روايه سنيوريتا كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه منه ممدوح
المحتويات
رأسه لها دون أن يتحدثفرفرفت أهدابها ببراءة
مصطنعة ثم قالت باسمة باصفرار
هل لي ببعض الطعامفأنا جائعة
هز رأسه بالإيجاب دون أن يتحدثثم تقدم بضع خطوات قبل أن تهتف مرة أخرى
لحظة
أغلق حدقتاه وزفر أنفاسه بنفاذ صبرثم عاود فتحهما مرة أخرى والټفت قائلا من بين أسنانه
ماذا الآن!!
فقالت متظاهرة الخجل
هل يمكنني تشغيل التلفاز ليسليني
حسناحسنا لا تغضب هكذاألا يمكنني المزاح معك يا رجل!!
تركها وانصرف خارجا بعدما وصد الباب خلفهفتعالت قهقهاتها ما إن خرج وقالت محدثة نفسها
سأجعلك تجن أيها الوسيم
دست يدها في جيبها وأخرجت هاتفهاثم طلبت أحد الأرقام حتى أتاها رد صديقتها
أين أنتهل حدث لك مكروه!
بخير بخير للغاية
نبرتك غريبةأخبريني الآن ماذا حدث
أتعلمين أين أنا الآن
هل أنت حمقاءلقد سألتك في البداية أين أنتلو كنت أعلم لما سألت
قالتها لين في ضيقفتأففت ليالي ثم أردفت
أنا في منزل الفظ الوسيم
ماذا!!!
صړخت بها لين بنبرة تغلب عليها الذهولفاستطردت الأخرى وهي تضحك
سأقص عليك كل ما حدث
بادرت والدة عثمان بتلك الكلمات أثناء جلوسها جوار ابنها الذي تصنع متابعة التلفازولكن الحقيقة أن عقله كان في ملكوت آخرزفر أنفاسه بعدما قطع تفكيره سؤالها المعتاد وقال
عندما يحين الوقت يا أمي العزيزة
ولكن لا يعجبني حالك هكذا يا عثمان
علم أن هنالك أمر خفي في حديثهافالټفت لها وصب كامل اهتمامه لهاثم تساءل في حذر
تنحنحت والدته قبل أن تقول
سمر ابنة عمك مسعودأنت تعلم جيدا أنها تحبك كثيرافما رأيك أن أطلبها من والدها
تنهد بعمق ثم غمغم محدثا نفسه بضجر
ما كان ينقصني غير تلك المتطفلة ذات العقل السميك!
ماذا قلت يا بني
تساءلت والدته في تعجب بعدما تعذر عليها فهم ما قالهفابتسم لها باصفرار ثم قال من بين أسنانه
كما تريد يا بني كما تريد أنت
علقت على حديثه بقلة حيلةثم انتصبت واقفة ونوت الرحيل وهي تقول
سأخلد للنوملقد تعبت كثيرا
نوما هنيئا
انتظر لنصف ساعة حتى تأكد من ذهاب والدته وشقيقيه إلى النومفتسلل خفية إلى المطبخ ثم جلب العديد من الأطعمة من الثلاجةووضعهم في صينية صغيرة وتوجه بها للأسفل وقد تملكه شعور بالذنب من تأخره عنهاولج للداخل وبحث عنها بقلق عندما لم يستمع لصوتها
لسانها السليط رغم كرهه له إلا أنه يحب عراك الكلمات بينمافكلماتها أثناء ڠضبها تصبح مضحكة من طريقة لفظهاسكن هو الآخر جوارها ولم يكن يعلم هل يوقظها أم لالكن فضل أن يوقظها حتى لا تنام جائعةفطفق يهتف باسمها حتى تستيقظ
علياءاستيقظي هيا لقد جلبت الطعامهيا يا عليا
تململت في نومتها حتى أعطته ظهرها وهي
تهمهم بكلمات لم يستطع فهمهافعاود الهتاف مرة أخرى حتى التفتت له بوجههاوقد فتحت نصف عين والأخرى ظلت مغلقةثم تمتمت
من من علياء!
