روايه سنيوريتا كاملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه منه ممدوح

موقع أيام نيوز

المشهد الأول
فرت هاربة تركض بأقصى سرعة لديها بينما وتيرة أنفاسها قد زادت بشدة من كثرة الركض والفزع أيضا! 
فستانها القصير ذي اللون الوردي يتطاير بفعل الهواء المحمل بالأتربة الذي يلفح في وجهها فتحاملت قدر المستطاع ألا تغلق عينيها من الاتربة العالقة بهاوخصلاتها البنية القصيرة صارت مشعثة بفعل الهواءكانت تحمل بين يديها حذائها الأنيق ذي الكعب المرتفع بعدما خلعته لكي تستطع الركض بأقصى سرعة لتنجو بحياتها من ذلك المأزق الذي وضعت فيه أدرات وجهها للخلف بينما تستمر بالركض لترى أهنالك أحدا خلفها أم لا فتنهدت براحة قليلا بعدما رأت خلو المكانولكنها استمرت بالركض علما منها أنهم سيأتون في أقرب وقت 

تلفتت حولها علها تستطع رؤية أي شخص لينقذهاإلا أنها كانت في صحراء جرداء خالية من البشر تماماوالأدهى في ساعات متأخرة من الليل!فمن ذلك المچنون الذي سيكون هنا في ذلك الوقت! 
استطاعت رؤية أخيرا الطريق من على بعدفأشرقت قسمات وجهها بأمل ثم أسرعت ركضا نحوهحانت منها نظرة للخلف فوجدت رجلين على مسافة بعيدة عنها يسرعان نحوها وصياحهما سمعته من على بعدارتجفت بفزع فور رؤيتهما وعلقت أنظارها على الطريق لعل هنالك أحدا سينقذها من مصيرها ذاك 
ثبتت حدقتاها على إضاءة سيارة قريبةفخطت مسرعة حتى توسطت عرض الطريق أمام السيارةفما كان من السائق إلا أنه أوقف السيارة سريعا وقد ظهرت إمارات الړعب على محياه بعدما كاد أن يرتكب حاډثا وشيكا 
ركضت نحو الباب ثم فتحته واستقلت السيارةوحدثت السائق قائلة بسرعة بينما نظراتها على الرجلين القادمين
هيا أسرع رجاء
حدق فيها بنظرات متعجبة من حالتها الرثةثم صاح قائلا
ما الذي تفعله فتاة مثلك في تلك الصحراء وفي منتصف الليل!!
تشبثت بذراعه المعضل وقالت في توسل لتحثه على الإسراع
سأخبرك ولكن الآن انطلق قبل أن يلحق بنا الرجلين
مهلا ماذا!!
هتف بها ذاهلا فالټفت بوجهه للجهة الأخرى وقد لمح الرجلين الذين بيد كلا منهما سلاحا فعاود النظر لها وتساءل في توجس
من هذان!!
لم ترد عليه وببغتة منها ضغطت على دواسة الوقود فانطلقت السيارة مسرعة وسط شهقته الفزعة من فعلتها المباغتة وهنا قد صدع صوت العديد من الرصاصات في الهواء فتحكم أخيرا في عجلة القيادة بعدما أجبرها على تركها قبل أن تنقلب بهما السيارة ثم زاد من السرعة قبل أن يصاب برصاصة من تلك الرصاصات الطائشةهدأ من سرعة السيارة أخيرا بعدما ابتعد عنهما بمسافة معقولةثم قال للفتاة بلهجة آمرة
أخبريني الآن من أنتوماذا جاء بك إلى هناومن هذان الرجلان!وإلا أتوقف على جانب الطريق وأتركك هنا لهما
توجست خفية من تهديده ذاكفقالت سريعا
حسناحسنا سأخبرك ولكن لا تتركني هنا
صمت وركز على الطريق ليحثها على الحديثفبدأت بقص حكايتها قائلة
أدعى علياءوكنت أستقل سيارة أجرى ولكن مالكها كان ثملافحاول التهجم علي هناواستطعت الفرار منه
الټفت لها بنظرات غير مصدقةوقد ضيق عينيه بشك
تقولين أن مالكها فقط من حاول التهجم عليك وماذا عن الرجلين!أم أن المالك إنشطر إلى نصفين وتكاثر ميتوزيا!!
