روايه عانس و لكن روايه كاملة لجميع فصول الرواية للكاتبة ايمان فاروق
المحتويات
الأم تهتف قائلة لا انا عايزة ابني يتجوز من بنت بلده علشان تجبره ان يرجع تاني لو اتجوز من الخوجات يبقى كده عليه العوض فيه .
الاب برصانة وتعقل طب لو ليه رغبة فيها هنعمل ايه ..المهم أنه يكون مقتنع بيها لأن هو الي هيعيش معاها .
الام بضجر من كلام زوجها تخن انت ودانه بكلامك ده ..مهو بردوا أنت الي شجعته على السفر بطريقتك دي كان زمانه دلوقتي معاه عيلين ملين علينا البيت .
الأب بتعقل يعني ايه يا أستاذ عوض ..هتترهبن مثلا .
لا هيعنس زي البنبة الي كسر خاطرها ومشي ..قالتها الام وهى تلوي شفتيها حزنا على تلك الفتاة وغيظا منه في أن واحد .
اجفلته الكلمة وجعلته يحدقها بأستفسار قائلا تقصدي بأيه يعنس زي مين ياما ..هى سيهام مش اتجوزت وخلفت كمان .
تهللت اساريره ورقص قلبه طربا لما شدت به مما جعله يردف بهتاف بابا انا عايز اتجوز وحالا ..مما جعل الجميع في حالة من الذهول لما أردف فهو منذ برهة كان يغلق باب الحديث في امر الزواج والأن يعلن رغبته في الإرتباط وبمن .. بخطيبته السابقة التي تركها غفلة وها هو يريدها دون غيرها..كما لو كان ينتظران بعضهم البعض فهى أيضا لم ترتبط بغيره مما جعل الأب يتواصل مع ابيها يطالبه بلقاء عاجل على المقهى التي يتقابلون بها ويأتي الأخر ملبي طلبه في الحال .
ليقبله الأخر ببشاشة قائلا طب بس استهدي بالله كده واقعد الأول ..ايه مالك داخل حامي كده عليا ..ليجلس الأخر وهو يدعو الله أن يكون الأمر خير ليكمل الأخر قائلا تشرب شاي والا قهوة .
هشرب قهوة وهات مية ساقعة معاها يادسوقي
أومي لهما العامل وتوجه إلى الداخل اتنين قهوة مظبوطة للحجاج ومية ساقعة وصلحوا .
قص الحج ابراهيم بما اثلج صدر الأخر الذي سعد بمعرفة عودة الغائب الذي احزنهم سنوات ولكن اليوم علم انه مازال على عهده لها ولم يرتبط بغيرها وهذا ما اكده الرجل واشاد بكلمات أمجد التي اكدت ما روى ..انتهى اللقاء وذهب كل منهما في طريقه بعدما اتفقا على عمل لقاء رسمي للخطبة على ان يكون غدا .. فالأبوان يتمنيا ان يكون عقد قران وزفاف حتى يتسنى لهم الراحة والاطمئنان عليهما .
قولى كنت قاعد مع مين النهاردة على القهوة ياأم سيهام قالها صبري في مراوغة لزوجته التي لاحظت ولوجه البشوش فأشراقته زادت اليوم ..مما جعلها تهتف تلاقيك قابلت الشيخ صالح .. ما أنت من ساعة ماقبلته وانت فرحان وسعيد من غير داعي ..قالتها ام سيهام بغيرة طفيفة فزوجها عاد لسابق عهده منذ ان عاد من زيارة هذا الشيخ الذى علمت عنه يغازل زوجته امامهم وحاز على اعجاب الجميع وهو الذى ترك نفسه للحزن وابتعد عنها في زحام الأيام ومشاكلها.
أم سيهام بفضول وضيق من مراوغته طب قول بدل متلقيني راكبة على نفسك يا صبري .
صبري من بين ضحكاته عمرك ما هتتغيري ..انتي لسه فيكي نفس ټهدديني ماخلاص ياوزة تقلتلي وبقيتى حمل تقيل وبقيتي بق على الفاضي ..قال كلماته بطريقة اغاظتها فهى بالفعل زاد وزنها بشكل كبير وفشلت محاولات التخلص من الوزن الزائد الذي يؤثر على فقراتها مما جعلها تشعر بالحزن ولكنها حاولت أن تتمالك نفسها فزوجها لم يقصد اهانتها او معايرتها بل الموقف الذي حكم عليه بهذه التمتمة .