قطب جبينها بتعجب ثم قال ساخرا
أنت علياءأم أن ذلك ليس اسمك وإنما كڈبة أيضا!
نعم نعم أنا علياء صحيح
قالتها بملامح ناعسة للغايةحتى أن نصف كلماتها لم تعد مفهومةأدارت وجهها مرة أخرى وتابعت نومهافمد عثمان يده ثم هزها برفق بينما يقول
استيقظي لتناول الطعامهيا قبل أن يفسد
ابعد زراعك اللعېن وإلا
ختمت جملتها بدفعها لزراعهفنظر إليها في ذهولفقد كانت نائمة أثناء ټهديدها ذاك ولم تكن في وعيهاوقف وحدق فيها بدهشة جليةثم تمتم بينما يضرب كف على الآخر
هل تلك الفتاة طبيعية!!
قرر أن يتركها حتى لا تنفذ ټهديدها النائم ذاكفقرر ترك الأطعمة للصباح حينما تستيقظثم خرج من الغرفة بهدوء بعدما ألقى نظرة أخيرة عليهاتنهد براحة
ثم كفف قطرات العرق على جبهته بباطن يدهثم الټفت ليصعد إلى الأعلى
ماذا تفعل هنا!
المشهد السادس
فزع نوعا ما وأجفل لبرهة بعدما ظن أنه تم ضبطهحدق في وجه شقيقه الأصغر ياسر لبرهةثم أجابه محاولا تلفيق كڈبة
آآآ لقد صوت
صمت ثم عاود الحديث وقد حاول تعديل نبرته متظاهرا الجدية
نعملقد سمعت صوت وذهبت لكي أرى ما مصدره
تثاءب شقيقه ثم مر من جواره ينوي الدخول للغرفة بينما يقول
إذا هل وجدت من أين يصدر
منعه سريعا بزراعهودفعه بعيدا عن الباب بخفة وهو يقول
شيء كانت قطةنعم قطة وفتحت لها الباب فانصرفت
هز الأخير رأسه بملامح ناعسةثم قال
حسناسأصعد للنوم
اصعد وسآتي وراءك
تركه ياسر وصعد للأعلى بخطى غير متزنة من النعاسفزفر عثمان أنفاسه براحة أخيراوارتخت قسماته فقد كان ضبطه قريبا لا محالةولا يعلم إن رأى الفتاة فما هي حجته لوجودها في ذلك الوقت المتأخرالقى نظرة أخيرة على الباب ثم صعد للأعلى هو الآخرثم ولج إلى غرفته وتمدد بظهره على فراشهبينما يحدق بعيناه على سقف الغرفة محدقا في اللا شيءحتى غلبه النعاس أخيرا من كثرة التفكير
صباحاإرتدى بعض الثياب القديمة لتناسب أجواء الورشة الغير نظيفةثم تناول طعام الافطار بعدما حضرت والدته السفرةوقف بعدما التقط بضع لقيمات بسيطة ثم نوى الذهاب لعملهفأوقفته والدته بقولها
أكمل طعامك يا بنيتلك اللقيمات لن تكفيك
فعلق عليها بابتسامة ودودة
لقد شبعت يا أميسأذهب للورشة حتى لا أتاخر أكثرفهنالك العديد من الأعمال التي يجب علي إنهاؤها
ربتت على كتفه بحنان لتدعمهثم أردفت بتشجيع
وفقك الله يا عثمان
دنى إليها ثمومن ثم ابتعد وارتدى حذائهكاد أن يخرج من البابلكنه تذكر شيء مافعاد بضع خطوات مرة أخرى وهتف قائلا
هناك العديد من الفئران في الغرفة بالأسفللا تقتربوا من الغرفة حتى لا تفزعوافقد وضعت مصيدة وعندما أعود سأتولى ذلك الأمر
فئران!ومن أين جاءت!