لمحت السخرية في نبرتهفحاولت تبرير كذبتها وقالت متلعثمة
كان هنالك سيارة بها صديقه تلحقناولم أكن أعلم
حسناسأحاول تصديقك يا علياءولكن داخلي يظن أنك كاذبة
توترت خلاياها بشدةفتسللت قطرات العرق على جبينهاولكنها تصنعت الجدية والحزم
كما تريدولكن ماذا سأستفيد إن كذبت عليك أو خدعتك
لم يجب عليها واكتفى بهز رأسه بينما نظراته مركزة على الطريق من أمامهحدقت فيه لبرهة تتأمل ملامحهشاب وسيم في مقتبل عمرهخصلاته الكثيفة سوداء اللونعيناه حادتان سوداء أيضايزين وجهه شارب ولحية خفيفةوملابسه أيضا سوداء! 
ليرحمه الله من يرتدي تلك الملابس لأجله
قالتها محدثة نفسها في لهجة ساخرةبينما تابعت حوارها مع ذاتها
المرء يرتدي شيء ملون حتى يتفاءل قليلا فقط!!
هل يمكنك الكف عن السخرية من ثيابي!
قالها في ضيق وجمودفالتفتت له مسرعة وقد اتسعت حدقتاها في صدمة جليةوتمتمت قائلة
ماذا!!
تقوس ثغره ببسمة ساخرةثم قال
عندما تتحاورين مع ذاتك اخفض من صوتك قليلاوإلا ذلك لا يعد حوارا داخليا!
رفرفت بأهدابها عدة مرات لتدارك حماقتهاثم أشاحت وجهها لجهة النافذة وقد تسللت الحمرة إلى وجهها 
اللعڼة علي وعلى حماقتي تلكوأيضا على لساني الذي لا يكف عن وضعي في مواقف كتلك
مرت عدة دقائق يصاحبها الصمت فقطفقررت البدء بأي حديث لإيقاف ذلك الملل الذي تشعر به وقالت
لم تخبرني باسمك
أهو من شأنك!
أغلقت جفناها بنفاذ صبر من سخريته الدائمةثم حاولت إستفزازه قائلة
أتخجل من إخباري اسمك كالفتيات المراهقة!
ثم تابعت بذات النبرة
لا تقلق لن أخبر أحدا بهيمكنك الوثوق بي
الټفت لها يرمقها بنظرات مغتاظةلقد استطاعت استيقاد غضبه فعلافهددها قائلا
اغلق فمك ذاكوإلا أدفنك هنا وسط الصحراء ولن يستطع شخص إيجادك
كټفت ساعديها أمام صدرها وقالت في كبرياء
وهل من المفترض أن أرتعب!
فتاة أخرى محلك كان من المفترض أن ترتعب من وجودها مع رجل أعزب في وسط الصحراء
ضړبت كف على الآخر بحماس ولم تعبأ بجملته تلك ثم قالت
حسنا لقد علمت شيئا عنك أخيرا
ماذا!!
تساءل في تعجبفأجابته هي
حالتك الإجتماعيةأنك أعزب
حدق فيها لبرهة وقد تملك الذهول منهفهز رأسه في قلة حيلة وتمتم
يا الله اعطني الصبر على هذه المصائب
هل تدعوني بالمصېبة الآن أم أنها تراهات
قالتها رافعة حاجبها بكبرياءفحذرها قائلا وقد عبست ملامحه
اغلق فاهك اللعېن ذاك
أجفلت لبرهة من غضبه الظاهر في مقلتيه المشتعلتينفقالت في براءة زائفة
حسنا حسنا ولكن لا تغضب
هكذا
زفر أنفاسه المخټنقة على مراحلفقاطع حدة الأجواء بينهما رنين هاتفهفضغط على ذر الرد ومن ثم فعل مكبر الصوت حتى يستطيع القيادةفجاءه صوت رجولي قائلا
أين أنت يا عثمانلم تأت منذ ليلة البارحة!
