روايه كاملة للكاتبة ساره نيل مكتملة لجميع فصول الرواية قدر قيس

موقع أيام نيوز

وهمس وهو يدلف
مش ساهل يا ياسين وغامض زي أختك..
ارتفع رنين هاتف ياسين الذي أجاب من فوره ليأتيه صوت من الجهة الأخرى مردفا
كله تمام يا ياسين .. أحب أطمنك شحنات شركات البحيري اتصادرت والقوات في طريقهم لقصر البحيري ... وأخيرا وقعوا في إيدنا يا ياسين..
بس الخۏف من الناس الكبيرة والخونة إللي ورا جعفر البحيري يطلعوه منها زي الشعرة من العجين..
هتف ياسين بثقة ووجه يتلظى بالنيران
مش المرة دي .. المرة دي الموضوع في إيد الجهات العليا أوي والجهاز المركزي المرة دي الڤضيحة كبيرة .. المرة دي مش أسرة الحاج فتحي الراجل البسيط إللي في حاله .. المرة دي مش فتحي وحليمة ورائف .. المرة دي مش رائد إللي اڼضرب بالړصاص .. المرة دي مش قدر..
كان يتحدث والنيران تنبثق من أعينه وتشتعل بقلبه ... حمم بركانية تسري بأوردته..
اقتربت مرح منه تمسد ذراعه بقلب مټألم لهذا العام المرير الذي مر عليهم وتلك الفترة التي عاشها ياسين الذي بلغت أوجاعه عنان السماء..
الجميع كان يحيا بهدوء وبساطة إلا أن ھجم هؤلاء الشياطين على حياتهم فجعلوها خاوية على عروشها..
كانت صديقة قدر المقربة بل الشقيقة التي لم تلدها والدتها تمت خطبتها لياسين وتم عقد قرآنها لكن لم يتم الزفاف..
ياسين الذي أتى منكبا على وجهه بعد تلك المهمة التي كلف

بها بخارج البلدة أتى بعد غياب وتعب ومشقة وشوق لعائلته الصغيرة أتى محمل بالهديا .. جلباب أبيض لفتحي ورداء جميل ستسعد حليمة عند رؤيته وساعة اليد التي يتمناها رائد والقميص الذي يفضله رائف..
بينما قدر .. قدره السعيد كما ينعتها فحدث ولا حرج .. لقد قام بجلب القائمة التي أحضرتها قدره السعيد .... لكن أين هم ... أين منزلنا .. لم يجد قدر .. لم يجد والديه باستقباله لم يقابله أصوات شجار أشقاءه رائد ورائف مع قدر .. لم تقابله رائحة طعام حليمة ووصفات الطهي الخاصة بقدر..
فقط خړاب ... سكون مهيب ... واڼتقام على مشارف الأبواب..
حين أخبره الجيران ووالد مرح بما حدث سقط على ركبتيه كالطفل ېصرخ صړاخ ملأ الأركان صړاخ متمزق ودموع حارة انغمست بلحيته وأعينه ينبثق منها شرار يرتجف له الأبدان..
لو لم يتحكم بلجام غضبه لو لم يحثه والد مرح على عدم التهور لأجل عائلته التي تحتاج إليه لكان مصيره مصيرهم لم يكن ليصل لقدر ويجعلها بين يديه وتحت أنظاره بحنكة..
حتى وصل لهذه الخطوة لقد مر بالكثير تخطيط محكم دقيق عمل عليه لعام من الحزن..
هذا العام جعله وحشا كاسرا..
_______بقلمسارة نيل______
دلفت مرح لغرفة قدر بأنفاس متسارعة وبيدها الحقيبة التي أعطاها لها قيس..
كانت قدر تجلس فوق الفراش وبيدها مرآة صغيرة تخبئها أسفل الفراش أخذت تتحسس أسفل أعينها وبشرتها بشرود ثم كشفت عن كتفها لتنظر لتلك الندبة البشعة التي تأكل كتفها
تم نسخ الرابط