قالتها والدته بتعجب بينما قطبت جبينهافأجابها متصنعا الجهل
لا أعلم من أين تحديدالكن عندما أعود سأبحث
حسنا يا بنيسأحذر أخويك عندما يستيقظان
هز رأسه لها بالإجاب ثم نزل إلى الأسفلحدق في باب الغرفة التي تمكث بها للحظاتولكن تغلب الفضول عليه كثيرافلم يستطع الذهاب إلا بعدما ألقى نظرة عليهافوجدها مازالت نائمة بعدشقت ابتسامة ثغره دون أن يشعرولكنه تدراك ذاته سريعا وعاد يعبسثم أغلق الباب خلفه وخرج إلى عمله
مرت حوالي ساعتينوقد جاءت سمر كعادتها إلى والدة عثمان لتجلس معها ويغرقا في العديد من الأحاديث دون مللفقد كانت تتفنن لملئ قلب والدة عثمان بتصنعها الطيبة والودوأيضا الإحتراف في شئون البيت فقط لكي تصل إلى حبيبها الذي عشقتهرغم أنه لا يبال بهابل وأيضا يظهر ضيقه من وجودهافلم تجد طريقة للوصول إليه إلا عن طريق والدته
سأجلب أدوات التنظيف من الأسفل
قالتها مستئذنة من والدة عثمان بوداعة مصطنعةفأجابتها الأخرى بالرفض
لا تذهبي إلى هناكفقد حذرنا عثمان من أن نقترب من الغرفة
قطبت جبينها في تعجب وقد تساءلت داخلها عن السر في ذلكثم قالت مستفهمة
حذركم!ولما!ماذا يوجد بالأسفل ليحذركم!
فأجابتها والدته ببساطة
قال يوجد العديد من الفئران بالأسفلوقد وضع مصيدة لهم
لم تصدق في البداية ذلك السببوقد ملأ الشك قلبهافابتسمت لوالدة عثمان وقالت بنبرة رقيقة
لا تقلقي
ثم عاودت التساؤل
أين ياسر أو سائر
سائر في عملهوياسر بغرفته لما
حسناقولي لياسر أن يأتي معي إلى الأسفلفيمكنني تدبر أمر الفئران
أمتأكدة يا بنيتي!
بادرت بتلك الكلمات في قلق شديدفأجابتها الأخرى
نعم يا أميأنا لن أخاف من فأر صغير
كما تريدين
ولجت والدة عثمان للداخل لتحضر ياسر كما قالت الأخرىفوقفت سمر تحدق في الفراغ وكان حدثها يخبرها أن ذلك الأمر لا علاقة له بالفئران قط
أبصرت قدوم ياسر ووالدته من الداخلفرسمت بسمة صغيرة على ثم رحبت به بود سافرومن ثم توجهوا ثلاثتهم إلى الأسفل لكي يحضروا أدوات التنظيف الذي تم نسيهاوأيضا لرؤية الفئران الذي يقصدها الآخر
كانت قد استيقظت من نومهافحدقت لبرهة في أرجاء الغرفة فوجدتها غريبةفظنت في البداية أن تم خطڤهافوثبت من على الأريكة سريعا تتلفت في المكان من حولهاجال في ذاكرتها ما حدث بالأمس وعلمت أنها في بيت عثمانرفعت زراعها وعبثت بخصلاتها وهي ټلعن حماقتها داخلهاثم سارت تبحث عن المرحاض من بين الغرفتين حتى وجدتهفولجت للداخل وعدلت خصلاتها المشعثة بأصابعها وغسلت وجهها بالماءثم خرجت وبين يديها منشفة تجفف بها وجهها
فأبصرت الصينية الموضوعة على الطاولةاقتربت منها
وهي تبحث عنه بحدقتيها ولكن لم تجدهفكرت أن تذهب للبحث عنه ولكنها خشيت أن يراها أحدفجلست على المقعد وكشفت عن الأطباقوبدأت في تناول اللقيمات بسرعة كبيرة من الجوعوفي لحظة وجدت الباب يفتح بينما كانت تلتقط لقيمة والأخرى في فمها
حدقت في الثلاثة الذين أمامها في ذهولوقد تشوش عقلها لبرهة فلم تستطع فهم ما يحدثحملق فيها ثلاثتهم بتعجب شديدأما سمر فقد شعرت أن تلك الفتاة من رأتها بالأمس
من أنت
بادرت والدة عثمان بالسؤال وهي تعقد حاجبيهافتركت ليالي اللقمة وابتلعت الأخرى سريعاثم وقفت محلها ولم تستطع الرد أو تلفيق أي كڈبةفاقربت منها سمر بوجه مكفهرثم تفحصتها من أعلاها لأسفلها بنظرات أثارت رجفتهاثم تساءلت بحدة
من أنتوماذا تفعلين هنا!
