روايه ميراث الندم بقلم الكاتبه امل نصر
المحتويات
الرد بعد فترة طويلة من الإلحاح باستجابة على مضض من الجهة الأخرى
الوو.... ايوة يا فتنة عاملة ايه يا غالية
بعد قليل وبداخل منزل الدهشان
هبطت فتنة بعد انتهاء المكالمة من طابقها الثاني بخطوات مسرعة نحو الجلسة المعتادة لجدتها الكبيرة فاطمة وحفيدتها امام التلفاز في مشاهدة لإحدى حلقات المسلسل الشهير لتجفلهما على صيحتها الغاضبة
الټفتا اليها الاثنتان يطالعنها بدهشة وعدم فهم لفعلها لتزيد عليهم موضحة
اخوكي راح لبت هريدي في بيت ابوها اول ما وصلت عندهم طب عليهم حتى من غير ما يستأذن اخوها اللي كان في مشوار برا البيت ماله هو ومال مشاكل الست نادية واحدة جاية زمجانة من عند ناس جوزها ايه ډخله هو
اسكتي يا بت وبطلي هلفيط بكلامك خبر ايه انتي بنفسك جاية تجولي عليها زمجانة ان ما كنش الكبير هو اللي يعس على واحدة أرملة وغلبانة زي دي ويشوف حجها هي وولدها اليتيم من هيعس
همت لتفتح فاهاها للجدال ولكن روح اوقفت الكلام بحلقها معقبة
المهم في دا كله بجى انتي سمعتي كل الحكاوي دي منين أكيد من صاحبتك مرة اخوها احسنلك تكفي ع الخبر مجور للكلام يوصل لغازي وساعتها صاحبتك هي اللي بيتها هينخرب عزب شديد يعني لا يمكن هيرضى لمرته نجل الكلام.
في ستين داهية هو انا اللي جولتلها تتصل وتبلعني لازم اتكلم مع غازي لازم يلم نفسه من أولها وميدخلهاش في حاجة للبت دي.
خرج صوت فاطمة هذه المرة بحسم تفحمها
طب اعمليها يا فتنة بس بعدها ما تجيش تشتكي لما يروحك على بيت ابوكي جوزك ملوش في الاخد والرد يا بت دا بيجطع على طول وانتي حرة بعد كدة.
صړخت بها واقدامها تتحرك مغادرة من أمامهما تقطع الطريق بخطوات مسرعة نحو طابقها تسحب شياطينها معها.
ظلت انظار روح متابعة لها تمصمص شفتيها باستياء معقبة
الله يهديكي يا فتنة انا مش فاهمة هي پتكره البنية ليه بس يعني كل ده عشان رفضت اخوها
وكان رد فاطمة زفرة ساخنة وصمت مهيب.
في منتصف الليل
كلما اعاد برأسه ردود أفعالها وتعمد الهروب بأنظارها عنه اثناء حديثه مع والدتها والذي استمر لفترة من الوقت وكأنها فتاة في عمر المراهقة تخجل منه
يعلم بالرهبة التي تتملكها في حضورهومع ذلك يراوده الأمل كثيرا أن يقل هذا الشعور مع اعتيادها عليه حتى وهذه المعضلات الكثيرة تقف عقبات امام ما يتمناه لكنه لن يمل المحاولة ولن يهدأ حتى تصبح في ظل جناحه وتحت رعايته .
انتبه فجأة مجفلا لهذه العيون التي تحدق به في قلب الظلام الذي يغطي الغرفة ليعتدل على الفور بجذعه يشعل ضوء المصباح المجاور له متمتما
بسم الله الرحمن الرحيم مش تتحمحمي ولا تعملي اي حركة يا جزينة تخليني احس انك صاحية بدل من شغل العفاريت دا اللي يقطع الخلف.
تحفزت بوقفتها لترد على قوله باستنكار
عفاريت! ليه ان شاء الله دا انا بياض لون بشرتي ينور في الضلمة انت بس اللي كنت سرحان.
اومأ برأسه يوافق قولها
انا فعلا كنت سرحان عايزة ايه يا اللي بتنوري في الضلمة
تحركت لتجلس على الكرسي المقابل له لتجلس مرددة بلهجة يعلمها جيدا بحكم عشرته معها
وانا هعوز ايه يعني في الدنيا الليالي انا بس انشغلت عليك لما اتأخرت الساعة داخلة على اتنين كل ده كنت فين يا غازي
مال برأسه أمامها يرمقها بتفحص لكشف اغوارها بقوله
وانتي من امتى بتسألي حتى ولا تحسي برجعتي في الليالي ثم ايه اللي مسهرك لحد دلوك مش كل يوم بتبقى مخمودة في الوجت ده
اجفلها بفظاظته وهذا التهكم القوي منه لتعترض معبرة عن استيائها
خبر ايه ما تخلي بالك من كلامك افرض يعني بتلاجيني نايمة ما انا تعبانة ومهدودة من مراعية العيال والخدمة في البيت انا مش عارفة والله كل دا عشان بسألك اتأخرت ليه عشان جلجلت عليك يا غازي.
لا يصدق قولها ولا يصدق هذا الاهتمام المفاجئ منها ولكن لا بأس رد يجاريها حتى يأتي منها بالمزيد
كنت مع شباب العيلة يا فتنة أكيد يعني عارفة المندرة اللي بنجعد فيها اطمنتي يا ستي.
هزت برأسها امامها تظهر اقتناعا لم يصدقه حتى وضح مقصدها خلف تحقيقها بقولها بعد ذلك
كويس خالص اصل انا كنت سمعت
متابعة القراءة