روايه كاملة مكتملة لجميع فصول الرواية بقلم آيه طارق

موقع أيام نيوز

و التي تعتبره منزلها أكثر من هذا!
لم تكد تدخل حتى وصلها صياح زوجة عمها على أولادها و الذي انتقل إليها فور أن رأتها!
أنت جيتي يا أماني كنت فين من الصبح
فأجابتها أماني باختصار رغبة منها في إنهاء محادثة إن استمرت ستضفي مزيدا من الحزن إلى قلبها.
كنت عند روضة يا خالتي.
مصمصت ابتهال شفتيها بعدم رضى قبل أن تقول و قبضتي النهاردة على كده و لا
و قبل أن تتابع سؤالها أخرجت أماني بعض النقود من حقيبتها و أعطتها لها تزامنا مع قولها
قبضت.. قبضت يا خالتي.
لټخطف ابتهال الأموال من يدها و تبدأ في إحصائهم دون أدنى خجل!
و لم ستخجل و هذه الأموال من حقها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أليس زوجها فقد عمله و حياته بسببها هي نذير الشؤم هذه و التي منذ أن اقټحمت حياتهم و المصائب لا تتركهم فلا يكادوا يخرجوا من واحدة حتى تسقط على رؤوسهم الأخرى!
و لولا الخۏف من أحاديث الناس عنهم لكانوا ألقوا بها في أي دار منذ زمن!
دول ناقصين يا عينيا أنت أخدت منهم و لا أيه
و ماذا في ذلك
أليست هذه الأموال حقها نتيجة كدها و تعبها لساعات
فلم لا تأخذ منها ما تريده!
و مع ذلك بررت بصدق ما أخدتش حاجة يا خالتي يعني هعمل بيهم أيه
دول هما اللي خصموا من كل واحد يومين.
شهقت ابتهال پصدمة و هي تعيد إحصاء الأموال بعشوائية لتتأكد من صدق كلمات أماني ثم قالت بامتعاض
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ليه يا حسرة دول كلهم ألف جنيه أومال لو كانوا بيدوكم اتنين و لا تلاتة كانوا عملوا فيكم أيه
تنهدت أماني بهم قبل أن تقول أهو ده اللي موجود يا خالتي..
بالأذن بقى أنا هدخل أنام.
قالتها ثم اتجهت إلى الغرفة الصغيرة التي تضمها هي و أبنتي عمها تاركة زوجة عمها تحصي الأموال و ترى ما ستفعله بها.
استلقت على سريرها بعد أن بدلت ملابسها لقميص نوم مريح غير مبالية بقدمه و لونه الذي فقده من كثرة غسيله..
أغمضت عينيها لثواني معدودة ثم فتحتها سامحة لحزنها بالظهور متمثلا في الدموع التي تلتمع في مقلتيها و ارتجاف شفتيها..
انقلبت لتنام على بطنها كاتمة صوت شهقاتها في وسادتها و ذكريات و أحلام تندفع إلى مخيلتها..
ليتراءى أمامها بوجهه البشوش و ابتسامته السمحة التي كانت تخترق قلب أي من يراه فتغزو ابتسامة صغيرة ملامحها قبل أن تعود إلى دموعها!
حسن زوجها حسن الأخلاق المتفهم و الذي رآها مرة و هي مع خالتها في سوق الخضار فأعجب بها و تقدم لخطبتها غير مدرك لما سيحدث له!
تعالت شهقاتها و هي تتذكر مصيره سقوطه من أعلى البناية التي كان يعمل فيها لتصبح أرملة بعد عقد قرانها بأيام و قبل عرسها بشهرين و هي لازالت في التاسعة عشر من عمرها!
حاولت السيطرة على شهقاتها و كتمها حتى لا ينتبهوا من في البيت إلى بكاءها..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لتعود و تسخر من نفسها فحتى إن انتبهوا لن يهتموا!
داهمت ذكرياتها الحاډثة التي تعرض إليها خطيبها رأفت و الذي خطبت إليه بعد أن أتمت الثالثة و العشرين من عمرها بعدة أشهر..
لم تمر حينها على خطبتهما أسبوعين ليصلها نبأ إصابته بحاډث سير و دخوله في غيبوبة لم يستيقظ منها حتى الآن!
و ها هي تكاد تتم الثامنة و العشرين فتاة ېخاف الجميع الاقتراب منها فهي كاللعڼة التي ما أن تحل عليهم يصابوا بأذى!
ابتسامة أخرى عادت لتغزو شفتيها و وجه صغير بضفيرتين متلاعبتين يتراءى أمامها..
تلك الطفلة أبنة إحدى العاملات التي تعمل معها في مصنع الأقمشة و التي جاءت إليه اليوم..
يا الله كم هي جميلة.. شهية.. شقية..
كم تتمنى أن يكون لديها طفلة مثلها و كم تخشى من ذلك!
تخاف أن ترزق بطفلة فتصاب بلعڼتها فتؤذى..
لذا الأفضل أن تظل هكذا بلا زوج.. بلا رفيق.. بلا حبيب.. بلا أطفال حتى لا تتحمل ذنب أناس أخرين..
تمتمت ب كده أحسن قبل أن تغط في نوم عميق و دموعها ترطب وجنتيها.
تسحبت إلى المطبخ كي تستطيع التحدث معه براحة فغرفتها الصغيرة تشاركها فيها شقيقتها الصغرى و الغرفة الأخرى لوالديها و على أريكة الصالة ينام شقيقها الأخر لذا أنسب مكان للتحدث مع حبيبها هو المطبخ!
أيوه يا حييبي روحت و لا لسه
على الطرف الأخر
تمدد فارس على السرير بتعب و قدميه لا يشعر بها من فرط السير طوال اليوم بحثا عن عمل ليجيبها بإرهاق
لسه داخل اهوه.
فسألته بأمل لا ينضب أمل لا تعيش على سواه فهو السبيل لبدء حياة جديدة معه.
طب طمني لقيت شغل
ابتسم بيأس على نبرتها المتلهفة و شعر بالإحباط لأنه سيقتل هذه اللهفة و سيقضي على فرحتها الوليدة بحروفه الصغيرة.
لاء.
تهدل كتفيها بيأس تملك منها و لكنها جاهدت لتخفيه فحبيبها يبذل ما في وسعه ليجمعهما بيت واحد.
و لا يهمك يا حبيبي بكرة تفرج إن شاء الله.
أنا صحيح مالقيتش شغل بس لقيت شقة.
ألقى هذه الكلمات دون مقدمات منتظرا رد فعلها الذي يتوقعه..
أما هي فلم تعلم إن كان حقا نطق بما سمعته أم أنه يخيل
تم نسخ الرابط