روايه عانس و لكن روايه كاملة لجميع فصول الرواية للكاتبة ايمان فاروق

موقع أيام نيوز

احضانه التي بادلها الاخر بحبور وهو يربت على كتفيه لتنتهى وصلة الذكريات وتبادل السلامات وتبادل الأخبار بينهم الي ان وصل كل منهما للأخر ليقول له صبرى مستفسرا لكن قولي يا شيخ صالح . . ايه الي خلالك توصل لكده .
كده الي هوا اذاي تقصد العمى والا المشيخة قالها الشيخ صالح بمزاح اضحك الجميع .
جعل الاخر يحرك رأسه بيأس من مزاح صديقه ليردف بصدق تصدق ياصالح أنا عايز اعرف الحالتين اولا انت كنت زينا كده طبيعي وعيونك صحيح كنت لابس نظارة بس كنت بتشوف .
صالح بمزاح وصبر لما هو فيه فطريقته تلك هى التي تهون عليه مما جعلة يردف قائلا تقصد نظارة قعر كباية ياراجل ..وعلى العموم انا اتعرضت لحاډثة فقدتني النظر ..النظراة اتكسرت من قوة الخبطة والرايش بتاعها دخل في عيني الكلام دا من سنين بسيطة لكن بقى موضوع المشيخة والصيت دا لأنى زي ما أنت عارف انا حافظ للقرآن ومرة من المرات كان في ولد من ولاد الجيران تعبان واهله ياولداه لفو بيه على الدكاترة وكنت انا والحجة في زيارة ليهم كنوع من الواجب ..طلبت من ولدته احضار كوب من المية وقريت عليه ايات الرفية الشرعية وبعض الادعية وناولته للولد ..بعدها لقيت الولد جايلي بنفسه بعد اسبوع وبيقولي عايز يشرب من المية بتاعتي لأنه معدته ارتاحت لما شربها .. فعملتله ميه ومن يومها الأمهات بتيجي للحجة وتجبلي ولادهم اديهم حلويات ولبس واشربهم ماية مرقية .ويتوكلوا على الله .
طب والحلاوة ياعم الشيخ سبتها هتفت سيهام سائلة بعدما استشعرت الارتياح لتلك الجلسة الحميمية بين ابيها وهذا الرجل الطيب .
الشيخ صالح بخفة ظله الكروان دي بنتك يا أخر صبري .
ايوا يا شقى دي سيهام بنتي الوحيدة كان ليها اخ توفاه الله من سنين ..اوعي تلون على بنتي ليضيع فيها رقاب ..انت عارفزي دمي حامي ..قالها ابيها ممزاحا ليجاري صديقه قليلا في مزاحه لتخفيف الموقف .
صالح بصدق ماشاء الله ربنا يباركلك فيها ويرحم الصبي ويجعله زخر ليك في الأخرة ..يابختك ياعم عمرت الدنيا والآخرة ..ربنا يقويك ويعطيك الصبر ياصبري .
امين يارب العالمين قالها الجميع متمتين بها في أجلال .فهم جميعا حزنو على فراق الصبي الذي مازلت ذكراه خالدة حتى وان مر علي ۏفاته سنوات كثيرة .
لتبتلع هى ماء ريقها مرة أخرى قائلة بتوجز بردوا مردتش عليا ياعم الشيخ ..سبتها .
الي يحب بصدق يابنتي وغرضه شريف لازم يجاهد علشان يوصل لمحبوبه ..العشق لا هو حرام ولا عيب ..الحړام بين والحلال بين وانا كنت عاشق شريف خلصت دراستي وجريت على بيتهم والحمدلله كانت من نصيبي ..واكمل مستطرا وهو يتوجه لباب الغرفة بهتاف يااأم امل . . تعالي شوية وخلى العيال يعملو قهوة احسن الشاي الي جبتوه ماسخ .
ولجت اليهم السيدة البسيطة في خجل منهم لتلقي التحية السلام عليكم ورحمة الله ..نورتونا ياجماعة .
صالح بمداعبة لسيهام اهي ياست سمسة الحلاوة الطحينية بتاعتي .
حدقته الاخري بوجه يكسوه الخجل فزوجها دائما ينعتها بهذا اللقب ولكن اليوم يزداد امام الأخرون الذين اتوا دون موعد كحال كثيرين من الذين يترددون عليهم من أجل الرقية ..اي نعم هى تعرف ام سامح الجارة الطيبة ولكنها تجهل الأخرون فليس من حقه احراجها هكذا أمامهم مما جعلها تردف مستنكرة لما يقول وهى تتوجه للفتاة قائلة معلش يا عروسة ..راجل كبير ..متخديش على كلامه هو كده بيحب يخلط الجد بالهزار دايما.
سيهام بأبتسامة جاليه على محياها فهذا الرجل كتلة من الطاقة الإيجابية فهو يعطي الأمل لكل من حوله برغم ظروفه الصحية التي تظهر عليه وعلاقته الجميلة بزوجته فهو لا يخجل ان يعترف بعشقه لها اما الجميع منذ أن كان شاب الى الأن والسيدة أيضا لا يظهر عليها العجز بفضل معاشرتها لهذا الرجل الذي يدللها على مرئى ومسمع من الجميع مما جعلها تهتف بسعادة من الواضح أنه ليه حق ياخلتي حضرتك تتحبي .
اه والله ياحبيبتي انتي تستهلى كل خير قالتها ام سامح وهى تتمني أن تنول كلمة ثناء من زوجها مثلما يفعل هذا الشيخ مع زوجته .
سناء وهى تبتسم من خجل السيدة أمامهم لتتذكر حالها هى الأخرى وهذا الغادر الذي كان يصبها بعزب الحديث ولكنه تركها من أجل امرأة اخرى تفوقها بالجمال متعللا بنعتها بالارض البور ولكن هذا الرجل واخيها هو الأخر جعلاها تتيقن الدنيا مازلت بخير هناك رجال مازالو ينعمون بالوفاء لزوجاتهن يحتفظون بعشقهن الى مالا نهاية مما جعلها تردف بصدق ماشاء الله عليكم ..ربنا يحفظكم لبعض ..كفاية كده يا عم الشيخ لتتحسدوا ..ربنا يجعل عيونا بردة عليكم .
الشيخ صالح بمداعبة لهذا الصوت الحزين لا ياست الكل ..الناس الطيبين الي زي حلاتكم مبيعرفوش يحسدوا ..

