روايه كاملة للكاتبة ساره نيل مكتملة لجميع فصول الرواية قدر قيس

موقع أيام نيوز

عقلها في هذه الذكرى التي كانت البداية لكل شيء اليوم الذي تغيرت عنده حياتها وأصبحت تكتسي بالسواد..
في بلدة متواضعة يميزها طيبة قلوب ساكنيها ومع بدء أول خيط للصباح والشمس لم تخرج بعد على حافة الشروق انتشر الرجال عائدون من صلاة الفجر واستقيظت النساء والفتيات من ثباتهم بعد ليلة هادئة انتهت بنوم عميق باكر..
ضجت المنازل بالحيوية وانتشرت رائحة طعام الأفطار الشهي..
وفي هذا المنزل المتوسط الذي يعمه السکينة والود..
توقفت قدر تتخصر بتذمر أمام باب المطبخ ثم هتفت بإمتعاض
أنا مش عارفة أيه السر العجيب في أنكم تعملوا فطار يوم الجمعة فطير..
الناس تفطر على حاجة خفيفة كدا على معدتها وإحنا يا عيني نصدمها بفطير مشلتت بالقشطة..
لوت السيدة حليمة والدة قدر فمها بتحسر ثم أردفت
أو ممكن مثلا بلاش الفطير علشان عندي بنت مش عايزه تكلف نفسها وتساعد قبال أمها.!
وعلى أساس معدتك المسكينة مش هي إللي بتلهف الفطير بتاع الصبح ده..
أبوك وأخواتك وأنت بتحبيه وبطلي لماضة وأيدك معايا علشان نطيبه..

يلا أوريك شطارة قدر يكش يطمر في الجحشين رائف ورائد عيالك الطفسين..
وبمجرد انتهاءها من سبها حتى دلف المطبخ شابان في السادسة والعشرون من عمرهم يكبروا قدر بخمس سنوات هرعوا نحوها لتبدأ معركتهم الصباحية وصاح رائد بعنفوان
جحش لما يطيرك يا قدر بني غبش على حياتنا..
بينما قال رائف وهو يضربها على رأسها من الخلف بخفة
الناس تقوم الصبح تقول أصبحنا وأصبح الملك لله وأنت من الصبح جارة شكلنا كدا..
خليك شاهدة يا حليمة على بنتك..
وكعادة كل صباح خرجت صړخة من حلق حليمة لفض تلك المعركة بينما تجذب مغرفة الطعام الثقيلة ليسرع ثلاثتهم هارعين لغرفهم بحماية..
أخذ يقول رائف بصوت مرتفع بمكر
ما أنا قولتلك يا سي رائف بلاش شيبسي بالطماطم ولا مولتو إللي جبناهم بليل وإحنا راجعين دول خسارة فيها يا عم..
أيده رائد بمكره بينما يجذب شيء ما من الحقيبة البلاستيكية التي تجاوره وقال
عندك حق يا رائف .. يلا حلال علينا الشيبسيات والمولتو ده...
ولم يكمل جملته حتى اقټحمت عليهم الغرفة بإبتسامة عريضة وهرعت تجلس بينهم تقول بحب
أخواتي حبايبي .. ملايكه نازلة من السما رائوفتي ورائودي أحن أخوات في المجرة..
تعرفوا أن إمبارح عملت حسابكم معايا واشتريت بيف مخصوص من إللي بينزل في قلبكم ده ودلوقتي هعمل حتة طاسة بيض بالبيف المعتبرة إللي أنا بعملها..
انهالت فوقها القبل بمرح وحنان وأخذوا يدغدغونا بدلال لټنفجر ضحكا فيقول رائف محتضنها
قدرنا الأبيض إللي شبه النور وإللي محلية حياتنا ياض يا رائد..
جذبها رائد لأحضانه يقبل فروة رأسها وقال
هو أنا أقدر على يومي ألا ما يبدأ بقدر حبيبة قلب أخوها..
لم يكن مجرد مزاح فقد كانت هي لحياتهم وهج ونكهة لا يستطيع الجميع التخلي عنها
تم نسخ الرابط