آه منا عارفة اني مبقتش عجباك خلاص .. وعموما براحتك ياأبو سيهام قالتها زوجته وكادت ان تتوجه إلى الخارج مما احزنه فهو لم يكن يقصد ان يحزنها هكذا ليمنعها بحركة سريعة ليست قفها قائلا استني بس انتي زعلتي والا إيه ..والله بعكسك بس ..دانتي الخير
والبركة واحنا ملناش لزمة من غيرك ..ياست الكل .
الزوجة بقلة صبر وحيرة خلاص يابو سيهام ..لا زعلانة ولا حاجة ..بس سبني اروح اشوف الي ورايا ..وهنا ايقن ان الحزن تملك منها وهو بالفعل لم يقصد ولكنه اوقفها قائلا طب مش هتقولى رائك في عريس بنتك الي جاي من برة مستعجل على الفرح والجواز .
فرح وزواج مرة واحدة فمن الواضح ان ابنتها اقرت الموضوع ولكن كيف مما جعلها تردف بتعجب طب وبنتك وفقت ! واصلا مين في التلاتة اللي بتتكلم عليه ..ووقع عليه الإختيار
الأب وهو يجلسها بجانبة على الفراش اهدي بس وتعالي اقعدي جمبي هنا وانا هفهمك كل حاجة ..اولا ولا واحد من التلاتة ..دا واحد غيرهم وبدأ يقص عليها بمهاتفة جارهم ابراهيم ومطالبته باللقاء والي ان أخبره بطلب ابنه العائد ورغبته بالزواج من فتاتهم ..مما اسعدها ولكنها تتوجز خيفة من رفض الفتاة كنوع للثأر من كرامتها لتردف متوجزة طب وانت ضامن بنتك توافق .. والا تقولك دا سبني زمان وانا مش ريداه .
تنهد الأب وزفر حيرته قائلا طب بس قوليلي رأيك الأول وبعدين نشوف امر الموافقة بتاعتها ورفضها.
توجه الاب وهو يحمل ثقل همه قبولها من عدمه ليواجهها بما اتاها من أخبار..ربما تكون سعيدة او محزنه لها ولكنه توجه لله داعيا لها بالهداية .
. . . . . . .
مازلت حائرة تصارعها الافكار في تلك المعضلة التي لم يكن لديها تدخل فيها .
عادت من شرودها ومحاورة ذاتها على دلوف والدها بعد أن طرق باب غرفتها ولم تنتبه ..فشعر بالقلق وفتح الباب ودخل ليطمئن عليها..
..ربت على كتفها قائلا مالك يابنتى ..ناديت عليكى مردتيش وخبطت قبل ما ادخل ومسمعتيش طمنينى انتى تعبانة ولا حاجة
..أخذت يده ولثمتها قائلة معلش يابابا حقك عليا بس فعلا كنت سرحانة شوية ..خير عاوز حاجة اعملهالك
أه يا حبيبتى عيزك طيبة وكمان فى موضوع عايزك فيه
خير اتفضل انا سامعة حضرتك
فاكرة عمك ابراهيم اللى كان جارنا فى البيت القديم
..أخذت تفكر قليلا ثم قالت بشرود أيوة أيوة أبو عوض وهناء
أيوة هو دا ..شوفى ياستى كلمنى وطلب منى ايدك النهاردة لابنه عوض .
يا الله.. عوض ..ايكون هو العوض من الله ولكن اعاد بعدما هجرني منذ زمن عاد بعدما چرح مشاعري بالماضي وجعلني أسيرة له في الحاضر وربما المستقبل أيضا ..
عوض .
جفت الكلمات في حلقي وتيبست الأفكار التي كانت تتصارع منذ قليل ..استجمعت ما أنا فيه من تيتة وتخبط واردفت لأبي بابا أنا مش عارفة اقولك ايه وانتوا
متابعة القراءة