طافت على محياها ابتسامة عابثةوحدقت فيه بنظرات تلمع بانتصارفرمقها هو بضيق شديد عندما لمح مغزى نظراتهاثم أجاب بينما عينيه معلقة عليها
كنت قد ذهبت لطلب بعض الأشياء للورشةوعندما تأخرت قضيت ليلتي في نزل قديم
حسناأسرع لأن أمي قلقت عليك كثيرا
أخبرها أني لست طفلا صغيرا كي تقلق علي
هل تظن يا ولد أنك قد كبرت علي لأنك شارفت على الثلاثين!ما زلت بالنسبة لي طفلا يتبول على فراشه أثناء نومه
جاء صوت والدته تلك المرة بمرحفكتمت الفتاة ضحكاتها قدر المستطاعوقد بسطت كف يدها على ثغرها حتى تكتم فاههاولكن ذلك لم يقلل من وجهها الذي اصطبغ بالحمرةفرمقها عثمان بنظرات غاضبة ثم علق على حديث والدته
ليس وقت ذلك الحديث الآن يا أميوالآن أنا مضطر للإغلاق
أنهى جملته بإغلاقه للخطثم التفتت للأخرى وقال في ضيق واضح
هل يمكنك الكف عن رمقي بتلك النظراتوليس هنالك سببا للضحك
كتمت ضحكتها وتنحنحت حتى تعدل من نبرة صوتهاوقالت متصنعة الجدية
أعتذر ولكن حس والدتك الفكاهي مرتفع
لم تستطع تمالك نفسها أكثر من ذلكفأطلقت ضحكة رنانة بعدما تذكرت عبارات والدتهفتأفف بضيق شديد وقال
كفي عن الضحك
وضعت يدها على وجهها ثم ضغطت بأسنانها على شفتها السفلية حتى تتمالك ذاتهافقالت لاستفزازه
لقد علمت عنك الكثير رغما عنكأولا أعزبثانيا تدعى عثمان ثالثا اقتربت على اتمام عامك الثلاثون ورابعا 
لم تستطع إنهاء جملتها وبدأت في الضحك من جديدفصمت هو بفم مطبق إلى أن توقففحدثها قائلا دون النظر لها
عليك أن تحسني ضحكتك قليلا لأنها تشبه قهقهات الراقصات
مهلا ماذا!!
قالتها محملقة فيه پصدمة كبيرةفتوقف هو على جانب الطريق ومن ثم قال بابتسامة صفراء
لقد وصلنا إلى منطقة سكنيةهيا الوداع وأتمنى ألا أراك مجددا
التفتت حولها فوجدت بالفعل أنها في حي قريبا نسبيا من حيث تسكنفرمقته بنظرات ماقتة ثم ترجلت من السيارةوقصدت صفع باب السيارة بقوة شديدةثم قالت في سخرية
لست مولعة بلقائك ثانيةأنا التي لا أتمنى رؤيتك مجددا
أشار لها بيده بالوداع ثم ضغط على دواسة الوقود
وأسرع مبتعدا عنهافوقفت هي تتابع أثر السيارةوقالت متنهدة
الوداع أيها الفظ الوسيم 
المشهد الثاني
لا أصدق تمزحين صحيح!!
جاء صوت صديقتها لين المصډوم بينما كانت تتحدث معها على الهاتففأجابتها الأخرى
ولما سأكذب! ذلك ما حدثولقد تورم كاحلي من كثرة الركض أيضا
يا الله يا لياليلما تقحمين نفسك في المصائب دائما!
قالتها في ضيق شديدفأجابتها ليالي باستفزاز كعادتها
هل أنا من أخبر المصائب أن تأتي إلي!كفي عن تلك الأسئلة الغريبة يا لين
تأففت لين ثم قالت في تعجب
لكن لما كذبتي على الرجل الذي أنقذكفي أمر اسمك وسبب مجيئكلما لم تخبريه أنه تم خطڤك وطعن 
لم أستطع الوثوق بهوما فعلته هو الأفضل
إذن كان يدعى عثمان صحيح
لمحت نبرتها العابثة ااتي فهمتها جيدافقالت ليالي
نعمولكنه ليس مثلما تظنين
ضحكت صديقتها بشدةثم أردفت في عبث
وكيف علمتي أنت!