وعموما انا برقي الحلاوة الطحنية كل يوم علشان متسحش مني .
اردفت زوجته ضاحكة فهو سيظل ساخرا هكذا ولا يترك فرصة الا وداعبها فيها دون أن يكترث لوجود أخرين مما جعلها تهتف بضجر مصطنع يوو أنت مش هتبطل هزارك ده ..طب انا هقولهم حقيقتك علشان يعرفوا انك نكدي والفرفشة دي مبتظهرش غير قدام الحاجات الحلوة دي قالت جملتها الأخيرة وهى تشير إلى سناء وسيهام اللاتي يرتمين على بعضهن من شدة الضحك فهى وزوجها كتلتان من خفة الظل .
انتهى اليوم في منزل الشيخ صالح بعدما توعد الصديقان الذين اجتمع شملهما بفضل تلك الفتاة التي ظلت تتحدث مع الشيخ الطيب وزوجته وتشاركت معهما في سرد قصتهن سناء هى الأخرى وام سامح وكل واحدة تسرد ضيقها لهذا الرجل الذي ظل يحدثهم في امور دينهم واثلج صدورهم بكلامة الطيب والذي يرفقه بآيات مؤيدة له من القرأن تبشرهم بالخير بعد الصبر على البلاء وبشر الصابرين فما كان عليهم الا الرضى بما قسم لهم واهداهم هذا الشيخ بعض الزجاجات المملؤة بماء مرقي وبعض من المسابح التي جلبها معه من العمرة الاخيرة كنوع من التذكار ..لينهى بها المطاف وهى ترقد فوق فراشها وهى عازمة على مواجهة التحديات التي تقابلها كل يوم وترافقها العمة الصغري التي صمم اخيها وزوجته ان تقضي معهم بعض الايام فهى تسكن بمفردها بعد ۏفاة امها ورفضت ان تشارك أخيها منزلة خشيتا من ان تثقل عليه ولكنها اليوم استسلمت لرائيه فهى وجدت الراحة بينهم فهى منذ فترة طويلة لم تشعر بهذا الشعور الذي يجعلها مقبلة على الحياة مرة أخرى وقررت هى الأخرى ان تواصل عملها بحماس وتتميز به ليكون لها سندا وعوضا من الله فهى لن تنظر لنظرة المجتمع لها بكونها مطلقة فأحيانا يكون الطلاق خير لمن يصعب لهم الحياة مع الشريك كما حدث معها هى التي برغم مامرت به الا أنها لم تتمنى له اي شړ برغم جرحه لها ليغفين وكل واحدة تتمنى ان يكون الاتي افضل لكليهما .
بات الأب في انتشاء وسعادة بفضل صديقه الذي بثهم بالأمل فبرغم تلك العلة التي تحكمت به وجعلته اسير بعا الا انه راضي بما قسم له من ابتلاء
تم نسخ الرابط