روايه كاملة للكاتبة ساره نيل مكتملة لجميع فصول الرواية قدر قيس

موقع أيام نيوز

المچنونة للفرار وهمس هو بأذنها بظفر
وشك الجميل مقدرش أشوه يا صبارتي ولازم أخليك فكراني عالطول ... يبقى نضحي بكتفك الحلو ده...
ولم يمهلها وقت تستوعب مرضه وهو يسكب محتوى الزجاجة على كتفها لتشق صرخاتها سكون الليل
لاااااااااااااااااااااا..
ليسرع هو في تكميم فمها .. حتى حق الصړاخ حرمها منه ليكون مصير هذه الصرخات الدامية بداخلها وبجوفها وقلبها .. صرخات وألم لا ينسى..
شهقت بفزع وهي تنتفض من فوق الفراش بعد معركة ناشبة من التململات الچنونية..
ظلت تتنفس مسرعة وصدرها يعلو ويهبط من هذا الکابوس عفوا ليس كابوس وإنما ذكرى .. ذكرى لم ولن تنتهي..
التفتت حولها وهي تمسح وجهها البارد والذي يقطر منه عرقها لتجد الغرفة كعادتها سابحة في الظلام...
تمددت قدر مرة أخرى وظلت أعينها تتأمل وشاردة في شعاع هذه الضوء الطفيف المتسلل وسط الظلمة حتى سقطت في نوم عميق مرة أخرى..
______بقلمسارة نيل______
في جوف الليل استيقظ قبيل الفجر خرج من منزله الصغير المتواضع الذي يقع في طرف أحد الحارات ثم توجه للمنزل المجاور

له وبعد طرقته المعهودة على سطحه فتح له ابتسم قيس ببشاشة قائلا وهو يدلف للداخل
كالعادة صاحي يا حاج..
ربت رضوان على كتف قيس وقال
خلاص بقى بقالي سنين على نفس الحال يا ابني .. اتعودت وبقيت أقوم تلقائي..
جلس قيس بجانبه فوق الأريكة وأردف بحنين وهو ينحني يقبل يده المجعدة
ربنا يتقبل منك يا أبويا.
شعر رضوان بالحنين يملأ قلبه وربت على رأس قيس وقال باشتياق
وحشتني يا قيس ووحشني كلمة أبويا منك يا ابني سفرتك المرة دي طولت أوي..
تنهد قيس وقال
أنت وحشتني أكتر يا حاج رضوان بس كانت معايا دعواتك وبركتك وفضلت على عهدك..
كان لازم أتغرب وأتعب واجتهد علشان ابني نفسي وأقف على رجلي وانجح ورجعت وكل المستشفيات بفضل الله بتتعارك عليا ببركت دعاك يا أبويا..
ردد رضوان بفخر ومن يرى الفخر الذي بعينيه والحنان الذي ينفجر على ملامحه يعتقد أن قيس حقا ولده من صلبه وليس فقط صبي ابن جاره قام بتربيته والإعتناء به بعد ۏفاة والدته وتلهي والده عنه بعدما تزوج بإحدى السيدات الأغنياء والتي اشترطت عليه قبل أن تتزوجه بتركه لولده بعيدا عن حياتهم ومجتمعهم المخملي الراقي فقبل لأجل أن يقتحم هذا العالم المخملي والذي حلم كثيرا اعتناقه وقد جاءت له الفرصة وكان عليه اغتنامها غير آبه بهذا الصبي الذي بالكاد تم التسع سنوات ليقوم إمام المسجد الشيخ رضوان وزوجته بالإعتناء بقيس الذي ترك وحيدا في هذا المنزل الصغير وكان والده يكتفي فقط بإرسال القليل من المال مع حلول كل شهر وزيارته بضع دقائق..
وفي كل محڼة منحة فقد أحسن الشيخ رضوان تربية قيس والإهتمام به وزرع في قلبه الرحمة والرفق والإيمان وحب الله عز وجل فنشأ قيس في كنف والده رضوان الذي أصبح له كل شيء وتناسى
تم نسخ الرابط