أراحت ظهرها على الفراش حتى تمددت عليهثم غمغمت بينما تتنهد
لم يحاول إيذائي قطفقط بعض التهديدات التي لم ينفذها
غيرت وضعية نومتها حتى باتت تتمدد على بطنهاثم رفعت قدميها للأعلى وواصلت حديثها
كان وسيما للغاية يا ابنتيبل كان جذابا أكثر من وسامتهنبرته رجولية يشعرك أنه رجل يتحمل المسئوليةكدت أن أتوسله لآخذ رقمهولكنه كان شديد الفظاظة معي فلم أجرؤ على طلبه
عبس وجهها عند جملتها الآخيرةفجاء صفير صديقتها من الناحية الأخرى وهى تقول
أووووههل وقعتي في حبه من اللقاء الأول يا فتاة!
ضحكت ليالي ثم قالت من بين ضحكاتها
ليس إلى تلك الدرجة يمكن أن يكون اعجابا فقط
رغم فظاظته!
تنهدت مبتسمة وقالت
رغم فظاظته 
أمممممسآتي إليك مساء لنر ذلك الموضوع
حسنا ولكن حذار أن يراك أحدوتأكدي أنه لا يوجد شخص يراقبك
زفرت لين أنفاسها في ضيق ثم قالت
ألن تستطيعي الخروج!
إعتدلت جالسة على الفراشثم أجابتها بينما تفرك جبهتها بقلة حيلة
لاينبغي علي أن أظل في البيت لفترةحتى أتأكد أنه تم نسياني
ولكن يا لياليبالتأكيد سيأخذون بثأر الرجلين
أخذت ليالي شهيق طويل ثم زفرته على مهلوعلقت عليها قائلة بتوجس
أعلم 
تعرضت لهجوم بالړصاص!!!
صړخ بها سائر شقيقه وقد تملكت الصدمة منهفكتم عثمان فاهه سريعا وقال
ششششستستمع إلينا والدتك وستحبسني في المنزل بعدما أتلقى توبيخاصدقني أنا أعرفها جيدا
أزاح سائر يد شقيقهاثم قال بعصبية ولكن بنبرة خاڤتة
أتخبرني أنك تعرضت لضړب بالسلاح وتريدني أن أكون هادئا!!!
أجابه بنفس النبرة
ماذا أفعل!!كدت أن أصدمها وصعدت سيارتي سريعاوفجأة رأيت رجلين يحملان أسلحةكل ذلك حدث في لحظات يا اخي!
ومن تلك الفتاة
لا أعلم قالت أنها تدعى علياءولكني أستشعر الكذب في حديثها وكل ما قصته
لكزه شقيقها بكتفهثم قال غامزا بعبث
هل كانت جميلة
بادله ذات البسمة العابثةثم أجابه
للغايةرغم حالتها الرثة تلك
دس يده في جيبهوأخرج هاتفه الجوال منهعبث به قليلا حتى وصل لمبتغاهثم رفعه في وجه شقيقه وقال
استطعت أن التقط لها تلك الصورة دون أن تراني
اتسعت عيني شقيقه بذهول ثم تمتم قائلا
أكانت تلك جالسة جوارك واستطعت تصنع البرود!!
كنت فظا للغاية معها رغم خفة ظلها
أحييك على ذلك المجهود
صفق بيديه بعدما أنهى جملتهفلكزه عثمان بخفة وضحكا معا بشدةحتى أبصر والدته
تقترب منهمافوقفت أمامه ثم قالت
لقد تركتك الأمس لأنك كنت متعباولكن الآن لن أتركك يا عثمان
تدلى كتفاه في قلة حيلةثم قال بسؤم
يا إلهي ها قد بدأنا 
كانت جالسة مع صديقتها بعدما نفذت بوعدها بالمجيء إليهاتناولت كوبين من القهوة ثم سارت حيث تجلس على الأريكة أمام التلفازوضعت الكوبان على الطاولة أمامها ثم جلست جوارها هي الأخرى والتقطت وسادة صغيرةفبادرت ليالي بالحديث بينما حدقتيها مثبتتان على المسلسل الدرامي
هل تظنين أني لن أر ذلك الفظ مرة أخرى
أجابتها لين دون أن تحيد بالنظر عن
تم نسخ الرابط