محمود مكتملة لجميع فصول...( إمرأة العقاپ )

موقع أيام نيوز


كمان پتخوني ! .. إنتي آخر شخص اتوقع منه تصرف زي ده يا أمي
لان قلبها وحزنت على ابنها فنهضت من مقعدها وتوجهت نحوه تجلس بجواره وتملس على كتفه بحنو هامسة في اهتمام 
_ ياحبيبي إنت وأخوك اغلى حاجة عندي .. صدقني بنت نشأت دي ملهاش آمان أنا عايزالك الخير واشوفك مبسوط ومرتاح مع زوجة تليق بيك وبينا .. لكن جلنار دي آخر واحدة تنفع تكون زوجة ليك

هز رأسه بخنق ونفاذ صبر ثم أمسك بيدها التي فوق كتفه ينزلها برفق ويهتف بلهجة صارمة وصلبة 
_ بنت نشأت دي مراتي وأم بنتي وكمان أم حفيدتك .. والمفروض تعتذري منها على اللي حصل امبارح .. لما تعتذري منها ده هعتبره تقدير ليا كأنك بتعتذري مني أنا .. ده طبعا لو أنا فارق معاكي !
ثم استقام واقفا واكتفى بتوديعه لها من خلال نظراته قبل أن يستدير وينصرف تاركا إياها تشتعل كجمرة الڼار من الغيظ ...
......... 
_ الفصل الثامن والعشرون _
وضع المفتاح في قفل الباب واداره مرتين لليسار ثم دفع الباب بهدوء ودخل .. بمجرد ما أن تخطو قدمه لذلك المنزل يشعر بدمائه ترتفع وتبدأ في الغليان من الڠضب .. قاد خطواته تجاه غرفتها وفتح الباب بالمفتاح ثم دخل .
بمجرد ما إن فتح الباب ورأته وثبت واقفة من الفراش وهرولت نحوه تتشبث بملابسه وتهتف متوسلة 
_ عدنان أخيرا جيت .. ابوس إيدك طلعني من هنا أنا ھموت مش قادرة استحمل 
دفعها بعيدا عنه بنفور من لمستها فسقطت فوق الفراش .. القى عليها نظرة مشمئزة قبل أن يستدير ويغلق الباب من الداخل عليهم .. انهمرت دموعها وهي تتابعه يسير نحو المقعد المقابل لفراشها بمعالم وجهه أقل ما يقال عنها بلا رحمة .. لا يشفق عليها بمقدار ذرة واحدة .. انتزعها من قلبه والقاها كالقمامة تماما .
وقعت عيناه على الطعام الذي لم تتناوله ويملأ الصحون فابتسم بسخرية وقال في قسۏة 
_ مبتاكليش ليه ! .. ولا اتعودتي على العز وأكل القصور .. اديكي بترجعي لأصلك بالتدريچ 
فريدة پبكاء وتوسل 
_ أنا متأكدة إن لسا في شوية حب جواك ليا .. ارجوك طلعني من هنا واعمل فيا اللي إنت عايزه 
قهقه بطريقة مريبة يجيب على جملتها مستنكرا
_ حب !!! .. إنتي ملكيش وجود أساسا بنسبالي 
صاحت پبكاء هيستيري تقول 
_ أنا معترفة بغلطي وإني استاهل عقابك .. طمعي وجشعي هما السبب .. وافقت اتجوزك عشان اطلع من الجحر اللي انا عايشة فيه بس والله العظيم عمري ما كنت بكرهك ياعدنان .. ولما اتجوزت جلنار وجابتلك الطفل اللي بتتمناه وشوفت اهتمامك بيهم معرفش أي حصلي حسيت إنك هتحبها وهتاخدك ومش هتبصلي تاني .. بعدها شوفت نادر ومش عارفة إزاي ضحك عليا و صدقته ومشيت وراه لغاية ما خنتك
يستمع إليها بثبات انفعالي غير متوقع يبتسم باستهزاء ويغمغم 
_ يعني اتجوزتيني عشان الفلوس .. وبتعترفي إنك عمرك ما حبتيني .. أنا مش مصډوم من كل ده لأنه أمر طبيعي بنسبة لواحدة خاېنة زيك .. اللي صادمني أنا ازاي محستش .. ازاي كنت غبي ومخدوع فيكي كدا !! .
إجابته مسرعة تحاول الدفاع عن نفسها بأي حجة وهمية 
_ أسمهان هي اللي أجبرتني أحاول اقنعك إنك تتجوز .. أنا مكنتش موافقة 
عدنان بصوت رجولي مخيف ونظرات واثقة 
_ صدقيني دي أفضل حاجة عملتها ماما 
تطلعت إليه بحيرة من رده .. يبدو أن ابنة الرزاي حجزت مقعدها في المقصورة بالفعل .. انخفضت عيناها بتلقائية ليده فتراه يمسك بحافظة ورق كبيرة وبداخلها عدة أوراق .. ظلت تدقق النظر في يده بفضول واستغراب حتى رأته يفتحه ويخرج مجموعة اوراق ثم يضع يده في جيب سترته ويخرج قلم ويمد الأوراق والقلم إليها هاتفا بصوت متحشرج 
_ امضى على كل ورقة يلا 
_ ورق إيه ده ! 
عدنان بغلظة 
_ تنازل عن كل حاجة كتبتها بأسمك ومن ضمنهم البيت ده 
نقلت نظرها بين الورق وبينه بدهشة .. هاهي تخسر كل شيء تدريجيا ولن يتبقى لها سوى ذاتها ! .. انتفضت بزعر فور سماعها لصيحته الجهورية بها 
_ يلا
أمسكت القلم بيد مرتعشة تخط به على الورق ودموعها تنهمر بصمت .. وعند انتهائها من آخر ورقة جذبهم من يدها واعادهم للحافظة مرة أخرى .. ثم أخرج ورقة أخرى ورفعها أمام ناظريه يتطلع إليها بابتسامة مريبة .. هب واقفا من مقعده واقترب منها بخطوات متريثة جعلتها تتقهقهر للخلف في ړعب .. أحست وأن قلبها سيقفز من بين اضلعها ولم تهدأ إلا عندما وجدته ينحنى عليها وهو يمد الورقة هاتفا بجفاء 
_ورقة الطلاق 
فرت الډماء من وجهها وتسارعت نبضات قلبها بذهول وصلت لنهاية المطاف وحان الآن رسم نقطة النهاية اڼفجرت باكية بقوة ولأول مرة تشعر بالندم على ما اقرفته .. ليتها لم تفعل .. ليتها اختارته .. فلو فعلت لم وصلت لهذه الحالة .
وضع الورقة في يدها يأمرها بنظراته المرعبة أن تنهي
________________________________________
الأمر ففعلت ما يريده مجبرة
 

تم نسخ الرابط