تنحنحت عدة مراتثم حاولت إخراج الكلمات من فمها
شيء آآآ
هل ابتلعت لسانك فلا تستطيعين الرد!
قالتها سمر في سخرية وفظاظةفهدأتها والدة عثمان بعدما اقتربت ووضعت كفها على كتف الأخرىوقالت
انتظري يا سمراتركيها لتجيب
ثم نظرت إلى ليالي لتحثها على الحديثفحدقت بها الأخرى ببلاهة ولم تعلم ما ستجيبها بههل تعترف بالحقيقة وتفضح أم لا!فتحت فاهها للرد وللحظة جاءتها فكرةفرسمت بسمة خفيفة على ثغرها ثم مدت يدها لمصافحة والدة عثمان وقالت بود مصطنع
مرحباأنا السيدة علياء وقد أرسلني السيد عثمان لأرى تلك الغرفة حتى أجري بعض التعديلات على ألوانها
صافحتها والدة عثمان ثم قالت بتردد
هل يريد عثمان تغير الألوان!
فأجابتها متظاهرة الجدية
نعم لقد طلب مني أمس ثم اصطحبني من ساعة تقريبا لأراها وعاد إلى عمله ثانية
ساور سمر شعور الشك من صدق حديثهافأردفت متسائلة بنبرة شبيهة بالسخرية
هل تركك هنا مع الفئران!
مهلا ماذا!فئران أتوجد فئران هنا!!
قالتها بړعب حقيقي بينما تتلفت حولها بفزع شديد ولم تستطع التحكم من شدة الړعبفبتاتت تجول بحدقتين مرتجفتين في أرجاء الغرفةفقالت سمر بإذدراء
هل تخشى الأميرة الفئران!!
لكزتها والدة عثمان بحدة لتكف عن الثرثرة والسخريةثم وجهت حديثها إلى ليالي قائلة
لا تقلقي يا بنيتيأظن أنه قال ذلك ليجعل أمر التغيير مفاجأة
زفرت ليالي أنفاسها الضائعة براحة شديدةفأردفت الأخرى موجهة حديثها لابنها
اتصل يا بني بعثمانوأخبره أننا علمنا بشأن مفاجأته
كان جالسا في ورشته يقوم ببعض الأعمال الخاصة بصنع الأساسحتى قاطعه رنين هاتفهفوقف ثم سار نحو المكتب والتقطه من عليه ثم جلس على الكرسي بتعبفوجد أن المتصل شقيقه ياسرفتح الخط ومن ثم أجابه
ماذا تريد
لم يكن عليك أن تخفي مفاجأتك
قطب جبينه بتعجبومن ثم حك خصلاته بجهل وقال
أي مفاجأة!!
أوووه ما زلت تكذبلقد علمنا بشأن التغييرات التي ستجريها بالغرفةفقد أخبرتنا السيدة علياء بذلك
وعند انهاء شقيقه جملته من على المقعد بفزعوصړخ قائلا
ماذا!!!!!
وكنت تكذب بشأن الفئران أيضا أيها الماكر
وهنا أغلق الخط ومن ثم ترك أعماله وركض مسرعا نحو المنزلوخوفه من انكشاف الأمر كان يزدادوصل في وقت قياسيفولج للغرفة عندما وجدها مفتوحةفأبصرهم جالسين مع ليالي وهي تقوم
متابعة القراءة