روايه كاملة مكتملة لجميع فصول الرواية بقلم آيه طارق

موقع أيام نيوز

الكباب و الكفتة.
ليكملا طعامهما بصمت و كلاهما شارد في أفكاره لكنهما كان يصلا إلى نفس النقطة في النهاية..
كيف سيكون مستقبلهما
هل سيعلن القدر قراره و يكون الفراق مصيرهما
عودة إلى الوقت الحالي
دخل إلى بيته بوجوم و مازال يسب نفسه على تهوره و ذهابه إلى تلك الحارة و جلوسه فيها و تخليه عن تدريبه!
حيا والديه بهدوء ليس من سمته ثم أخبرهم أنه متعب و يرغب في النوم ليتركهم دون الاستماع إلى ردهم و يتجه إلى غرفته..
أغلق بابها و استند عليه ثم فرك جبينه و أغلق عينيه البنيتين بتفكير..
ماذا دهاه
منذ متى و هو يتصرف دون تفكير
تراءت أمامه عينيها السوداوتين بلمعتهما المميزة ليشعر بالضعف و يعود و يتساءل عما لم به!
تحرك ببطء ليستلقي على سريره دون حتى أن ينزع حذاءه!
و عقله منشغل بتلك الفتاة و ما تفعله به فلم يعد آدم جاسم الذي يعرفه منذ أن رآها!
ظهرت صورتها أمام عينيه مرة أخرى لكن هذه المرة و هي تتهادى بإرهاق و التعب ينبعث من كل ذرة في جسدها..
ليعود و يتساءل ترى ما سببه
و لم جاءت متأخرة
أم أن هذا هو موعدها
فرك جبينه مرة أخرى ليقول حاسما قراره
لا كده مش هينفع أحسن حل إني أقابلها و أكلمها تاني علشان اعرف أيه اللي بيحصلي ده!
بعد يوم طويل قضته في العمل و من ثم مع صديقتها في المشفى و التي شعرت بالآم مفاجئة وصلت إلى شقة عمها البسيطة ليصلها صوت زوجة عمها فور أن خطت قدماها للداخل
توك ماجيتي يا عينيا كنت فين يا بت لغاية دلوقتي
لتجيبها بإرهاق كنت في الشغل يا خالتي.
لتضع زوجة عمها أصابعها على جانب جبينها و تقول باستنكار
اسم الله اسم الله و أنت كل يوم هترجعيلي نص الليل و تقوليلي كنت في الشغل!
لا يا عينيا أنا الكلام ده ميمشيش معايا.
أي منتصف ليل هذا الساعة مازالت السابعة مساء!
و إن كنت يا حبيبتي شايفالك حاجة كده و لا كده فالحلال أحسن خليه ييجي يمكن عقدتك تنفك و نحسك يروح.
توسعت عينا أماني پصدمة و قلبها يبكي بدلا من الدموع ډم على كلمات زوجة عمها..
اتهامها في شرفها..
و چرح أنوثتها..
و لكنها لا تملك القوة لمناقشتها كما أنها مهما قالت لن تغير فكرة الأخرى عنها لذا أجابتها باختصار قبل أن تتجه إلى غرفتها
واحدة صاحبتي كانت تعبانة و روحت معاها المستشفى.
و اتجهت إلى غرفتها فورا قبل أن تسمع المزيد من الكلمات..
و تقول باستهزاء
صحيح أنا مخي راح فين هي دي خلقة حد يبصلها!
ثم نهضت متجهة إلى غرفة زوجها لتطمئن عليه.
دخلت أماني غرفتها لتجد أبنة عمها الصغيرة تفترش السرير بألعابها مصدرة أصواتا مزعجة..
لتتنهد بتعب و بوادر صداع تهاجمهما فتسير نحو السرير لتستلقي عليه ثم تطلب من الصغيرة
وطي صوتك يا نوجة علشان أنا تعبانة.
حدقت فيها الصغيرة بشفقة و قالت بطاعة حاضر يا أبلة.
لتبتسم لها أماني بمحبة و تغمض عينيها طالبة النوم..
لكن سرعان ما وصلها إزعاج الصغيرة مرة أخرى بعد عدة دقائق لتزفر أنفاسها بضيق و مع ذلك لم تتحدث معها فهي أولا و أخيرا ضيفة في بيتها!
صباح اليوم التالي
مرت روضة على أماني ليسيرا سويا حتى تصل أماني إلى المصنع الذي تعمل فيه و بعدها تتابع روضة طريقها إلى المدرسة التي تعمل فيها..
و في طريقهما سألتها أماني بحزن يعني في الأخر مأجرتوهاش
لتتنهد روضة بيأس مازال يتملكها و تجيبها بحدة ظهرت في نبرتها رغما عنها
نأجر أيه بس يا أماني دي بألف و ميتين مائتين جنيه و مواصلات منها لشغلي أنا و فارس تقريبا خمسماية خمسة مائة كل شهر يعني ألف و سبعماية سبعة مائة جنيه و احنا الاثنين على بعض مرتبنا ألفين يعني هيتبقى تلتماية ثلاثة مائة جنيه هنعيش بيهم طول الشهر ازاي!
لتزفر أنفاسها بقوة فور أن أنهت كلماتها..
تفهمت أماني حدة صديقتها و ڠضبها فلقد كان أملها بهذه الشقة كبيرا و لكنها للأسف كانت كما سبقتها!
فحاولت التخفيف عنها قائلة متزعليش يا حبيبتي ربنا كبير قادر ينهي معانتكما و يجمعكما.
التقت عينا روضة بعيني صديقتها لتبثهما الكثير مما لم تفهمه الأخرى فسألتها بارتياب
فيه أيه يا روضة
لتجيبها الأخرى بشرود و نبرتها المترددة تفضح تخبط مشاعرها مش عارفة يا أماني خاېفة.
لم تقاطعها أماني بل تركت لها الفرصة للفصح عما بداخلها لتردف روضة بنفس نبرتها
خاېفة ميكونش فارس من نصيبي إنه ربنا يكون ييعمل فينا كل ده علشان يبعدنا عن بعض..
أنا بحبه.. بحبه أوي و مش قادرة أتخيل حياتي من غيره أو إني أكون لرجل تاني.
لم تفكر أماني كثيرا قبل أن تلقي كلماتها المقتنعة تمام الاقتناع بها و ليه متقوليش إنه ربنا بيعمل كده علشان يختبر صبركما أو إنه بيأخر زواجكما علشان يشيل عنكما مكروه..
ليه دايما بتفكري في الۏحش
لتصمت قليلا قبل أن تتابع بحذر و بصي يا روضة هقولك حاجة تحطيها حلقة في ودنك..
ربنا مبيعملش غير الخير لينا يعني حتى لو بعد السنين دي
تم نسخ الرابط